تقرير أممي: قيادة جيش جنوب السودان ارتكبت انتهاكات بموافقة سلفا كير
الخرطوم 9 سبتمبر 2016 ـ اتهمت الأمم المتحدة في تقرير يوم الجمعة، القيادة العليا لجيش جنوب السودان بإرتكاب انتهاكات بموافقة الرئيس سلفا كير، خلال المواجهات التي جرت في يوليو الماضي، في جوبا بين القوات الحكومية وأنصار النائب السابق للرئيس رياك مشار.
وأفاد التقرير بأن الممارسات غير المسبوقة التي رافقت هذه المعارك من أعمال نهب وعنف وجرائم اغتصاب جماعي لعاملات أجنبيات في منظمات دولية، لم يرتكبها جنود متمردون فقط.
وذكر التقرير السري أن حجم الأعمال القتالية التي جرت بمشاركة مروحيات من طراز “أم آي 24” ووحدات مدرعة، “يدفع إلى الاستنتاج أن هذه المعارك جرت بقيادة أعلى مستويات قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان”.
وأضاف خبراء الأمم المتحدة أن الرئيس سلفا كير ورئيس أركان الجيش الموالي له بول مالونق هما الشخصان الوحيدان اللذان يتمتعان بسلطة نشر مروحيات من طراز “أم آي 24”.
وتحصلت رويترز على تقرير سري لمراقبي الأمم المتحدة يشير إلى أن حكومة جنوب السودان اشترت طائرتين مقاتلتين، وشاحنات محملة بذخائر أسلحة صغيرة، وتسعى لتصنيع الذخيرة، في حين لم تحصل قوات المعارضة على أي شحنات كبيرة من الأسلحة.
وأضاف التقرير، أن عناصر حكومية مسلحة تفرض قيودا لإضعاف حركة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، محذرا من أن اقتصاد الدولة الحديثة جنوب السودان قد انهار فعليا بسبب سياسات الحكومة التي تشمل شراء أسلحة بدلا من تمويل الخدمات الاجتماعية.
وكان عشرات العسكريين هاجموا في 11 يوليو الماضي، مقراً سكنياً بالقرب من قاعدة للأمم المتحدة. وتعرض عدد كبير من الموظفات الأجنبيات للاغتصاب، بينما قتل صحافي من جنوب السودان.
وفي مواجهة درجة العنف والعدد الكبير للجنود المتورطين وحجم عمليات النهب، قال الخبراء إنهم “توصلوا إلى أن هذا الهجوم كان منسقاً ولا يمكن اعتباره من أعمال العنف أو السرقة العرضية”.
وواجه الجيش النظامي لجنوب السودان بين 8 ـ 11 يوليو، في جوبا المتمردين السابقين بقيادة مشار في معارك استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وأسفرت عن سقوط 300 قتيل على الأقل ودفعت أكثر من 60 ألف شخص إلى الفرار.
وكان مشار اضطر للهرب من البلاد مع مئات من أنصاره لينتقل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة ثم الى السودان. وعيّن تعبان دينق نائباً لرئيس جنوب السودان خلفاً له.
وأحصت الأمم المتحدة أكثر من 300 حادث عنف جنسي ارتكبه خصوصاً جنود موالون في جوبا ضد فتيات ونساء وهن يهربن من المدينة.