رئيس (منبر السلام العادل) يؤيد فصل أعالي النيل عن جنوب السودان
الخرطوم 18 يوليو 2016- ساند رئيس منبر السلام العادل في السودان، مقترحا دفع به قيادي معارض من جنوب السودان يدعو لانفصال منطقة أعالي النيل بدولة جنوب السودان كحل للأزمة التي تعانيها الدولة الحديثة.
وقال الطيب مصطفى إن انفصال أعالي النيل سيضع حداً للقتال الدامي بين قوات سلفا كير ميارديت ورياك مشار، مثلما وضع انفصال الجنوب عن السودان حدا للقتال بين الحكومة والجيش الشعبي، حاثا على اغتنام الفرصة وعدم تضييع الوقت بالاسراع في فصل الجنوب وتقسيمه.
وقوبل حديث الطيب مصطفى الذي جاء خلال تعقيبه في ندوة عن “مآلات الصراع بجنوب السودان”، الاثنين بالخرطوم، بموجة استهجان وانتقادات من الحضور، وأعتبر احديثه استمرارا لدعاوى الرجل الانفصالية.
وكان رئيس حزب الجبهة الديمقراطية المعارض في دولة جنوب السودان ديفيد ديشان وصف خلال حديثه في الندوة الوضع فى دولة الجنوب بالغامض، وقال إنه يزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة مع استمرار وجود سلفاكير ومشار على المشهد السياسي.
وقال انه قدم خمس مقترحات لمعالجة مشكلة الحكم فى دولة الجنوب بينها تمكين الحكم الفدرالى لكنه لفت الى أن ذات النظام سيمكن ولايات مثل اعالى النيل الكبرى من التقدم بسرعة بسبب ثروتها.
ورأى أن تحكيم الكونفدرالية يمنح ولايات الجنوب فرصة اكبر للتطور معا كونه يقسم الموارد بين الولايات من خلال الضرائب وغيرها.
وتابع “لآن دولة الجنوب لا يمكن ان تتوحد وذلك ان الإبادة التى حدثت قسمت الناس فالشعب الآن في ولاية اعالى النيل الكبرى يمكن أن يبعد سلفاكير من السلطة والانفصال بحكومة مستقلة كما حدث فى كردستان والصومال “.
وأيد الطيب مصطفى، وهو خال الرئيس السوداني، ذلك المقترح الداعي لفصل أعالي النيل بشدة ، حيث عرف الرجل بتزعم تيار الدعوة للانفصال عقب توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام 2005 تيارا يدعو الى فصل جنوب السودان عن شماله.
وأسس مصطفى لتسويق أفكاره حزباً سياسياً تحت مسمى (منبر السلام العادل)، كما أسس صحيفة (الإنتباهة) التي قادت حملة الترويج للانفصال إعلاميا.
واعتبر رئيس منبر السلام خلال حديثه في الندوة أن انفصال الجنوب عن السودان كان الحل الناجع لمشكلة السودان بعد سنوات حرب أضاعت الكثير من الموارد.
وقال “كما كان انفصال الجنوب حلاً لمشكلة السودان يمكن لأعالي النيل الكبرى الانفصال عن دولة الجنوب كحل لمشكلة الجنوب”.
وأضاف “على الجنوبيين ألا يضيعوا مزيداً من الوقت كما حدث للسودان وان يذهبوا مذهب السودان في فصل أعالي النيل”.
ووصف مصطفى جنوب السودان بالدولة الفاشلة ، مشيرا إلى الأحداث التى وقعت هناك منذ العام 2013 م وأوقعت ضحايا فاق عددهم قتلى الحرب المندلعة بين الشمال والجنوب.
وقال “الآن عادت الحرب من جديد و تم إخراج مشار من جوبا وهو كان مستهدف من خلال معركة القصر التى وقعت الأيام الماضية” .
وانتقد أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية،.حسن حسين، اقتراح الطيب بشأن فصل أعالي النيل عن دولة جنوب السودان. ودعاه للاهتمام بقضايا السودان وأزماته وترك جنوب السودان لحاله.
وعد المقترح الذي أطلقه رئيس المنبر امتداداً لميول الرجل الانفصالية،وقال إن مشكلة دولة جنوب السودان الحالية سببها اتفاقية نيفاشا التي أقرت تقرير المصير وقادت إلى وقوع الانفصال.
من جهته طرح علي الحاج، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، جملة من الحلول لتجاوز أزمة جنوب السودان، وصفها بالحلول التدريجية لحل المشكلة.
وقال الحاج أن الحل الأول يكون على المدى الأنى وهو ان تبادر من أسماها بدول الارتكاز (السودان وأوغندا وأميركا) لحل مشكلة الجنوب باعتبارها دول ذات خصوصية فيما يتعلق بدولة جنوب السودان.
وأفاد أن الحل الثاني يأتي علي المدى القريب خلال 3- 4 سنوات يقر خلالها الجنوبيون الحكم الفدرالي (اللامركزي)، قائلاً إن اتفاقية نيفاشا فصلت الجنوب دون ان تحل المشكلة على المدى البعيد حينما أرجعت المركزية وتجاهلت الفدرالية.
وأضاف “لا يجدي الحكم المركزي في جنوب السودان الذي يتسم بتركيبة سكانية معقدة”.
وشدد الحاج على ضرورة حل الخلافات القائمة بين واشنطن والخرطوم حتى يستطيع السودان لعب دور اكبرفى إيجاد حل لمشكلة جنوب السودان.