اعتقالات وسط طلاب جامعة الخرطوم بعد مواجهات محتدمة مع الشرطة
الخرطوم 13 أبريل 2016- إحتدمت المواجهات بين قوات الشرطة السودانية، الأربعاء، وطلاب جامعة الخرطوم الرافضين لأنباء راجت على نطاق واسع بعزم الحكومة بيع مباني الجامعة العريقة، ونفذت السلطات حملة اعتقالات واسعة وسط الطلاب، بينما قال أطباء إن معدل الإصابات بالرصاص المطاطي وسط المتظاهرين تجاوز المعقول علاوة على خطورة مواقع الإصابات.
واندلعت مواجهات بين طلاب جامعة الخرطوم والشرطة، منذ الأسبوع الماضي، على خلفية انباء عن تفريغ المباني العتيقة للجامعة التي يعود تأسيسها إلى العام 1902، وجرت عمليات كر وفر واسعة حينها بين الطلاب والشرطة التي حاولت اقتحام الحرم الجامعي.
وتجددت المواجهات الأربعاء، في أعقاب تنادي الطلاب لمخاطبات داخل الحرم الجامعي والاتفاق بعدها على تسليم مذكرة لوزارة التعليم العالي احتجاجا على بيع مباني الجامعة، وبالفعل حاول مئات الطلاب الخروج الى الشارع والمشاركة في تسليم المذكرة، لكن قوات الشرطة تصدت لهم بالقوة، واعتقلت اعدادا منهم، فانقسموا الى فريقين وبدات ملاحقات متواصلة أفضت لتوتر الأوضاع وتعطيل حركة المرور لساعات، كما استخدمت الشرطة خراطيم مياه في محاولة لمنع تجمع الطلاب باعداد كبيرة.
وأعرب بيان صادر عن أطباء الحزب الشيوعي السوداني فرع أطباء مستشفيات الخرطوم، عن قلقه البالغ إزاء اعمال العنف التي تعرض لها طلاب جامعة الخرطوم خلال اليومين الماضيين على يد قوات الأمن التي تحاول قمع وقفتهم في وجه بيع وتفكيك الجامعة.
ووفقا للبيان الذي اطلعت عليه (سودان تربيون) فإن معدل الإصابات بالرصاص المطاطي وسط الطلاب والطالبات تجاوز كل الحدود المعقولة فضلاً عن خطورة مواقع الإصابات في الرأس وبالقرب من الأعين.
وحذر الأطباء في بيانهم من خطورة المادة المستعملة في قنابل الغاز المسيل للدموع، التي تسببت في عدد من حالات النزيف من الأعين والرعاف من الأنف بالاضافة لحالات الإغماء والإختناق المتعددة.
وحمّل الأطباء وزارة الداخلية السودانية وجهاز الأمن والمخابرات وإدارة الجامعة المسؤولية القانونية لأي خطر صحي يتعرض له الطلاب جراء ” التعامل المتوحش معهم”.
وساند البيان، وقفة طلاب جامعة الخرطوم لحماية أحد ابرز “رموزنا الوطنية المتمثّلة في الجامعة يستحقون كل دعم وتضامن”، وناشد البيان كافة الأطباء الوطنيين بالاستعداد لعلاج هولاء الطلاب وتقديم كافة أشكال المساعدة الطبية والتوثيق لهذه الحالات.
كما ناشد الأطباء، الوطنيين في صفوف قوات الشرطة ومكافحة الشغب بمقاومة هذا التوجه الوحشي في التعامل مع أبناء هذا الوطن من طلاب الجامعة.
وشهد محيط جامعة الخرطوم وما جاوره من طرق رئيسية توترا زائدا مساء الأربعاء،في اعقاب مواجهات قوية بين الطلاب المحتجين وقوى الأمن والشرطة التي سرعان ما احاطت بالمنطقة وشرعت في تفريق الطلاب مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات.
وبحسب ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي فإن الأجهزة الأمنية اعتقلت عددا مقدرا من الطلاب والطالبات واقتادتهم الى جهات غير معلومة، كما نشرت ذات المواقع صورا لبعض الطلاب وهم في حالة اغماء، ويتوسدون الأرض، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
ادارة الجامعة توضح
إلى ذلك، قال مدير جامعة الخرطوم احمد محمد سليمان، في بيان له، إن إدارة الجامعة سبق لها مخاطبة الطلاب بأنها حريصة على إرث الجامعة بكل مكوناته المادية والبشرية وسمعتها الطيبة.
وطبقا للبيان فإنه “لا مجال للتفريط في ممتلكاتها بالبيع أو الرهن لأي شبر من أصول الجامعة أو تحويل غرضها مهما كانت الأسباب والمبررات وستظل منارة سامقة في سماء العلم والمعرفة”.
وأضاف أنه رداً على الهجمة الشرسة “الجائرة” كما ورد في بعض الوسائط الإعلامية المختلفة، فقد تم إصدار بيان من إدارة الجامعة ونشر في عشرين صحيفة يومية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة نفت فيه إدارة الجامعة نفياً باتاً كل ما نشر عن تحويل مباني الجامعة إلى أي جهة أخرى.
وتابع البيان ” أخذنا في الإعتبار ما نشر على لسان وزارة السياحة في صحيفة اليوم التالي الأحد الماضي ،و تم دحضه بواسطة إدارة الجامعة في نفس الصحيفة في عددها الصادر الإثنين”.
وكان وزير السياحة تحدث في تصريحه المثير للجدل عن اتجاه قوي برز لتحويل مباني الجامعة العريقة لمزارات أثرية، اسوة بالعديد من المباني الحكومية المشيدة على ضفاف النيل، وهو ما زاد من حدة الغضب وسط الطلاب بالجامعة.
وحول عودة إتحاد الطلاب قالت إدارة الجامعة إنه يأتي في أولويات الإدارة وتسعى لإقامته بأسرع ما يمكن لأهميته أولاً كونه إحدى مؤسسات الجامعة المنصوص عليها في النظم الأساسية للجامعة ثانياً ولكونه حلقة وصل بين إدارة الجامعة والطلاب من جانب وبينهم وعمادة شؤون الطلاب من الجانب الآخر.
وبررت إدارة الجامعة تعطيل نشاط الاتحاد الطلابي لعدم إكمال النصاب بسبب إحجام الطلاب وجمود بعض مواد الدستور دون قيام الإتحاد وأصبح سبباً لغيابه لكل هذه السنوات.
ورأت أن هذا الأمر يحتاج للتعاون بين الطلاب والإدارة وتضامن الطلاب أنفسهم لإنجاح الممارسة الديمقراطية، وقد طُرِح موضوع الإستفتاء حول كيفية إنتخاب أعضاء الإتحاد.
وقالت إدارة الجامعة انه ما زالت الحوارات مستمرة لقيامه، وأضافت “كما ننقل لكم أن إدارة الجامعة تفتح أبوابها للإستماع إلى آرائكم ووجهات نظركم المختلفة والإستناس بها في حل مشاكل الطلاب ومشاكل الجامعة عامة”.