السلطات الأمنية تعتقل قيادات للنازحين في دارفور بعد إجتماع الى المبعوث الأميركي
زالنجي 1 أغسطس 2016 – اعتقلت الأجهزة الأمنية بمحلية (نيرتتي) في ولاية وسط دارفور غربي السودان، الاثنين، ما لا يقل عن 21 من قيادات النازحين في أعقاب اجتماعهم إلى المبعوث الأميركي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان دونالد بوث الذي يزور ولايات دارفور بهدف الوقوف على الأوضاع الإنسانية والأمنية.
وقال نائب الأمين العام لهيئة النازحين واللاجئين آدم عبد الله لـ (سودان تربيون) إن جهاز الأمن والمخابرات بولاية وسط دارفور يكثف جهوده الآن لاعتقال العشرات من قيادات وممثلي النازحين بالولاية بعد اتهامهم بتزويد المبعوث بمعلومات وتقارير مضللة فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية والأمنية خاصة في مناطق شرق جبل مرة.
وأضاف ان العديد من النازحين اختفوا عن الأنظار خوفا من أن تطالهم يد الأجهزة الأمنية سيما وأن تلك الأجهزة بحوزتها قائمة تضم كافة النازحين الذين اجتمعوا الى المبعوث الأميركي لافتا الى أن مصدرا أمنيا انتحل شخصية نازح وحضر الاجتماع ورفع تقريرا شاملا لجهاز الأمن بالولاية.
وأشار عبد الله إلى أن المبعوث الأميركي وجد تطابقا كاملا بين التقارير التي قدمتها بعثة حفظ السلام (يوناميد)، والمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان مع التقارير التي رفعها النازحين من حيث أعداد القتلى والنازحين الجدد بالإضافة الى حالات الاغتصاب التي جرت بالمنطقة.
وأضاف “الأوضاع الإنسانية في أسوأ حالاتها خاصة بعد توقف الإمداد الغذائي والدوائي فضلا عن انعدام الأغطية وغيرها من الضرورات الملحة”.
ورجح عبد الله تأخر زيارة المبعوث الخاص لولاية جنوب دارفور خشية تعريض عشرات النازحين الى المضايقات والاعتقالات في ظل عدم توفر الحماية الكافية.
وابتدر المبعوث الأميركي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان الاسبوع الماضي زيارة الى ولايات شمال وغرب ووسط دارفور للوقوف على حقيقة الأوضاع الأمنية والإنسانية خاصة بعد العمليات العسكرية التي دارت هناك خلال فبراير الماضي وخلفت ورائها آلاف النازحين.
من جهتها نددت حركة العدل والمساواة الجديدة، بعمليات الاعتقال التي طالت نازحين في وسط دارفور، وقالت في بيان تلقته (سودان تربيون)، الاثنين، إن خمسة من قيادات النازحين جرى اعتقالهم بواسطة جهاز الأمن والمخابرات السوداني من داخل سوق (جديد) في محلية نيرتتي بعد لقائهم المبعوث الأميركي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان.
وأضاف البيان “الآن يعيش النازحين وأهالي المعتقلين حالة قلق ورعب شديدين خوفا من المطاردات المستمرة ضد قيادات النازحين وبعض الأفراد من داخل المعسكرات”.
وطالبت الحركة المجتمع الدولي والقوات المختلطة المتواجدة بأرض المعسكرات بحماية المدنيين مما أسمته “بطش سلطات أجهزة الأمن السودانية”.
وحذرت في بيانها المذيل بتوقيع متحدثها الرسمي آدم عبد الرحمن يحيى كذلك من خطورة الوضع الإنساني في ظل غياب المنظمات الإنسانية.
ودعت العدل والمساواة الجديدة الحكومة الأميركية ومنظمة العفو الدولية وكافة منظمات حقوق الإنسان للتدخل الفوري لمعرفة مكان القيادات المعتقلة والاطمئنان على وضعها وسلامتها.
ورأت التطور الأخير مؤشراً خطيراً لمواصلة الحكومة السودانية انتهاكاتها في دارفور بابتدار حملة “ترويع لشعب دارفور في الوقت الذي لزم فيه المجتمع الدولي الصمت المريب” ـ بحسب البيان ـ.
وحملت الحركة قوات حفظ السلام (يوناميد) مسؤولية ما يجري واتهمتها بالعجز عن حماية المدنيين.