أزمة مياه حادة تحاصر عاصمة جنوب دارفور في وقت مبكر من الصيف
نيالا 31 مارس 2016 ـ تعاني مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور من أزمة مياه حادة بعد انخفاض معدل مياه الآبار بنسبة غير مسبوقة في وقت مبكر من الصيف نتيجة لعمليات حفرية تعرض لها وادي “برلي” المورد الوحيد الذي تعتمد عليه المدينة في مياه الشرب.
وتسببت الأزمة في تكدس “تناكر” المياه قرب الآبار لفترات طويلة في انتظار الظفر بحصتها من المياه. ووصل سعر “البرميل” 15 جنيهاً بدلا عن 5 جنيهات في السابق.
وقال مواطنون من نيالا إنهم يعانون من نقص حاد في مياه الشرب منذ فبراير الماضي وإن “الحنفيات” متوقفة تماماً رغم سداد فواتير المياه بشكل راتب بدون تأخير ما اضطر العديد من الأهالي الى تجميد خدمة المياه الى حين توفرها في أغسطس القادم.
وقال مصدر مسؤول، فضل حجب اسمه، لـ “سودان تربيون” إن السبب الأساسي وراء أزمة المياه هو العمليات الحفرية التي تتم في وادي “برلي” بوسط المدينة والذي يعد المورد الرئيس لمياه الشرب بنيالا.
وتعمل شركات بناء و”قلابات” تجارية في الوادي رغم وجود قرار يمنع ذلك حفاظا على نسبة المياه بجوف الوادي، وأفاد المصدر أن المدينة تعتمد على الآبار الجوفية الموجودة على طول الوادي وليس هناك مورد آخر لسد حاجة المدينة من المياه.
وأضاف أن قرارا أصدرته محلية نيالا منعت بموجبه أي حفريات على الوادي وروافده الرئيسية حفاظا على المياه الجوفية، غير أن العديد من الجهات لم تنصاع لأوامر المحلية ما تسبب في شح المياه.
وأوضح المصدر أن الحل الحقيقي لأزمة مياه نيالا هو ربط المدينة المكتظة بالسكان بشبكة حوض “البقارة” بمحلية قريضة، 86 كلم جنوبي عاصمة الولاية، ولفت الى أن حكومة الولاية تعاقدت مع عدة شركات لربط نيالا بالحوض منذ العام 2007، لكن جميع التعاقدات لم تنفذ نتيجة للأوضاع الأمنية المضطربة حيث تعرضت العديد من الشركات لعمليات النهب المسلح ما اضطرها للتوقف عن العمل.
وزادت حاجة نيالا للمياه بعد تزايد الكثافة السكانية المضطرد خلال الـ 13 سنة الماضية نسبة بسبب استقبالها نازحين بعد اندلاع الحرب، ولم تعد الآبار الموجودة حول المدينة كافية لمد أكثر من 3 ملايين نسمة.
واتجهت حكومة الولاية مجددا للتعاقد مع شركات متعددة لربط المدينة بشبكة حوض “البقارة” الغني بالمياه.