السودان: النيابة العامة تفنّد تصريحات الشرطة حول جريمة مقتل (سماح)

الخرطوم 27 مارس 2021 – قدمت النيابة العامة في السودان السبت إفادات مناقضة لحديث مدير شرطة ولاية الخرطوم الذي كان نفى وجود شبهة جنائية في وفاة الطفلة سماح الهادي، وأكدت تعرضها لعدد من الطلقات النارية.

وتثير قضية سماح ردود أفعال غاضبة في الشارع السوداني بينما تتعدد الروايات حول كيفية مقتلها في منزلها بضاحية “الصالحة” بأم درمان.

وجرى تداول منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع اشارت الى أن والد سماح قتلها بعد خلافات بينهما حول الدراسة وأن الطفلة طلبت نقلها الى مدرسة أخرى لكنه رفض وقررت التلميذة البقاء في المنزل لنحو أسبوع وانه غضب بعد عودته ووجدها خارج المنزل لتسليم الكتب الدراسية احدى رفيقاتها.

وقال الرواة ان والد سماح دهسها بسيارته وأطلق عليها النار من سلاح يخصه وتعامل معها بوحشية حتى بعد أن أصابها بالطلقات.

وقالت النيابة العامة في بيان إنها قيّدت إجراءات قانونية تحت المادة 130 من القانون الجنائي، المتصلة بالقتل العمد، في مواجهة عدد من المتهمين بينهم والدها الهادي إبراهيم.

والخميس، قال مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق عيسى آدم إسماعيل، إن التحقيقات التي توصلت إليها الشرطة بشأن قضية الطفلة سماح “تنفي وجود شبهة جنائية”.

وأضاف والد الطفلة سماح لا يملك عربة ليدهسها وليس قاسيا معها ولا يتعاطى الخمور.

وتابع ” بالتحري مع المدرسة والجيران المرحومة سماح منتظمة في مدرستها وليست لها مشاكل اجتماعية وكل الروايات المتداولة خاطئة”.

وبدأ ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي حملة ضد مدير الشرطة في ولاية الخرطوم بشأن تصريحه الخاص بقضية الطفلة سماح، وأدرجوا حديثه تحت بند “تضليل العدالة”، مطالبين بإقالته ومحاسبته.

وقال رئيس المكتب التنفيذي للنيابة العامة، محمد عبد العظيم، في بيان، تلقته “سودان تربيون”، إنه جرى السبت نبش الجثمان، وتشريحه بواسطة لجنة مكونة من ثلاث استشاري الطب العدلي برئاسة بروفيسور عقيل سوار الذهب.

وأضاف: “تقرير تشريح الطفلة سماح الهادي أكد أن أسباب الوفاة الطلقات النارية المتعددة، والطلق الناري المخترق الصدر الذي هتك الرئة اليسرى والنزيف الدموي الحاد”.

وأعلن عبد العظيم عن تقييد النيابة العامة دعوى جنائية تحت أحكام المادة 130 من القانون الجنائي، مؤكدًا القبض على متهمين.

وقالت مصادر عدلية لـ “سودان تربيون”، إن على رأس المتهمين والدها الهادي إبراهيم وآخرين من أقربائها.

وكان أحد أقرباء سماح أبلغ النيابة العامة في 19 مارس الجاري، إن الطفلة “كانت تعبث بسلاح ناري يخص والدها ثم أصابت نفسها مما أدى إلى وفاتها”.

وجرى دفن الطفلة في ذات اليوم الذي لُقيت فيه حتفها دون تشريح جثمانها.

وقامت جماعات حقوقية، من بينها منظمات نسوية، بحملة طالبت فيها النيابة العامة بتشريح جثة الطفلة، بعد أن تضاربت الروايات حول مقتلها.