(الإنقاذ الغربي).. طريق الهلاك من كل إتجاه
الفاشر 10 سبتمبر 2016 ـ أشاع حادث مأساوي وقع على طريق الإنقاذ الغربي، حالة من التوجس والقلق وسط مواطني ولايات دارفور، بعد أن حصد الطريق آلاف الأرواح منذ إنشائه.
وقتل العشرات في حادث وصف بالبشع وقع،الجمعة، وسقط فيه بحسب احصاءات غير رسمية ما لايقل عن 70 شخصا، على الطريق الوحيد الذي يربط بين شمال السودان وولاياته الغربية بعد ان اكتمل الربط البري بين الفاشر في شمال دارفور والعاصمة الخرطوم في شهر نوفمبر من العام المنصرم.
وقال مدير مكتب احد البصات بالفاشر آدم حسين علي إن أحداثا كثيرة شهدها طريق (الإنقاذ الغربي) قطاع النهود ـ أم كداده ـ الفاشر بعد افتتاحه بداية العام الحالي أدت إلى ارتباك حركه البصات السفريه المتجهة من العاصمة الخرطوم إلى الفاشر.
وأضاف “الطريق في بدايته أصبح موردا لقطاع الطرق، والحركات المسلحة، الذي يعترضون البصات لنهب ممتلكات المسافرين وسط غياب سلطة الدولة بصورة كاملة نتيجة اضطراب الأحوال الأمنية في وقت سابق”.
وزاد “اضطررنا كمدراء مكاتب ومعنا سائقي البصات السفريه إلى التهديد بالدخول في إضراب جماعي ما لم توفر الدولة الحماية الكافية للسائقين الأمر الذي اضطر الدولة لإنشاء مواقع حراسات أمنية على طول الطريق من أجل تأمين انسياب الحركة”.
وأفاد السائق علي احمد بشير (سودان تربيون) أن طول المسافة بين الفاشر والخرطوم خاصة في طريق العودة، تفقد السائقين في أوقات كثيرة القدرة على التركيز.
وأضاف “تستغرق الرحلة نحو 14 ساعة على الأقل، فيمر السائق في النصف الأول منها حتى النهود أو الأبيض بولاية شمال كردفان.. وتقع الحوادث عندما يفقد السائق تركيزه لطول الطريق أو يغشاه النعاس”.
وزاد “وحتى لا يصبح الطريق طريق موت، لابد من تدارك الحد الأدنى من المعالجات، والتي هي اشتراط سائقين يتناوبان على القيادة مع ضرورة وجود رادارات على امتداد الطريق”.
وكثرت الحوادث المرورية بطريق الإنقاذ الغربي منذ افتتاحه في نوفمبر الماضي لأسباب تتعلق بضيقه الذي لا يتجاوز السبعة أمتار بالإضافة إلي ارتفاعه الشديد وجنوح السائقين الى السرعة الزائدة.
وبرغم الحوادث المؤسفة إلا ان أهمية الطريق تتزايد باعتباره الناقل للمنتجات الزراعية والفواكه والذرة والحبوب الزيتية اتي تتميز بها ولايات دارفور وكردفان إلى الأسواق في العاصمة وبقية الولايات.
ويقول المهندس ابوبكر احمد لـ(سودان تربيون) السبت، إن قضية طريق الإنقاذ الغربي شهدت تطورات مهمة في منتصف عام 1999 عندما تبودلت الاتهامات بين أطراف وإدارات الطريق التنفيذية المتعاقبة حول الإخفاقات التي حدثت في الطريق وأدت إلى توقف العمل فيه بصوره شبه كلية لسنوات.
وطالت شبهة فساد العمل في الطريق، الذي تعثر إكماله رغم جمع ملايين الجنيهات من المواطنين عن طريق اقتطاع جزء من المرتبات علاوة على التبرعات الذاتية، وتلك التي استقطعت من حصص توزيع السكر.
ويضيف ابوبكر “بدأ العمل في الطريق بصورة متعثرة في قطاع الخوي ـ النهود وكان العمل يسير بصوره بطيئة نسبياً رغم تدفق أموال النفط في ذلك الوقت”.
وبدأ تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي منذ العام 1993 ولم يكتمل الا 50% منه حيث وصل حتى الآن مدينة الفاشر رغم طوله الذي يفترض ان يمتد حتى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، ويعتبر من اهم الطرق الرئيسية التي تربط الإقليم الواقع غربي السودان بشماله.