فشل مفاوضات (المنطقتين) والوساطة تعلق الجولة لأجل غير مسمى
أديس أبابا 14 أغسطس 2016- أعلنت الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى، تعليق مفاوضات الحكومة والحركة الشعبية- شمال- الى أجل غير مسمى بعد إخفاق الأطراف في التوصل إلى تفاهمات بشأن وقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وأبلغ رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي أطراف التفاوض برفع الجولة لأجل غير مسمى وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف المتفاوضة.
وحملت الحكومة السودانية ، الحركة الشعبية – شمال- مسؤولية انهيار المفاوضات، وقالت على لسان رئيس وفدها المفاوض، إبراهيم محمود ان الحركة تريد إطالة أمد الحرب وأن تأتي الطائرات من جوبا لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقتين.
وأضاف في مؤتمر صحفي ليل الأحد،” الشعبية لا تهدف لإيقاف الحرب وجلب السلام.. وهدفت لعرقلة خريطة الطريق”.
ومضى يقول” الشعبية تريد قتل الخريطة وخططت لإجهاضها، ووقعت عليها تحت ضغط المجتمع الدولي”.
في غضون ذلك، قال كبير مفاوضي الحركة الشعبية ياسر عرمان إن الحكومة السودانية فقدت أكبر فرصة لتحقيق السلام ، وحملها بدوره مسؤولية انهيار الجولة الحالية بإصرارها على عدم تقديم أية تنازلات رغم جهود الوسيط.
وقال عرمان في مؤتمر صحفي” انتهت الجولة بالفشل وامبيكي ابلغنا بتأجيل الجلسة لأجل غير مسمى.. لأول مرة “.
ولفت الى ان الحكومة ومنذ أربع سنوات كانت تقول أنها لن تقبل الا بمسارات داخلية للإغاثة، بينما تتمسك الحركة الشعبية بأخرى خارجية من جنوب السودان اثيوبيا وكينيا.
وأشار إلى أنهم عرضوا على وفد الحكومة مسارات داخلية من مدن الأبيض والدمازين وكادقلي لإيصال المعينات الإنسانية، على أن يكون هناك ثلاث مسار خارجية عبر اصوصا وجوبا ولوكو شيكو، موضحا أن وفد الحكومة رفض تلك التنازلات التي قدمتها الحركة الشعبية.
وتابع ” قدمت الحركة الشعبية أيضا تنازل بأن تأتي 80% من الاحتياجات من داخل السودان ،مقابل 20 % من الخارج، ثم قدمت الحركة تنازل آخر بأن حددت ماهية الاحتياجات المطلوبة من الداخل ومن الخارج”.
واسترسل عرمان ” ثم اليوم ونتيجة لوساطة قادها الرئيس أمبيكي والحكومة الإثيوبية،اقترحت الحركة ان تقتصر المسارات الخارجية على أصوصا فقط، لكن الحكومة رفضت”.
وأضاف” أثبتت الحكومة أنها لا تريد رفع المعاناة عن الشعب السوداني وغير جادة في السلام، وتستخدم الطعام كالسلاح، ولا تلتزم بالقانون الإنساني الدولي في ظل صمت كامل من المجتمع الدولي مما شجعها على التعامل مع المدنيين بهذه الطريقة “.
وأفاد عرمان أن الحكومة تمارس حرب عنصرية في المنطقتين، وفي دارفور، وأن ما حدث دلل أنها غير راغبة في خريطة الطريق، وما تفعله دعاية رخيصة.
وتابع” خريطة الطريق انهارت ودخلت غرفة الإنعاش”. وقال إن الحكومة دقت آخر مسمار في نعش الحوار الوطني، وأضاف” لن نشارك في الحوار الوطني لانه حوار مغشوش”.
الوطني يرفض حل المليشيات
وكان حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في السودان،أعلن في وقت سابق من يوم الأحد رفض مطالب الحركة الشعبية الداعية، لحل قوات الدعم السريع والدفاع الشعبي، كشرط لوضع سلاحها وحل جيشها بعد التوصل الى اتفاق.
وقال الأمين السياسي لحزب، حامد ممتاز، في ندوة سياسية بالخرطوم، إن مفاوضيه ذهبوا الى أديس ابابا برغبة حقيقة للوصول الى سلام.
وأضاف”نسعى مع الشركاء لأجل التوصل الى لسلام عادل يقدم التنمية للمواطن.. وان لم ترغب الحركات في السلام فإن الدولة لديها خيارات لحماية المواطن”.
وشن القيادي الوطني، هجوماً قاسياً على الحركة الشعبية قائلاً إنها تماطل وتراوغ في المفاوضات، وليس لها رغبة ولا إرادة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة. وأضاف “هي صنعت لاستنزاف الاقتصاد السوداني وزرع البلبلة في السودان”.
وشدد على رفض الحزب الحاكم اي حديث عن حل قوات الدعم السريع والدفاع الشعبي، وأعتبر مطالبة الحركة الشعبية بذلك بانه حديث غير مقبول. وطالبها مع حركات دارفور بإدخال قواتهم المسلحة الى أجهزة الدولة من خلال عمليات الدمج والتسريح.
واضاف ” لا يمكن أن نساوم في الدفاع الشعبي أو الدعم السريع، ونحن في حالة إصلاح مستمر لمؤسسات الدولة ومراجعة تأسيسها”.
لكن ممتاز عاد ليقول إنهم يمكن أن يقبلوا الحوار والنقاش عن إصلاح الدولة وأجهزتها، لكنهم لن يقبلوا الحديث عن تفكيك الدولة.
مضيفاً أن الجبهة الثورية تتبنى مشروع تفكيك الدولة لإقامة مشروع السودان الجديد.