مصادر شرطية سودانية تؤكد تورط الموقوف الأريتري في عمليات تهريب البشر
الخرطوم 9 يونيو 2016 – قالت مصادر شرطية في السودان، إن الشخص الذي جرى توقيفه في الخرطوم وتسليمه لإيطاليا، باعتباره أبرز المتورطين في عمليات لتهريب البشر، هو المتهم المطلوب فعلاً وانه واحد من بين شبكة واسعة يجري حاليا ملاحقة بقية أعضائها.
وعلمت (سودان تربيون) أن اجتماعا رفيع المستوى إلتأم الخميس بين وزارة الداخلية السودانية والأجهزة الأمنية ذات الصلة، وسفيري بريطانيا وايطاليا بالخرطوم، خصص لمناقشة ملف اعتقال الرجل الذي أثيرت حوله ضجة واسعة خلال الساعات الماضية بعد أن سلمته السلطات السودانية لنظيرتها الايطالية باعتباره يتزعم أخطر شبكات الاتجار بالبشر.
لكن وسائل إعلام بريطانية أفادت إن الشخص الذي سلمته الخرطوم للسلطات الايطالية، الاثنين، هو الشخص الخطأ.
غير أن المصادر الشرطية التي تحدثت لـ(سودان تربيون) الخميس، مفضلة حجب هويتها لعدم تخويلها بالتصريح، أفادت أن التحقيقات في القضية لا زالت مستمرة حتى الآن ولم يرد ما ينفي انه الشخص غير المعني.
وأشارت الى أن الموقوف هو واحد من بين شبكة واسعة للاتجار بالبشر يجري ملاحقة بقية أعضائها، وأضافت “قد لا يكون هو من يتزعم الشبكة، لكنه ضمن أحد ابرز أفرادها”.
وتشير (سودان تربيون) الى أن الأجهزة الأمنية في السودان تولت ملف تهريب البشر، منذ عدة أشهر، وهو ما خلق حالة من تداخل الاختصاص بينها ووزارة الداخلية، التي تحاول جاهدة الامساك بالقضايا ذات الصلة باعتبارها الجهة المختصة والتي تتعامل معها السفارات والجهات الخارجية المهتمة بالقضية.
وأسفرت عملية منسقة بين السودان وإيطاليا وبريطانيا عن توقيف شاب أريتري الجنسية يدعى ميريد يهديقو مدهاني ويلقب بـ (الجنرال) قيل إنه يرأس إحدى أكبر عصابات مهربي البشر في العالم، وجرى ترحيله من الخرطوم إلى روما، مساء الثلاثاء ليواجه 24 أمر قبض من السلطات الإيطالية.
وفور نشر وسائل الإعلام خبر القبض على (الجنرال) مرفقا بصورته عقب وصوله العاصمة الايطالية روما مخفوراً برجال الأمن، تلقت وسائل إعلام غربية اتصالات من ذوي وأقرباء المقبوض عليه نفوا خلالها ان يكون لابنهم علاقة بتجارة البشر، وأكدوا أنه الشخص الخطأ وأن ابنهم مجرد لاجئ اريتري في الخرطوم ظل يتلقى دعومات مادية من أقربائه في دول أوروبا.
وتحدث ثلاثة من أصدقائه المقربين لصحيفة الغارديان البريطانية بأنه ليس الرجل المطلوب وهناك خطأ في تحديد الهوية.
وقالوا ان الرجل الذي أرسل إلى إيطاليا في الواقع هو (مدهني تيسفا مريم كيدين)، وهو لاجئ عمره 27 عاما اعتقل في أحد شوارع الخرطوم أواخر الشهر الماضي. وإنه يشاطر الاسم الأول مع الرجل المطلوب، لكنه لم يكن أبدا في ليبيا، حيث كان من المفترض أن (مدهني بهديقو مريد) يركز عملياته.
وقال (فشيا تسفاي) للغارديان من منفاه في صقليه وابن عم (مدهني كيدين) (الرجل المعتقل بالخطأ) إنه كبر وعاش مع (كيدين) في اسمرا، وقال بوضوح “انه الرجل الخطأ”.
واضاف: “إنه أمر لا يصدق – انه لا يهرب البشر- هو من عائلتي. كان يعيش في منزل والدي، وغادر أريتريا في عام 2014، وبعد ذلك ذهب إلى الخرطوم قبل نحو سنة، عاش مع إخواني وأخواتي في الخرطوم، لم يكن لديه وظيفة حتى نستخدمها لنرسل له المال”.
وأيد حديث تسفاي لصحيفة الغارديان واحد من جيران (كيدين) في الخرطوم وقال “انه افضل صديق لي انه بريء”.
وقال أحد اللذين كانوا يقطنوا مع (كيدين) في نفس المنزل ان: (كيدين) أعتقل اواخر شهر مايو قبل ان يتم نقله للمنزل وتفتيش غرفته ثم اختفى لعدة إيام قبل ان يظهر لسبب غير مفهوم في روما أمس الأول الأربعاء.
وأفاد صديق ثالث الغارديان “لقد حصلت على تأكيدات على انه الرجل الخطأ”وهو عاش في نفس المنطقة.
واضاف “انه ليس مهرب للبشر ولكنه مجرد لاجئ بسيط وكنا كثيرا ما نشرب الشاي معا”. وقالت السلطات الإيطالية والبريطانية انها تحقق في هذه الادعاءات، على الرغم من أنهما لم يعترفا علنا بأي أخطاء.