مشاورات أمنية سياسية بالخرطوم لحسم القضايا العالقة مع جنوب السودان
الخرطوم 5 يونيو 2016 – بدأت في العاصمة السودانية، الأحد، مشاورات بين الخرطوم وجوبا، على مستوى اللجنة الامنية السياسية المشتركة في محاولة لفتح مسار جديد للعلاقات بين البلدين المتجاورين.
والتقى وزيرا الدفاع في البلدين خلال اجتماع مشترك عقد بمقر وزارة الدفاع السودانية، في وقت اجتمع وزيرا خارجية البلدين لبحث السبل الكفيلة بتسوية الخلافات والمشكلات العالقة.
ووصف وزير خارجية دولة جنوب السودان دينق ألور علاقة بلاده مع الخرطوم بأنها خاصة، غير أنه نبه الى وجود مشاكل وعقبات تعترض تلك العلاقات.
وقال ألور في تصريحات صحفية عقب مباحثات مع نظيره إبراهيم غندور إنه نقل رسالة من الرئيس سلفا كير ميارديت الى الرئيس عمر البشير دعاه فيها لضرورة تجاوز الخرطوم وجوبا للعقبات والمشاكل العالقة، مع العمل علىى تغيير المواقف السابقة لأجل مصلحة الشعبين والدولتين.
وأضاف أن سلفا أكد على أن “القضايا العالقة يجب أن تحسم بسرعة، ولا يمكن أن يستمر الحال بالشكل الراهن”.
وأفاد ألور أن مباحثاته مع غندور تم فيها الاتفاق على معظم القضايا وان بلاده تسعى للاستفادة من التجربة السودانية.
وأشار الى أن أولوياته الراهنة تمثل فى تنفيذ توجيهات الرئيس سلفا كير بحسم المشاكل العالقة وحلها ومن ثم التفرغ للدخول فى مجالات التعاون وتنمية العلاقات.
ووقع السودان وجنوب السودان في 27 سبتمبر 2012 اتفاق التعاون المشترك بأديس أبابا مشتملا تسع تفاهمات حول القضايا الخلافية المترتبة على انفصال الجنوب، باستثناء ترسيم الحدود، ومن أبرز القضايا النفط والأمن والمتمردين واتفاق “الحريات الأربع” الذي يمنح مواطني أي بلد حق الدخول للبلد الآخر بلا تأشيرة والإقامة والعمل والتملك.
وخلال فبراير الماضي، وجهت الرئاسة السودانية اللجان النظيرة والمشتركة بالاتصال بنظيراتها في جنوب السودان لتنفيذ اتفاقات التعاون العالقة، وقالت الخرطوم إنها ستدعو جوبا لعقد اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة لتحديد المنطقة منزوعة السلاح والمعابر وتأكيد عدم الدعم والإيواء.
وتبدي الخرطوم، على الدوام، حالة من عدم الرضى حيال بطء تنفيذ اتفاقيات التعاون مع دولة جنوب السودان، وتقول إن حزمة التفاهمات بين البلدين لم ينفذ منها سوى تلك الخاصة بتصدير نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان.
وأفاد دينق الور انه ناقش مع غندور التعاون و التنسيق اقيلميا ودوليا خاصة في الاتحاد الافريقي وإقليم شرق أفريقيا، مشيرا الى تسليمه وزير خارجية السودان رسالة من الرئيس سلفا كير إلى نظيره عمر البشير تدعوه الى أهمية تسريع حسم الملفات العالقة بين البلدين.
وفي السياق أكد ابراهيم غندور أن روحاً وإرادة جديدتين سادت اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة واجتماع وزراء الخارجية من أجل إنهاء القضايا العالقة.
وأشار غندور الى ان اللقاء ناقش العلاقات الثنائية خاصة دور وزارتي الخارجية فى تطويرها ومتابعة الاتفاقيات الإقليمية والدولية والتشاور المشترك في كل ما يهم البلدين.
وشدد غندور على العزم في المضي من أجل إقامة أقوى علاقات بين السودان وجنوب السودان بالنظر الى ما يربط بينهما من تاريخ مشترك وعلاقات ممتدة.
وقال إن اتفاقا تم بين الوزارتين على تفعيل لجنة التشاور السياسي برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، مؤكدا عقد اجتماع قريباً بينه ونظيره الجنوب سوداني لمواصلة التشاور حول القضايا الثنائية.
من جهة أخرى اجتمع وزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف الأحد، بوزير الدفاع بدولة جنوب السودان كوال ميانق. وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل التعاون المشترك.
واتفق الطرفان في اللقاء الذي ضم رؤساء الأركان ومديري المخابرات في البلدين، على أهمية إنجاح اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة.
وشدد اللقاء على ضرورة إحداث اختراقات إيجابية في المسائل العالقة لإتاحة الفرصة للجهات المعنية لتنفيذ اتفاقات التعاون المشترك التي تم التوقيع عليها بين البلدين.
وخلص الاجتماع إلى أن ما تم التوصل إليه في الاجتماعات السابقة، يشكل قاعدة انطلاق ممتازة يمكن البناء عليها لتسريع وتيرة تفعيل هذه الاتفاقات من أجل تحقيق المصالح المشتركة للشعبين والدفع بالعلاقات الثنائية للأمام.