تضارب أرقام ضحايا الإشتباكات الدامية في جنوب السودان وسط قلق دولي
جوبا 9 يوليو 2016– يكتنف الغموض ، حصيلة الاشتباكات الدامية التي وقعت في جنوب السودان، خلال الساعات الماضية، وبينما أفاد متحدث عسكري باسم المعارضة بمقتل 115 جنديا على الأقل من فصائل متنافسة في البلاد، تحدثت أنباء عن سقوط ما لايقل عن 190 قتيلا من العسكريين والمدنيين، في وقت أظهر المجتمع الدولي قلقا حيال تطورات الوضع هناك.
واندلعت الاشتباكات مساء الجمعة بالقرب من قصر الرئاسة أثناء اجتماع بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار اللذين قالا إنهما لا علم لهما بسبب اندلاع القتال ودعيا للهدوء.
وقال وليام دينق المتحدث باسم الفصيل العسكري التابع لمشار إن القتال وقع بالقرب من القصر الرئاسي وفي ثكنة تابعة للجيش.
وأضاف قائلا “في الصباح جمعنا وأحصينا 35 جثة لجنود في قوات فصيل مشار و80 جثة أخرى من القوات الحكومية.”
وقال إن عدد القتلى ربما يزيد “بسبب الإصابات البالغة” التي لحقت بجنود فصيل مشار.
وقال طبيب في مستشفى بعاصمة جنوب السودان، السبت، إن جنودا أحضروا عشرات الجثث بعد اندلاع إطلاق نار في أنحاء جوبا مساء الجمعة، ما أثار سكان مخاوف العاصمة من الانزلاق مجددا في هوة الحرب الأهلية.
ونقلت وكالة (أسوشيتد برس) عن الطبيب أن الحصر الإجمالي للقتلى لم يتاح لأن الجنود لم يسمحوا للأطباء بفحص الجثث، لكنه قال إن المشرحة ممتلئة في المستشفى التعليمي في جوبا. وقال طبيب أخر إن هناك نحو مائة جثة لعسكريين ومدنيين.
ولم يعلق الجانب الحكومي حتى الآن على الموقف في جوبا.
وانزلق جنوب السودان إلى الحرب في ديسمبر كانون الأول 2013 بعد أن أقال الرئيس كير نائبه مشار.
وانتهى الصراع الذي شهد مواجهة على أساس عرقي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار بعد أن وقع الجانبان اتفاق سلام في أغسطس آب الماضي.
ولم يوحد كير ومشار قواتهما بعد وهو بند أساسي في الاتفاق.
وقتل خمسة جنود على الأقل يوم الخميس في اشتباكات مماثلة.
وكانت اشتباكات الخميس والجمعة أول اندلاع كبير للعنف في جوبا منذ عاد مشار للعاصمة في أبريل نيسان بعد أن أعيد تعيينه نائبا للرئيس.
وبعد معارك يومي الخميس والجمعة قال شاهد من (رويترز)السبت، إن الهدوء المشوب بالتوتر يسود جوبا عاصمة جنوب السودان. وأضاف الشاهد أن حواجز الطرق مازالت موجودة في شوارع جوبا وأن هناك حركة مكثفة لمركبات عسكرية في حين مازالت معظم المتاجر والشركات مغلقة.
وقال جيريمايا يانق وهو عامل إغاثة مع منظمة وورلد فيجن “يبدو أن الأمور هدأت قطعا عما كانت عليه الليلة الماضية لكن الوضع لا يزال متوترا للغاية.”
وأضاف يانق أن من المرجح أن يتدهور الوضع الأمني بسرعة “بسبب التوترات داخل جوبا والمناطق المحيطة بها.”
قلق دولي
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة إن أعمال العنف الأخيرة تبرز عدم الالتزام بعملية السلام وحث قادة البلاد على وضع حد للقتال والسيطرة على القادة العسكريين والعمل معا لتطبيق اتفاق السلام.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق لتجدد القتال في جوبا، ووصف ذلك بأنه “مثال آخر على عدم الالتزام الجاد من الأطراف بمسار السلام”.
ودعا مون رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه ريك مشار لوضع نهاية للقتال الدائر ومعاقبة القادة العسكريين المسؤولين ,موضحا أن ذلك يمثل خذلانا جديدا لشعب جنوب السودان.
بدورها أعربت الولايات المتحدة الأميركية،السبت، ، عن قلقها البالغ ازاء اندلاع القتال في جوبا بجنوب السودان خلال اليومين الماضيين.
ودعا بيان اصدرته الخارجية الامريكية الأطراف في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية الى اتخاذ خطوات فورية لخفض حدة التوتر.
وناشدت قادة حركة تحرير شعب السودان سواء داخل الحكومة أو في المعارضة بان يصدروا الأوامر لقواتهم لوقف القتال.
ورحبت واشنطن بالرسالة المشتركة التي وجهها رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه ريك مشار، لاستعادة الهدوء في جنوب السودان.
وأكد البيان ان الولايات المتحدة ضغطت على قادة الحكومة الانتقالية على اعلى المستويات لتسريع وتيرة تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان خاصة تفعيل الترتيبات الأمنية من بينها تشكيل وحدات مشتركة من قوات الشرطة للقيام بدوريات في جوبا.
“الخارجية البريطانية” تنصح مواطنيها بمغادرة جنوب السودان
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية، السبت، رعاياها بعدم القيام بأي رحلة إلى جنوب السودان، بسبب تدهور الوضع الأمني في جوبا، ، وطلبت من مواطنيها المتواجدين هناك المغادرة.
وقالت الخارجية، على موقعها الإلكتروني، “وقع عدد من الحوادث بما فيها إطلاق نار وهناك معارك قائمة، وإن طاقم السفارة البريطانية محاصر”.
وأضافت “إذا لم تكونوا مضطرين للبقاء لأسباب ملحة ينبغي عليكم المغادرة في رحلات تجارية، إذا كان ذلك ممكنًا في شكل آمن”.
وتابعت “إذا كان الوصول إلى المطار متعذرًا، وننصح جميع المواطنين البريطانيين في جوبا بالبقاء داخل مكان آمن واتخاذ التدابير الوقائية الملائمة في انتظار استقرار الوضع أو حين تصبح المغادرة آمنة”.