المعارضة تحرض السودانيين على التظاهر وتناشد القوات النظامية عدم البطش بالمحتجين
الخرطوم 29 أبريل 2016 ـ حرض قادة معارضون السودانيين على النزول إلى الشارع للمطالبة بإسقاط الحكومة، وناشدوا القوات النظامية لرفض أوامر “البطش” بالمتظاهرين، وذلك إثر سلسلة احتجاجات قادها طلاب الجامعات بعد مقتل طالبين.
وتصاعدت يوم الخميس موجة الاحتجاجات الطلابية بالخرطوم بخروج طلاب الجامعات في مظاهرات متفرقة، بعد يوم من وفاة طالب بجامعة أمدرمان الأهلية، وآخر بجامعة كردفان قبل نحو أسبوعين.
وطالب رئيس هيئة تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض فاورق أبو عيسى المصلين في المساجد والزوايا بالتجمع بعد صلاة الجمعة وتنظيم مظاهرات “هادرة” لإسقاط الحكومة.
وقال أبو عيسى في تسجيل صوتي بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي “يمكن إنجاز عمل ثوري يرضي الله وينتصر للوطن”.
وتابع: “يا أهل السودان لقد حول الإنقاذيون والإخوان المسلمون المساجد لأماكن لبث الفرقة والعنصرية والهبل السياسي وعلينا أن نطهرها من هذا الدنس ونعيدها جزءا من الوطن”، وناشد السودانيين في الخارج لدعم “الثورة” بالمال.
على ذات المنوال بث رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، من مقر اقامته بالقاهرة، رسالة دعا فيها السودانيين للتحرك “تظاهرا واعتصاما وإضرابا ضد الاستبداد والفساد بدون عنف أو تخريب”.
واعتبر المهدي في رسالته التي تلقتها “سودان تربيون”، الجمعة، أن التظاهر صار “واجبا وطنيا على كل وطني ملتزم بمصلحة الوطن وكل مؤمن غيور على حرمة الدين، بل على كل حريص على حقوق الانسان.. لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل”.
وناشد زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار، القوات النظامية لرفض البطش بأهلهم والانحياز لشعبهم، موضحا أن ما تشهده البلاد من حركة رفض للنظام واسعة هي “حصيلة تراكم بلغ مداه”.
وقال “أما الحكام فأمامهم قدوة الفريق ابراهيم عبود في أكتوبر 1964، وقادة القوات النظامية فأمامهم قدوة أسلافهم في أبريل 1985”.
وأطاح السودانيون بنظام الفريق إبراهيم عبود عبر ثورة شعبية في 21 أكتوبر 1964، كما أسقطوا نظام المشير جعفر نميري عبر انتفاضة في 6 أبريل 1985، إنحازت فيها القوات المسلحة لخيار الإنتفاضة.
وتابع المهدي قائلا: “بلادنا تستشرف مرحلة أخرى من مراحل العطاء الوطني، وعلينا جميعا تلبية نداء الواجب، فليس لمتخلف أو متخلفة عن تلبية النداء عذر”، وزاد “هؤلاء الجناة هبطوا بالوطن في مقاييس الفساد والفشل والقمع وتدني المعيشة الى أسفل سافلين”.
وأشار إلى أنه طرق أبواب النظام الحاكم “مرات ومرات حتى ظُنت مرونتنا تهاوناً، ولكنهم بالمراوغة والإخلاف فوتوا كل الفرص”.
وذكر أن السودانيين عبروا عن رفض الاستبداد والفساد ودفعوا ثمن ذلك تضحيات بالنفس وحبساً في السجون وتعرضا للتعذيب “حتى بلغ الرفض كتلة حرجة أشعلها قتل الشهيدين أبو بكر الصديق في كردفان، ومحمد الصادق في أم درمان”.
وكان العديد من قادة القوى السياسية المعارضة قد شاركوا في موكب تشييع قتيل جامعة أمدرمان الأهلية، كما بث العديد منهم تسجيلات صوتية تدعو للخروج في مظاهرات تسقط الحكومة.