قيادات معارضة تغادر إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع (نداء السودان)
الخرطوم 16 يونيو 2016 ـ غادرت قيادات من القوى السياسية السودانية إلى أديس أبابا للمشاركة في الاجتماع التشاوري لقوى “نداء السودان”، مساء الخميس، بمشاركة المبعوثين الدوليين، في محاولة لحمل قوى المعارضة على توقيع خارطة الطريق.
ورفضت الحركة الشعبية ـ شمال، وحركتي “تحرير السودان” و”العدل والمساواة” وحزب الأمة القومي التوقيع على خارطة طريق حول الحوار الوطني ووقف الحرب، دفعت بها الآلية الأفريقية، في مارس الماضي، بينما وقعت الحكومة والوسيط الأفريقي على الوثيقة منفردين.
وقال المؤتمر السوداني المعارض إن رئيس الحزب عمر الدقير غادر إلى أديس أبابا فجر الخميس للمشاركة في الاجتماع التشاوري لقوى “نداء السودان”.
وأبدى المتحدث باسم الحزب محمد حسن عربي في بيان أمله في أن يكون الاجتماع “إضافة لحركة النضال الوطني ضد نظام المؤتمر الوطني”.
ودعا البيان قوى المعارضة إلى “الارتفاع إلى مستوى تحديات المرحلة والعمل الدؤوب لتوحيد وتنسيق الجهود لمقاومة الشمولية وهزيمتها، عوضاً عن الاستغراق في الشجون الصغرى والخلافات الهامشية وتوهم المعارك في غير معترك”.
وكان تحالف قوى الاجماع الوطني المعارض في الداخل قد أكد أن المشاورات التي يجريها أمبيكي حول خارطة الطريق لا تعني التحالف في شيئ، كما طالبت أطرافه بتمثيلها في الاجتماع كل على حده.
وأكد حزب المؤتمر السوداني أنه ومنذ تأسيس “نداء السودان” ظل حريصاً على تطوير هذا التحالف وتفعيله بإعتباره الصيغة الأكثر شمولاً لتنسيق العمل المعارض وتوحيده من أجل التغيير، والضمانة الموضوعية لتلافي تحديات الإنتقال لدولة ما بعد “الإنقاذ”.
وأوضح أن الاجتماعات التي تنطلق مساء الخميس ستناقش قضايا الحلف الداخلي المتمثلة في متابعة وتقييم تنفيذ مقررات اجتماع باريس والتعاطي مع التطورات السياسية المحلية والدولية، مؤكدا أن الاجتماع لا علاقة له بالآلية الأفريقية.
واكتنف الغموض مصير اجتماع قوى “نداء السودان” لمناقشة الموقف من خارطة الطريق بعد اجتماع رئيس الوساطة الأفريقية ثابو امبيكي وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بجوهانسبيرج في يونيو الحالي، وسط تصريحات متضاربة من قيادات التحالف المعارض.
في ذات السياق قال رئيس تيار إسناد الحوار عمار السجاد إنه غادر أيضا إلى أديس أبابا على هامش مبادرة المبعوث الأميركي دونالد بوث والتي أطرافها الحركات المسلحة وحزب الأمة.
وأكد السجاد في تعميم تلقته “سودان تربيون” أن الخطوة تأتي “تسويقا لمخرجات الحوار ودفعا للعملية السلمية والتسوية السياسية”، مشيرا إلى أن وفدا من تنسيقية إسناد الحوار سيلحق به بعد أن أخطروا المبعوث الأميركي بمبادرتهم.
وشدد على أن الإسناد يعتمد كليا على مساهمات عضويته في التمويل ويرفض رفضا باتا أي مساهمات أو مساعدات حكومية أو من الوسطاء لتغطية نفقات حركته.
من جانبه أبدى المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم أمله في أن تشهد المفاوضات بين أطراف المعارضة بأديس أبابا إقدامها على التوقيع على خارطة الطريق “حتى يستقر السودان وينعم بالأمن ويودع وداعاً أبدياً الحرب والمعاناة”.
وأشاد نائب رئيس الحزب إبراهيم محمود حامد بما يبذل من جهود وما تم من ضغوط من أجل توقيع مختلف الأطراف على خارطة الطريق، خاصا بذلك رئيس الوزراء الأثيوبي والآلية الأفريقية الرفيعة وغيرهم من الأطراف على مستوى العالم من الساعين لتحقيق الأمن والاستقرار بالسودان.
ودعا حامد في تصريحات صحفية عقب اجتماع للمكتب القيادي برئاسة الرئيس عمر البشير، انفض فجر الخميس، جميع القوى السياسية بالبلاد للتسامي فوق المصالح الحزبية والشخصية وترجيح المصالح الوطنية حتى يتجاوز الوطن ظروف الحرب والإقتتال.
وكانت حركة العدل والمساواة قد استبقت اجتماع قوى “نداء السودان” بإصدار تعميم، يوم الأربعاء، حددت فيه 3 عيوب لخارطة الطريق ورأت ضرورة استيفاء عدة ملاحظات للقبول بالخارطة ولتكون إطارا عاما للعملية السياسية.
ولخص التعميم عيوب خارطة الطريق في: عدم اشتراطها أسبقية وقف العدائيات وفتح مسارات العمل الإنساني على الحوار الوطني، وعدم النص على أولوية وأحقية المفاوضات حول قضايا السلام وملفات الأقاليم المتأثرة بالحرب، وإغفال أن يكون المؤتمر التحضيري المفضي للحوار القومي الدستوري شاملا لكافة أطراف الازمة السودانية بلا إقصاء.