Friday , 19 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

مشار يتهم كير بعدم الرغبة في السلام واستئناف المواجهات العنيفة في جوبا

جوبا11 يوليو 2016– قال نائب رئيس جنوب السودان، زعيم المعارضة، رياك مشار إن طائرات هيلكوبتر تابعة للرئيس سلفا كير هاجمت أنصاره ، واتهمه بأنه “لا يرغب في السلام”. ودعا مشار دعا لضبط النفس وقال إنه لم يفقد الأمل في المستقبل.

رئيس جنوب السودان سلفا كير في صورة تعود الى نوفمبر 2015 (رويترز)
رئيس جنوب السودان سلفا كير في صورة تعود الى نوفمبر 2015 (رويترز)
وقال نائب الرئيس في حسابه الرسمي على تويتر “أدعو للهدوء وضبط النفس في هذه المناوشات. أنا بخير. يجب ألا يطبق أحد القانون بيديه لزعزعة استقرار هذا البلد.” وأضاف أن جنوب السودان “تحتاجنا جميعا”.

وتجددت الاشتباكات وإطلاق النار في جوبا عاصمة جنوب السودان الاثنين، بعد يوم من دعوة مجلس الأمن الدولي الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس ريك مشار لكبح جماح قواتهما ووقف العنف المستمر منذ أيام وأدى لمقتل العشرات.

وقال شهود عيان لـ(سودان تربيون) ان اطلاقا كثيفا للنيران بدأ منذ الصباح في منطقة جبل (كجور) حيث مقر إقامة مشار وقواته.

وشوهدت قوات الحكومة تتراجع عن منطقة (الجبل) وسط المدينة بعد فترة قصيرة من الهدوء، حيث استخدمت اسلحة ثقيلة، كما سمع اطلاق نار في نواحي قودلي وتوقنبق بالقرب من مطار جوبا.

وقال مسؤولون حكوميون ومصادر عسكرية موالية للرئيس سلفا كير إن القصف طال المباني التي يشتبه في أنها استخدمت من قبل المقاتلين في المعارضة المسلحة.

وقتل عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، في جوبا وأكدت عدة مصادر في المنظمة الدولية مصرع اثنين من الجنود الروانديين بجانب أحد حفظة السلام الصينيين. كما ترددت أنباء عن إصابة إثنين آخرين.

وقال المصادر أن القتال امتد الى مدينة توريت عاصمة ولاية شرق الاستوائية باتجاه الحدود الكينية.

ورأى شاهد من (رويترز) طائرتي هليكوبتر تحلقان وتطلقان النار فيما يبدو باتجاه المقرات السياسة والعسكرية لمشار. وقال سكان إن دبابات تجوب الشوارع. وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن معارك عنيفة نشبت حول مقرات المنظمة مجددا.

وتشهد العاصمة قتالا بصورة يومية منذ اندلاع اشتباكات للمرة الأولى يوم الخميس بين الموالين لكير وأنصار مشار الذي قاد المتمردين خلال حرب أهلية استمرت عامين. وأثار تفجر القتال من جديد مخاوف من عودة الصراع الشامل.

ولم يتضح على الفور من يقود القتال أو من له الغلبة في المعارك. وأثار العنف مخاوف من أن كير ومشار قد لا يكون لهما سيطرة كاملة على قواتهما.

ولم يصدر أي تصريح رسمي يحدد عدد القتلى لكن خمسة جنود على الأقل قتلوا يوم الخميس وقال مصدر في وزارة الصحة إن 272 شخصا من بينهم 33 مدنيا قتلوا يوم الجمعة. وبعد فترة هدوء وجيزة يوم السبت بدا أن القتال الذي تجدد يوم الأحد أشد عنفا.

وقالت شانتال بيرسو المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة لرويترز عبر الهاتف “نحث على وقف للاقتتال ونأمل أن ينفذوا (القادة السياسيون) كل البنود العملية من اتفاق السلام.”

وأضافت أن إطلاقا للنار وقع يوم الاثنين حول مقرات للأمم المتحدة في منطقة جبل في جوبا وأيضا حول قاعدة قرب المطار. وتعرضت قواعد الأمم المتحدة لإطلاق نار من أسلحة خفيفة وثقيلة يوم الأحد. وقتل صيني من أفراد قوات حفظ السلام.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة عن غضبها البالغ من تجدد العنف في أحدث دولة في العالم التي أحيت الذكرى الخامسة لاستقلالها عن السودان الأسبوع الماضي. ولا يزال الناس في جنوب السودان يرزحون في الفقر وانخفض بشدة إنتاج النفط في البلاد وهو مصدر الدخل الرئيسي.

وبعد اجتماع طارئ قال مجلس الأمن الدولي للزعيمين إن عليهما “بذل كل ما في وسعهما للسيطرة على قواتهما وإنهاء القتال بشكل عاجل ومنع انتشار العنف” وإلزام نفسيهما باتفاق السلام.

وقال المجلس إن الهجمات على المدنيين وأفراد بعثة الأمم المتحدة ومقراتها قد ترقى لجرائم حرب وستحتاج إلى تحقيق.

والتقى كير ومشار يوم الجمعة في محاولة لرأب الصدع بينهما بعد اندلاع المعارك يوم الخميس لكن الجانبين قالا إنهما لا يمكنهما تفسير ما حدث.

والرجلان بينهما منافسة وخصومة في المضمارين السياسي والعسكري منذ فترة طويلة. واندلعت حرب أهلية في ديسمبر كانون الأول 2013 بعد أشهر قليلة من عزل كير لمشار من منصب نائب الرئيس.

ووقع الجانبان اتفاقا للسلام في أغسطس آب 2015 لكنهما قضيا شهورا في خلافات على التفاصيل. وعاد مشار إلى جوبا في أبريل نيسان وهو ما اعتبر وقتها خطوة نحو تثبيت السلام.

لكن خبراء يقولون إن الفشل في تطبيق بنود أساسية في اتفاق السلام بسرعة مثل دمج القوات وعدم حشدها سمح للتوتر بالتصاعد وزاد من مخاطر اندلاع صراع جديد.

Leave a Reply

Your email address will not be published.