ما وراء الإستهداف الممنهج ضد النازحين والمدنيين في السودان ولا سيما في إقليم دارفور
بقلم: آدم رُجال
لا شك أن الشعب السوداني يتابع وبصمت، الأوضاع الأمنية الملتهبة في جميع أنحاء السودان، وخاصة في إقليم دارفور، لا سيما مدن ومحليات غرب وشمال وجنوب ووسط دارفور، حيث حشود المليشيات المُسلحة، الجنجويد بمعظم مناطق الموارد الطبيعية، ومعسكرات النازحين.
يعتري النازحين في خضم هذا الحشد المسلح، الذي يعد جزء من تجليات الوضع الأمني الذي صار أكثر انزلاقا نحو الفوضى الخلاقة في هذا الإقليم الذي عانا طويلاً من الحرب العبثية التي تقودها الحكومة السودانية ضد شعبها الأعزل، فكل يوم تتواتر الأخبار الصادمة، المحزنة وكأن القتل والتشريد أصبح يلازم ويرافق الإنسان الهادئ في الهامش السوداني، وانه أصبح هدفاً أساسياً، للمليشيات العسكرية التي استباحت حياة السودانيين.
رغم القضاء على سيطرة الرئيس المخلوع عمر البشير، عن السلطة في ابريل 2019م، غير ان الحكومة الانتقالية، التي شُكلت كنتيجة لثورة ديسمبر، والتي إنڨلب عليها عبدالفتاح البرهان، تواطأت مع الجنجويد وبسند من حكوة الإقليم «الكيزانية» للسير في نهج القتل الجماعي والفردي والاغتصاب والسلب والنهب والاختطاف والحرق والتعذيب، دون أن تكن ثمة عدالة.
إن قضية تحقيق العدالة، في السودان، باتت كأنها امر مستحيلا، وما يدلل ذلك ان معظم الأحزاب والقادة السياسيين، يتحدثون عنها قبل وصولهم الي السلطة ويستمر ذلك حتى بعده، بيد ان ذلك تحقيق العدالة مجرد مفردة تستخدم في الخطاب لزيادة حلاوة طعمه، ويبقى القليل من هؤلاء الخطباء لديه ضمير إنساني والتزام أخلاقي، للتضامن هؤلاء الضحايا والعمل على وقف انتهاك حقوقهم، ويصبح السؤال الثابت إزاء هذه الوضع، الم يكن نحن بشر مثل الأخيرين؟!، وأليس لدينا حقوقا إنسانية كالأخرين؟! أليس من حق العيش بكرامة اسوة بالأخرين؟!.
لقد ارتكبت مليشيات الجنجويد، ضدنا، أبشع انواع الجرائم، ولكن لا حياة لمن تنادي، إلى متي نستمر في هذه الحالة؟! وإلى متي تستمر الحكومات السودانية المتعاقبة، في انتهاكات حقوقنا المكفولة إقليميا ودوليا، ورغم اصالتنا السودانية التي لا غوبار عليها.
على اية حال لن نغفر قط للمجرمين الذين ارتكبوا ضدنا جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، في أي مكان، وستظل لعنة الدمار الشامل الذي خلفوه في إقليم دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وشرق السودان، وأقصى الشمال النوبي، وفي الكنابي، وفي أي بقعة من بقاء السودان تطاردهم، كما لم ولن نتنازل عن قضيانا وسنظل ندافع عنها الي أن يسود العدل في قمم الجبال أو أن نموت دون ذلك.
ولطالما الحرية والعدل والسلام والديمقراطية حقوقا مكفولة لنا، فلن نتنازل عنها حتى ولو كلفت ارواح، وأن بقية شخص واحد فقط فينا حر لكي يعيش بسلام ونعيم أفضل من أن نعيش في ظل استمرار الانتهاكات البشعة كما فعل النظام البائد، الذي كان يقف وراء معظم الاستهداف الممنهج ضد النازحين والمدنيين في السودان.