أثيوبيا ترفض إقامة مشار على أراضيها حال اختياره طريق التمرد
أديس أبابا 24 سبتمبر 2016 ـ قال رئيس الوزراء الأثيوبي هايلا ماريام ديسالين، إن نائب رئيس جنوب السودان السابق وزعيم التمرد رياك مشار لن يكون موضع ترحيب في بلاده إذا اختار الأخير الاستمرار في طريق التمرد.
وهرب مشار من جوبا خلال القتال في يوليو، ومشى لمدة 40 يوما، لتنقله الأمم المتحدة من حدود جنوب السودان إلى الكونغو الديمقراطية، قبل أن تعلن الحكومة السودانية رسميا أنها استقبلته لدواعي إنسانية حيث اخضع للعلاج في أحدى المشافي الخاصة بالخرطوم.
وفي مقابلة حصرية مع صحفي مجلة “فورن بوليسي” في نيويورك يوم الجمعة شدد ديسالين على ضرورة أن تنقذ أطراف الصراع في جنوب السودان اتفاقية السلام التي وقعتها حكومة جوبا ومشار في أغسطس 2015 بواسطة الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيقاد). وأضاف “لا نرغب في شخص يقود كفاحاً مسلحاً في الأراضي الأثيوبية”.
ولم يفسر ديسالين كيف سيتم إنقاذ اتفاق السلام بعد أعمال العنف التي اندلعت في 8 يوليو في جوبا، ما دفع مشار إلى مغادرة العاصمة ومن ثم البلاد.
ومع ذلك قال رئيس الوزراء الأثيوبي إن بلاده ستسمح لقائد التمرد بالعبور فوق أراضيها فقط بدون إقامة لفترة أطول كما اعتاد أن يفعل خلال مفاوضات السلام.
من جانبه وردا على تصريحات ديسالين أكد المتحدث باسم مشار، جيمس داك قاديت لـ “سودان تربيون” يوم الجمعة إن قيادته لم تتلق أي معلومات من الحكومة الأثيوبية بشأن أي شروط متعلقة بزيارة مشار لأثيوبيا مستقبلاً.
وتابع “قائدنا لا ينوي العيش في المنفى في أي من دول المنطقة لأنه وبطبيعة الحال فهو نائب رئيس الجمهورية الشرعي وفقا لاتفاقية حل النزاع في جنوب السودان، ولم يتلق إخطارا من القيادة الأثيوبية عن أي شروط متعلقة بزياراته المستقبلية”.
ولفت قاديت إلى أن مشار أضطر للبقاء فترات أطول في بعض الأحيان في أديس أبابا في عامي 2014 و2015 لأنه كانت هناك حاجة لإجراء مشاورات متعلقة بمفاوضات السلام في أديس أبابا.
وأشار إلى أن زعيم المتمردين سيزور أثيوبيا وبقية دول المنطقة في هذا التوقيت للتشاور مع قيادة “إيقاد” بشأن الوضع المتدهور في جنوب السودان الذي يهدد بالإنهيار التام لاتفاق السلام.
وكانت مواجهات اندلعت بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، منتصف ديسمبر 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس من العام الماضي، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق في 28 أبريل الماضي.
لكن الأمور تأزمت لاحقا عندما عيّن رئيس البلاد سلفا كير ميارديت، يوم 29 يوليو الماضي، تعبان دينق، ليشغل منصب النائب الأول للرئيس بدلا من رياك مشار.