أزمة الحزب الشيوعي التنظيمية تضعه في عين العاصفة
الخرطوم 21 يوليو 2016 ـ يعيش الحزب الشيوعي السوداني هذه الأيام أزمة عاصفة، في أعقاب إقدام لجنته المركزية على فصل عدد من القيادات التاريخية، في خطوة استبقت عقد المؤتمر العام السادس للحزب المقرر اوآخر يوليو الجاري.
واعتبرت بعض القيادات المفصولة العقوبات التي طالتها استهدافاً من مجموعة تسعى لتصفية الحزب، ورأت في التصرف خدمة للنظام الحاكم الذي طالما استهدف قادة الحزب طوال 27 عاماً.
وبينما التزمت اللجنة المركزية للحزب الصمت حيال ما يجري داخل الحزب، رافضة التعليق على قرارات الفصل التي اقدمت عليها بحق بعض الكوادر، نشرت الصحف الصادرة في الخرطوم الخميس، معلومات منسوبة الى مصدر بالحزب الشيوعي تفيد بأن قرارات الفصل تهدف الى سيطرة القيادات القديمة وإقصاء الآخرين.
وقالت إن فصل القيادي المعروف الشفيع خضر، تم تمريره بالتصويت في إجتماع اللجنة المركزية بعدد 13 صوتاً من أصل 17.
وذكرت التقارير أن الشفيع خضر رفض كتابة النقد الذاتي الذي طلب منه بعد إمهاله اسبوعاً لذلك، واستمر في الخروج عن الإطار التنظيمي وممارسته لمهام حزبية لم يفوض بها.
واشارت الى أن الشفيع رفض مقابلة الوفد الذي أرسله الحزب له في القاهرة قبل اتخاذ قرار فصله.
وأفاد القيادي المفصول حاتم قطان، في مقابلة مع صحيفة “التيار” الصادرة الخميس، إن الشيوعي يعيش أزمة حقيقية. قائلاً إن الحزب مخترق بصورة واضحة وكبيرة.
واضاف” كنت في كل مرة وبإلحاح أطالب بالعمل الجاد لكشف الإختراق الذي طال اللجنة المركزية والمكتب السياسي وكانوا يتضايقون جداً من إلحاحي بالتالي أصبحت خميرة عكننة لا بد من إبعادها، وها هم يفعلون ذلك.. هؤلاء سعداء جداً بالإختراقات، ألا ترى إن من يقول إن أجهزة التنصت متطورة ولا ينقل اجتماعاته خارج المركز ألا ترى أنه سعيد بهذا التنصت”.
وأصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الحادي عشر من يوليو الجاري قراراً بفصل الشفيع خضر من عضوية الحزب، الحقته بعد ايام معدودات بقرار فصل اربعة قيادات أخرى.
وفسر البعض قرارات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بفصل تلك القيادات بأنها تأتي استبقاً للمؤتمر العام السادس للحزب، خوفاً من نشاط المفصوليين الذي ربما قادا الى قلب الطاولة على تيار الحرص القديم بالحزب، خصوصاً أن نشاط المفصولين يُحظى بتأييد واسع من شباب الحزب.
وأوضح حاتم قطان أن الديمقراطية داخل الحزب غائبة تماماً، مشيراً الى أن التعامل مع الأشياء يتم بعدة مكاييل بحسب الفاعل.
وأضاف “هنالك مثال حي على ذلك، فقد تم تكتل مكتمل الأركان في منزل “علي الكنين” وهو المنزل الذي عرف بمكتب الإرشاد، والمفارقة لا يتم إيقاف فاعليه، بينما بلاغ مفتعل لم يصمد طويلاً يفصل من اتهموا فيه.. أليس هذا هو الكيل بمكيالين”.