السودان يرفض تلميحات إثيوبية بتسلل مسلحين خططوا لتخريب سد النهضة
الخرطوم 3 سبتمبر 2021 ـ أعلنت قوات الدفاع الإثيوبية إحباط مخطط تخريبي لسد النهضة نفذه مسلحون يتبعون لجبهة تحرير تقراي في منطقة “المحلة” قرب الحدود السودانية، بينما رفض السودان التلميحات الإثيوبية بأن المهاجمين تسللوا عبر الحدود.
وقال المسؤول العسكري بمنطقة متكل في إقليم بني شنقول العقيد سيف إنجي إن قوات الدفاع تمكنت من قتل 50 شخصا، وإصابة 70 آخرين بجروح خطيرة، إثر مواجهات بين جماعة مسلحة والجيش الذي يتولى حماية المنطقة المحيطة بالسد.
ويقع سد النهضة على بعد حوالي 15 كلم من الحدود السودانية، ومن الممكن أن يتسبب انهياره في الحاق أضرار بسدود ومدن السودان المشاطئة لنهر النيل.
وأضاف المسؤول العسكري الإثيوبي أنه تم الاستيلاء على ألغام مضادة للمركبات، وأنواع مختلفة من المتفجرات كانت بحوزة الجماعة المسلحة، وقال إن الأخيرة التي تم القضاء عليها تتبع جبهة تحرير إقليم تيقراي.
وأضاف “التحقوا بأعدائنا التاريخيين بغية محاولة تعطيل أعمال بناء سد النهضة، غير أنهم فشلوا”.
وأوضح أن الجيش يتابع ويراقب عن كثب المناطق الحدودية بين إثيوبيا والسودان لحماية سد النهضة والمنطقة من أي تهديدات داخلية وخارجية.
من جانبه قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني العميد الطاهر أبو هاجة إنهم تابعوا تصريحات منسوبة للجيش الإثيوبي تتحدث عن دعم القوات المسلحة السودانية لمجموعات مسلحة حاولت تخريب سد النهضة.
وتابع في تصريح صحفي “نحن نؤكد أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة، وأن السودان وجيشه لا يتدخل في القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا”.
ودعا أبو هاجة القيادة الإثيوبية للعمل على حل صراعاتها بعيداً عن إقحام السودان فيها، قائلا إن هذا التصريح يعبر عن الواقع الصعب الذي يعيشه النظام الإثيوبي بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق شعبه.
وحققت جبهة تحرير تيقراي تقدما ملفتا منذ يونيو الماضي على حساب القوات الفدرالية الإثيوبية، واستعادت السيطرة على معظم أجزاء الإقليم، وبدأت منذ 22 يوليو الماضي التوغل في إقليمي العفر وأمهرة المجاورين لتيقراي.
وشجع هذا التقدم العسكري متمردي جيش تحرير أورومو على إعلان تحالفهم مع جبهة تحرير تيقراي في 11 أغسطس الماضي، وتأكيدهم وجود مجموعات أخرى منخرطة في مناقشات مماثلة، ومنها حركة تحرير إقليم بني شنقول، التي تعادي حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وفي 19 أبريل الماضي سيطر مسلحون من حركة تحرير بني شنقول بشكل كامل على مقاطعة سيدال بالإقليم، بعد تمرد 200 جندي إثيوبي من بني شنقول، واستولوا على أسلحة للجيش في معارك بالإقليم، وانضم إليهم عدد من الأهالي.
ويجتاح العنف الشمال الإثيوبي منذ نوفمبر الماضي، عندما أرسل رئيس الوزراء قوات إلى تيقراي للإطاحة بحكام الإقليم المتاخم لحدود السودان، ردا على هجمات تعرّضت لها معسكرات للجيش.