السودان يدرس خيارات لإجلاء الألاف من رعاياه بدولة الجنوب
الخرطوم 11 يوليو 2016 ـ قالت الخرطوم، الإثنين، إنها تدرس عدة خيارات لإجلاء السودانيين من جنوب السودان بعد أن أبدى 3 ألاف من رعاياها هناك رغبتهم في مغادرة جوبا التي تشهد معارك عنيفة منذ الجمعة الماضية.
وعقدت اللجنة الفنية لإجلاء السودانيين من دولة جنوب السودان، الإثنين، أولى اجتماعاتها برئاسة الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج السفير حاج ماجد سوار.
وطبقا لتعميم أصدره الجهاز فإن اللجنة طلبت من الرئيس عمر البشير اصدار قرار بإجلاء السودانيين من دولة الجنوب “لأن عملية الإجلاء تعد قرارا رئاسيا من الدرجة الأولى، أسوة بما تم من عمليات إجلاء للسودانيين من اليمن وليبيا وأفريقيا الوسطى”.
وأشار المدير العام للجاليات والهجرة بالجهاز، رئيس غرفة العمليات وعضو اللجنة الفنية للإجلاء، الرشيد عبد اللطيف، إلى أن احصائية السودانيين بجنوب السودان تصل إلى 50 ألف شخص معظمهم من التجار في مدن الجنوب المختلفة.
وأكد أن نحو 3 ألاف سوداني أبدوا رغبتهم في مغادرة جنوب السودان فورا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية المستمر، وكشف عن تحرك مجموعة من السودانيين من مدينة ملكال صوب ولاية النيل الأبيض عبر معبر “جودة”.
وأكدت اللجنة التواصل مسبقا مع سفارتي السودان بكمبالا وجوبا والجاليات السودانية بتلك الدول وعلى مستوى الافراد للتشاور حول السبل الكفيلة بالبحث عن الطرق الآمنة والوسائل المناسبة لاجلائهم بسلام.
وطبقا للتعميم فإن سوار أمن على أهمية التنسيق مع الولايات الحدودية مع جنوب السودان في تصنيف العائدين عبر غرف العمليات بتلك الولايات.
وأكد جهاز المغتربين “تعذر الاستعانة بطيران مدني كوسيلة للإجلاء نسبة لاندلاع الاشتباكات في الناحية الشمالية من مدينة جوبا حيث يوجد المطار إلا حال وجود ترتيبات عالية التنسيق مع حكومة الجنوب غير أن الدولة في حد ذاتها في حالة إنفلات أمني ما يرجح الاستعانة بمنظمة الهجرة الدولية لتوفير أذونات الهبوط والإقلاع وتأمين الركاب عبر مكتب الأمم المتحدة بجوبا”.
ونوه إلى إمكانية تجميع السودانيين عند المنطقة الفاصلة بين حدود دولتي جنوب السودان وأوغندا باعتبارها بعيدة عن الحرب ومن ثم الاستعانة بطائرات مدنية مع التأكيد على أن ذلك يحتاج الى تنسيق مع كمبالا عبر القنوات الدبلوماسية، فضلا عن الإجلاء البري عبر مدينة “جودة” والتي بدأت تشهد تدفقات السودانيين منذ يوم الأحد.
في ذات السياق أكدت وزارة الخارجية السودانية متابعتها لتطورات الأحداث بدولة جنوب السودان والقيام بإجراء اتصالات مكثفة بالسفارة في جوبا من أجل الاطمئنان على أحوال الجالية.
وكشف وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد عبيد الله عن تكوين لجنة لمتابعة ومراقبة أوضاع السودانيين بدولة الجنوب، مشيراً إلى وجود ترتيبات مع الشركاء الدوليين للتعاون معها لتقديم المساعدات وإجلاء الرعايا السودانيين إذا احتاج الأمر لذلك.
وأكد للمركز السوداني للخدمات الصحفية استعدادهم لإجلاء السودانيين من جنوب السودان وأشاد بجهود دولة الجنوب في حماية وحراسة السفارة السودانية بجوبا.
وكشف عبيد الله عن تواجد أعداد كبيرة من المواطنين السودانيين بسفارة السودان بجوبا، مؤكداً سلامة أفراد الجالية السودانية وعدم تعرضهم لأي أذى جراء التطورات بجنوب السودان.
إلى ذلك كشف نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاكم أمبيلي العجب عن تكوين لجان لتوفير المساعدات الانسانية لكافة النازحيين الجنوبيين المتوقع وصولهم الى السودان، ولفت الى ان هنالك مجموعة مقدرة من السودانيين لجأوا إلى منزل السفير السوداني بجوبا خوفا من القتال الدائر في المدينة.