قيادي في (الأمة القومي) يكشف عن ترتيب الحزب لإنقلاب بعد (الإنقاذ) بعامين
الخرطوم 22 أغسطس 2016 ـ أزاح حزب الأمة القومي، الستار عن معلومات تكشف لأول مرة، أكّد خلالها ترتيب الحزب في العام 1991 لمحاولة انقلابية لاسترداد الحكم من حكومة الرئيس عمر البشير، قادها الأمير عبد الرحمن نقد الله، بمباركة قيادة الحزب وعبر عمل جماعي “عسكري ومدني”.
وقال نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر في مُقابلة مع برنامج “فوق العادة” الذي بثّته قناة (الشروق): “بعد قيام الإنقاذ بدأنا نُفكِّر في كيفية إيجاد مَخرج من هؤلاء الناس، وفي تلك اللحظة كان هناك شعور وعدم رضاء مُتبادل من بعض العسكريين داخل القوات المُسلّحة وبعض المدنيين وحدث تنظيم بدون أن يكون لحزب الأمة القومي وجودٌ تنظيميٌّ داخل الجيش”.
واستولى الرئيس السوداني الحالي عمر البشير على مقاليد الحكم في العام 1989، بانقلاب عسكري أزاح فيه الحكومة الائتلافية التي كان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي يشغل فيها منصب رئيس الوزراء.
وقال ناصر إنّ الجميع كانوا على علم بإنقلاب “الإنقاذ” بمن فيهم رئيس الوزراء الصادق المهدي، وأضاف: “أنا من أخبرت السيد الصادق ووزير الدفاع مبارك عثمان رحمة بالانقلاب وحَدَثَ ذلك عقب عودتي من المجلد ولقائي بالعميد عمر البشير الذي أمضيت معه ليلة الأربعاء التي سبقت الانقلاب”.
وتابع “قلت لوزير الدفاع: “أي شخص ربنا منحه بصيرة للنظر لمسافة مترين يدرك أن هناك انقلاباً.. هل أنت مُدركٌ وما هي تدابيرك..؟”.
ونفى برمة أيّة نوايا انقلابية للصادق المهدي من خلال وضع قيادات عسكرية متقاعدة في قمة قيادة الحزب أو عبر إدخال أبنائه للسلك العسكري.
والمعروف أن نجل المهدي الأكبر عبد الرحمن الصادق هو من القيادات العسكرية التي أعادتها للحكومة السودانية للخدمة قبل أن يتم تعيينه في الحكومة الحالية مساعدا للرئيس عمر البشير.
ويقول حزب الامة أن مشاركة نجل المهدي في السلطة تتم بصفته الشخصية وأنه استقال من الحزب رسميا.
وقال ناصر: “نحن اكتوينا بالانقلابات التي استهدفت حزب الأمة وليس لدينا داخل المُؤسّسة العسكرية من يُمكنه حتى تقديم النصيحة “لا أو نعم” وإن كان حزبنا نظرته للسلطة أو من الأحزاب التي تفكر تستولى على السلطة عن طريق القوة العسكرية، كان أكثر حزب مُهيأً لأنّه حزب من سلالة المهدية التي هي أساس الجيش السوداني”.
وأقر القيادي في شهادته النادرة، بأنّ مذكرة “الجيش” كانت انقلابا مفتوحا وخطأ لأن القرار السياسي للجهات العليا والقوات المسلحة جهاز تنفيذي وانها كانت مُوجّهة لإبعاد الجبهة الإسلامية القومية.
وقال إنه قبل ساعات من الانقلاب كان هناك اجتماع مشترك للجنة مُكوّنة من أحزاب الحكومة، وأضاف: “أنا وتاج السر وعلي الحاج محمد كنا نتفاكر في تكوين قوات الدفاع الشعبي” نافيا قيامه بتسليح المراحيل وقال إنه أخبرهم ان دفاعهم عن انفسهم حق كفلته الديانات السماوية وان هناك خلط عن مفهوم كلمة “المراحيل”.
ودافع اللواء برمة عن إدارة الصادق المهدي لشؤون البلاد خلال الديمقراطية الثالثة وقال إنه كان بقدر المستطاع يلم الشمل ويتجنب الانقلابات ووصفه بانه مفكر. وزاد: “الحاجة المؤسفة ان سيد الصادق جاء في بلد مثل السودان أول مشاكله الصراع حول السلطة والحكم”.