نواب يطلبون تحسين نظام الري بمشروع الجزيرة قبل بدء مشروع صيني لزراعة القطن
الخرطوم 2 سبتمبر 2016 ـ رهن نواب نجاح مشروع “حديقة النسيج”، الذي تعتزم الصين تنفيذه في أواسط السودان، عبر إعادة زراعة القطن وتشييد مصانع للغزل والنسيج، بتحسين نظام الري بمشروع الجزيرة، بعد سنوات من الإهمال وسوء الإدارة طالت أحد أكبر المشاريع المروية في العالم تحت إدارة واحدة.
وتخطط الصين لزراعة 450 ألف فدان من القطن في مشروع الجزيرة، الذي تبلغ مساحته نحو 2.2 مليون فدان، بعد أن تراجعت مساحات المحصول إلى أقل من 50 ألف فدان، بدلا عن 400 ألف ـ 600 ألف كان تزرع في السابق.
واتفق أعضاء المجلس التشريعي لولاية الجزيرة على أهمية تعزيز جهود الدولة لجذب الاستثمارات الصينية في القطاع الزراعي، وشدد النواب على أهمية تحسين منظومة الري وضبط إدارة المياه داخل الحقل لإنجاح زراعة 450 ألف فدان بالقطن بمشروع الجزيرة.
وأكد الأعضاء أهمية الشراكة مع دولة الصين لتنفيذ مشروع حديقة النسيج لأهميته في تطوير القطاع الزراعي والصناعات التحويلية بالولاية.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن الصين بدأت منذ سنوات زراعة القطن في مشروع الجزيرة في مساحات تجريبية، كما شيدت محلجا حديثا للقطن ومصنعا للنسيج في “مارنجان”، 6 كلم جنوبي مدينة “ود مدني”، عاصمة ولاية الجزيرة.
وكانت المنطقة مزدهرة في ظل وجود 5 محالج للقطن 4 منها شيدت منذ تأسيس مشروع الجزيرة في عشرينيات القرن الماضي على يد الاستعمار الإنجليزي، إلى جانب عمل 3 مصانع ضخمة للغزل والنسيج، تم تفكيكها وبيعها جميعا كخردة.
وأكد رئيس المجلس التشريعي للولاية جلال من الله جبريل اهتمام المجلس بدفع كل الشراكات الداعمة للإنتاج والإنتاجية، وقال إن الجزيرة مؤهلة لإنجاح حديقة النسيج الذي تموله وتنفذه الصين بزراعة مليون فدان بالقطن في البلاد.
وأشار جبريل إلى ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية للنهوض ببنيات المشروع ومعالجة معوقات إنتاج ج القطن موضحا أن زراعة 450 ألف فدان قطن من شأنها الارتفاع بقطاع الإنتاج والصناعات التحويلية.
من ناحيته قطع عضو البرلمان ورئيس الكتلة البرلمانية لنواب الجزيرة عبد الله بابكر، بسعيهم لتطوير القطاع الزراعي ومعالجة قضاياه معلناً مباركة الكتلة للشراكة مع جمهورية الصين.
وأكد محافظ مشروع الجزيرة عثمان سمساعة الأهمية الاقتصادية للقطن مبيناً إن إحجام المزارعين عن زراعته وتقليص مساحاته إلى 50 إلف فدان أدى لتوقف مصانع النسيج وتشريد العمال ما انعكس سلباً على اقتصاد الولاية.
وقال سمساعة إن إدارة المشروع جاهزة لإنجاح زراعة القطن لتشغيل الصناعات التحويلية ودفع القيمة المضافة للقطن.
وحذرت رئيس لجنة الزراعة بالمجلس التشريعي ساجدة يعقوب من بعض المحاذير التي قد تعوق نجاح مشروع حديقة النسيج والمتمثلة في إحجام المزارعين عن زراعة القطن في السنوات الماضية ورفضهم للقطن المحور.
ولفتت الى ضرورة إيجاد المعالجات اللازمة لمعوقات الانتاج بالمشروع من وقاية للآفات وتحسين نظم الري والتوزيع العادل لمياه الري داخل الحقل.
وذكرت أن نجاح المشروع مرتبط بدور جمعيات المنتجين للتبشير بالمشروع ودورها في تحسين أوضاع المزارعين المعيشية.
يشار إلى أن تردي المشروع صاحبه انهيار في كثير من المرافق الحيوية بولاية الجزيرة، التي يقطنها نحو 3,7 مليون نسمة، خاصة فيما يلي الصناعات التحويلية والحركة التجارية.