تقارير: توجيهات أمنية للصحف السودانية بعدم نشر أخبار الاحتجاجات
الخرطوم 29 أبريل 2016 ـ قالت تقارير إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني وجه الصحف يوم الخميس بعدم نشر مواد صحفية تتعلق بالمظاهرات، وذلك بالتزامن مع دعوات للمعارضة للنزول إلى الشارع حظيت بتفاعل محدود يوم الجمعة.
وتصاعدت الخميس موجة احتجاجات طلابية بالخرطوم بعد يوم من وفاة طالب بجامعة أمدرمان الأهلية، وآخر بجامعة كردفان قبل نحو أسبوعين، وطالب رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني فاورق أبو عيسى ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي السودانيين بالتظاهر.
وشهد مسجد “الغفران” بمحطة سراج في ضاحية “أبو سعد” بأمدرمان خروج ناشطين سياسيين هتفوا ضد اغتيال الطلاب، كما شهدت مدينة شندي مخاطبات بعد صلاة الجمعة.
وفي ضاحية أمبدة بأمدرمان جرى تنظيم تأبين لقتيل الجامعة الأهلية محمد الصادق ويو شارك فيه قيادات القوى السياسية المعارضة.
ودعت سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم، في تعميم يوم الخميس، موظفي السفارة والرعايا الأميركيين بتوخي الحذر والحيطة بسبب احتجاجات الطلاب في عدد من الجامعات بالعاصمة السودانية.
إلى ذلك أفادت منظمة صحفيون لحقوق الإنسان “جهر”، الجمعة، أن جهاز الأمن أمر يوم الخميس الصحف بعدم نشر معلومات وأخبار تتعلق بالمظاهرات التي اندلعت في الخرطوم.
وجاء في الأمر الأمني ـ بحسب جهر ـ “…عدم نشر أي مواد صحفية من شأنها تشجيع العنف، تغذية الاضطرابات والفوضى والتأثير على سير التحقيقات في قضية طالب جامعة أمدرمان الأهلية.. والاكتفاء بالمصادر الرسمية”.
وقالت جهر إن التوجيه الأمني “الشفهي والمكتوب” احتوى تهديدات مباشرة ومبطّنة تضمّنت أوامر أمنية مباشرة بحظر النشر.
وبحسب جهاز الأمن للصحف: “ليس هناك اتجاه لإغلاق الجامعات إلا إذا دعت الضرورة القصوى لتأمين الممتلكات”.
وذكرت جهر أن جهاز الأمن أبلغ الصحف بأن الشرطة تُجري تحقيقاً في حادثة مقتل الطالب ولكون الموضوع قيد التحقيق، يُمنع من النشر.
وإبان احتجاجات سبتمبر قبل 3 سنوات حذر جهاز الأمن رؤساء تحرير صحف خلال اجتماع في 25 سبتمبر 2013، من مغبّة نشر أي مواد صحفيّة عن زيادة أسعار المحروقات والتظاهرات.
وأشارت جهر إلى أن بعض الصحف نشرت، حينها، وفي جريمة نشر صحفي منافية لأخلاقيات المهنة مواد صحفية “فبركها” أو عدلها جهاز الأمن، لتُنشر بأسماء صحفيين وصحفيّات بدون مشاركتهم وموافقتهم.
وأضافت أن جهاز الأمن أوقف في 28 سبتمبر 2013 صدور صحف “الجريدة” و”القرار” و”المشهد الآن”، لأجل غير مسمى، كإجراء انتقامي تجاه الصحف التي امتنعت عن الصدور إبان التظاهرات، قبل أن يطالبها بتوضيح مكتوب عن سبب توقفها عن الصدور، حيث امتنعت صحف، من بينها “الأيام” عن الصدور، احتجاجا على قرارات جهاز الأمن.
في ذات السياق قالت “شبكة الصحفيين السودانيين” إن البلاد تمر بمنعطف جديد وسط غليان شعبي يتطلب من الصحفيين والصحفيات الوقوف إلى جانب خيارات الشعب “انحيازاً لرسالتنا في الوقوف إلى جانب المواطن وتقديم فضيلة الوعي”.
واعتبرت الشبكة الإصابة التي تعرض لها الصحفي بصحيفة “الوفاق” محمد الأقرع، خلال مظاهرات يوم الخميس بالخرطوم “محاولات لدق اسفين بين احتجاجات الطلاب والصحفيين”.
وأشارت إلى تعرض بعض الصحفيين لمضايقات في صحفهم بلغت حد الفصل في غضون اليومين الماضيين، قائلة إن تلك الخطوات “مريبة” خاصة وأنها تتزامن مع الحراك الشعبي الذي تقوده الحركة الطلابية.