وكالات أممية تغيث الاف المدنيين في المنطقتين بعد 10سنوات من العزلة
الخرطوم 13 يونيو 2021- قالت وكالات دولية عاملة في الشأن الإنساني بالسودان إنها تمكنت للمرة الأولى منذ عشر سنوات ، من الوصول إلى المجتمعات المتضررة من النزاع في مناطق غير خاضعة لسيطرة الحكومة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وتتزامن الخطوة مع مفاوضات شاقة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو في جوبا حيث يسيطر الأخير على المواقع الخمس في هاتين الولايتين.
ولم تتمكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول أو تقديم المساعدة المنقذة للحياة لدعم الناس في المواقع الخمسة منذ عام 2011، عندما اندلع الصراع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال.
وأفاد بيان مشترك صدر عن برنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوشا” ومنظمة رعاية الطفولة “يونيسيف” ومفوضية اللاجئين إن بعثاتها الإنسانية وقفت على الأوضاع في هذه الجيوب المعزولة عن الدعم طوال العقد الماضي.
وأضاف البيان” تشير نتائج البعثات إلى أن الناس في حاجة ماسة إلى تحسن الأمن الغذائي والتعليم والصحة وخدمات المياه والصرف الصحي”.
وقالت نائب الممثل الخاص للأمين العام والمنسق المقيم/منسق الشؤون الانسانية بالسودان كاردياتا لو اندياي إن هذه الاستجابة تمثل اختراقا كبيرا في الوصول الانساني والاستجابة للمجتمعات المتضررة من النزاع التي لم تصلها المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في السابق.
واثنت على الجهود المحلية لدعم الاحتياجات الأساسية خلال سنوات الشدة ودعت في ذات الوقت المجتمع الانساني في السودان إلى زيادة امكانية الوصول والمساعدات الضرورية لدعم هذه المجتمعات المهمشة – وفقا للبيان.
ويوفر الحصول على امكانية الوصول الانساني إلى هذه المجتمعات فرصة حاسمة لتحسين الحياة وإعادة بناء سبل كسب العيش.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان إيدي رو، إن المجتمعات في هذه المناطق كانت تكافح وتعيش على القليل أو لا شيء منذ عقد من الزمان.
وتابع ” ان توفر امكانية الوصول للوكالات الانسانية حتى تتمكن من زيادة مساعداتها لهذه المجتمعات الضعيفة يعتبر أمر بالغ الأهمية. ومع تحسن الأمن الغذائي والفرص الأخرى ستتمكن الأسر من إعادة الاندماج مع بقية السودان والبدء في التعافي وإعادة البناء”.
وقدم برنامج الأغذية العالمي 100 طن متري من البسكويت المغذي إلى 25,000 تلميذ في 83 مدرسة في البعثات الخمس.
وكانت هذه هي المساعدة الأولى التي تلقاها الناس في هذه المناطق المعزولة من الأمم المتحدة في العقد الماضي بسبب الصراع وقيود الوصول.
ويمثل نقص الغذاء للطلاب أحد التحديات الرئيسية في الحفاظ على الالتحاق بالمدارس في هذه المناطق المعزولة. ويعتبر تقديم الوجبات المدرسية من بين الأولويات الأساسية لاستجابة برنامج الأغذية العالمي مع استمرار اتاحة امكانية الوصول.
واعتبر ممثل اليونيسف في السودان عبد الله فاضل، وصول البعثات لتلك المناطق تطورًا كبيرًا، لكنه أشار الى الحاجة لضمان أن تتم الموافقة دائما على الوصول الانساني إلى الأطفال والمجتمعات المحتاجة.
وأردف ” لا ينبغي أبدا وضع شروط على الوصول؛ يجب تقديم المساعدات الإنسانية في جميع الأوقات ومن جميع الأماكن لمن يحتاجون إليها. النتائج من هذه البعثة قاتمة. وهؤلاء الأطفال “تُركوا” بالكامل. علينا أن نعمل الآن لضمان مستقبلهم. يجب بذل الجهود بشكل جماعي لضمان امكانية الوصول واستدامة وتوسيع نطاق المساعدات”.
وأشار البيان الى ان توسيع امكانية الوصول الانساني إلى الجيوب التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال أمر بالغ الأهمية لتقديم المساعدة العاجلة لما يقدر بنحو 800,000 شخص في هذه المناطق، هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة بعد سنوات من العزلة.
وسيساعد تكثيف الدعم في استقرار المجتمعات وتمهيد الطريق لجهود بناء السلام، مع تعزيز التزام الأمم المتحدة بمساعدة السكان المهمشين في السودان.
وشملت المناطق التي وصلتها البعثات الدولية على مدى الأسابيع الستة الماضية زوزاك وأمورا في ولاية النيل الأزرق وكاو/ نيارو، ورشاد / تقلي الجديدة، والجبال الغربية في ولاية جنوب كردفان