محمد الفكي: الجيش السوداني يريد تولي السلطة دون انقلاب
الخرطوم 21 أكتوبر 2021- قال عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان محمد الفكي سليمان، إن الفصيل العسكري في المجلس يريد تشكيل حكومة يمكنه السيطرة عليها دون تنفيذ انقلاب.
وتحدث المسؤول السيادي في مقابلة مع موقع “أكسيوس” قائلا إن ” البرهان لا يريد القيام بانقلاب عسكري الآن لأنه سيكون صعبًا للغاية في ظل البيئة الحالية. الا انه يريد انتاج واقع سياسي جديد بتشكيل حكومة مدنية يستطيع السيطرة عليها “.
وقال ان البرهان يخطط لتنصيب حلفاء داخل الحكومة المدنية تحت ستار توسيع التمثيل السياسي، وأن الجنرال يعتقد أن الوقت حان لاغتنام السانحة في ظل إرهاق الشعب السوداني ولامبالاته بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والاقتتال السياسي.
كما اتهم الفكي رئيس مجلس السيادة والجيش بإحباط إصلاحات مؤسسات الدولة -بما في ذلك الخدمة المدنية والقضاء وقطاع الأمن -والتي قال سليمان إنها ضرورية لتفكيك “الدولة القديمة” والانتقال إلى الديمقراطية.
واستشهد بعقد الجيش عدة اجتماعات حول المرشحين لشغل منصب رئيس القضاة، دون اتخاذ أي قرار ليبقى المنصب شاغر منذ مايو.
ورفض سليمان الجدل حول توقيت تولي مدني رئاسة مجلس السيادة باعتباره إلهاء يستخدمه الجيش لتصوير المدنيين على أنهم يتشاجرون على المناصب.
وأعرب عن ثقته بنسبة 100% في أن حمدوك لن يسعى إلى أي صفقات سرية مع الجيش، وأصر على أن الشعب السوداني سيقاوم بأغلبية ساحقة أي محاولات للانقلاب العسكري، مهما كانت تحفظاتهم على حكومة حمدوك.
وأكد أن الوثيقة الدستورية التي أرت الفترة الانتقالية لا يمكن تعديلها إلا بموافقة كل من قوى الحرية والتغيير والجيش وأن الأمر متروك لقوى الحرية والتغيير وحمدوك -وليس الجيش -لتشكيل الحكومة.
مصير البشير
فيما يتعلق بتسليم الرئيس المعزول عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، زعم سليمان أن الجناح العسكري متردد في المضي باتجاه تسليمه على أساس أن البشير يملك أسرار الدولة الحساسة التي تشكل خطراً على الأمن القومي.
وقال سليمان إنه لا يرى أي عوائق أمام موافقة مجلس السيادة على قرار مجلس الوزراء بالتصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
التطبيع الإسرائيلي
ونفى سليمان ما تردد عن خلاف بين الجناحين العسكري والمدني للحكومة بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
والشهر الماضي، نقلت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية عن وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قولها: “لا يوجد أي مؤشر على التطبيع مع إسرائيل”.
ومن المعروف أن المهدي، ابنة رئيس وزراء سابق، تعارض إجراء محادثات مع الدولة اليهودية.
وقال سليمان إن المعارضين للتطبيع داخل الحكومة أقلية وأن المساعي للتطبيع ستستمر.
كما زعم أن أعضاء مدنيين في الحكومة كانوا غاضبين من لقاء برهان ونتنياهو لأنه تم التخطيط له في سرية دون مشورتهم، وليس لأنهم عارضوا العلاقات مع إسرائيل.
وأكد سليمان إنه ليس لديه مشاكل في التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين وفقًا لسياسات الحكومة.