الخرطوم: استئناف المفاوضات مع المسلحين سيكون حول وقف نهائي لإطلاق النار
الخرطوم 16 أغسطس 2016 ـ أبدت الحكومة السودانية استعدادها لاستئناف التفاوض مع الحركات المسلحة في المنطقتين ودارفور، شريطة أن يكون حول وقف نهائي لإطلاق النار، بينما شدد عضو في وفد الحكومة المفاوض، أن المباحثات علقت ولم تنهار.
وانهارت جولة مفاوضات بشأن المنطقتين، بجانب محادثات حول مسار دارفور، الأحد الماضي بعد أقل من أسبوع من انطلاقها فور توقيع قوى “نداء السودان” على خارطة الطريق، بسبب تباعد مواقف حول القضايا محل الخلاف.
وتوقع عضو وفد الحكومة المفاوض بشارة جمعة أرو استئناف المفاوضات في فترة لا تتجاوز الأسبوعين.
وقال أرو فى ملتقى بالمركز القومي للإنتاج الاعلامي يوم الثلاثاء “إن المفاوضات لم تنهار ولكنها عُلقت”، وزاد “كنا نأمل أن نتوصل الى اتفاق لولا مماطلة ياسر عرمان وتمسك الحركة الشعبية ببند المساعدات الإنسانية”.
وتباعدت المواقف بين أطراف التفاوض بشأن مسارات توصيل الإغاثة الإنسانية للمتضررين في مواقع القتال، الأمر الذي جعل الوساطة الأفريقية تعلن تعليق جولة التفاوض الى أجل غير مسمى.
من جانبه أكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، وزير الإعلام، أحمد بلال، استعداد حكومته للتفاوض “شريطة أن يكون حول وقف نهائي لإطلاق النار، وتخلي الحركات المسلحة عن البندقية”.
وأشار بلال في حديث للمركز السوداني للخدمات الصحفية، الثلاثاء، إلى أن “هذه الحركات همها الأول هو المال وهو ما دعاها لأن تتجه للإرتزاق بليبيا وجنوب السودان مقابل الدعم المالي والسلاح”. وتابع “الحركات المتمردة لم تقبل بالسلام لأنها تعتبر الحرب (بزنس)”.
وأضاف “إن الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان، يحلم بأشياء غير قابلة للتحقيق بالسودان خاصة وأنه دعا لحل قوات الجيش والشرطة والأمن، وهو يعرف أن هذه طلبات لا يمكن أن تتقبلها أي حكومة”.
وجدّد الوزير استعداد الجيش لصد أي عدوان على البلاد قائلاً: “إن الجيش لن يُحل ولن ينكسر ولن تنكسر إرادة الشعب السوداني لأي شروط تعجيزية من المتمردين”.
وأكد أن الحكومة لن ترهن مسيرة الحوار الوطني بإرادة مجموعة هدفها الأساسي حمل البندقية والحرب، وطالب المجتمع الدولي بممارسة دوره تجاه المجموعات المسلحة والضغط عليها من أجل إحلال السلام بالسودان.
في ذات السياق اتهم المقرر السياسى لحزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد كرمنو الحركة الشعبية بعدم الجدية في الوصول الى سلام، وقال في ملتقى مركز الغنتاج الإعلامي “لا توجد دولة في العالم تسمح بإختراق مطاراتها بحجة الأكل والشرب.. لا بد أن تكون الإغاثة من داخل البلاد حفاظا على صحة المواطنين وسيادة الدولة”.
وتابع “هؤلاء الناس نحن نعرفهم جيدا.. عندما كنت نائبا لوالي ولاية النيل الأزرق لم يكن مسموحا لي بزيارة (المناطق المحررة)”.
إلى ذلك عزا نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج انهيار المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية ـ شمال، بأديس أبابا الى إنعدام الثقة.
وقال علي الحاج في الملتقى: “المفاوضات إنهارت لعدم الثقة وعلى الإطراف ذكر مخاوفها حتى لا يكون الاتفاق فيه إذعان”.
وحذر الحاج الحكومة من بند المساعدات الإنسانية وقال إن الغذاء لا يذهب فقط للمواطنين ولكن للجيش والحركات أيضا، واقترح بأن يكون للحكومة ممثلين بالمطارات التي ذكرتها الحركة لمراقبة المساعدات الأنسانية.
واعتبر أن خارطة الطريق “هي نتاج لفشل الأطراف السودانية في الوصول لحل سوداني سوداني لمشاكل البلاد”.
وحثت الهيئة القيادية لتحالف قوى المستقبل للتغيير، الأطراف الى سرعة الوصول الى اتفاق حول الترتيبات الأمنية وإيصال المعونات الإنسانية حتى تتهيئ للدخول في العملية السياسية.
وأكد التحالف في تعميم صحفي، الثلاثاء، أن نقاط الإختلاف التي برزت في المفاوضات قابلة للتجسير أو الاتفاق حولها.
وطبقا للتعميم الذي تلقته “سودان تربيون” فإن الهيئة القيادية لتحالف قوى المستقبل استعرضت في اجتماع عقدته، ليل الإثنين، النتائج والمباحثات الأخيرة وإجرت تقيما على إداء قوى المستقبل في دفع جهود السلام والحوار الوطني لإيقاف الحرب.
وأثنى الاجتماع على جهود الوساطة والمجتمع الدولي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، وأشاد بقرار قوى “نداء السودان” بالتوقيع على خارطة الطريق.