تزايد أرقام النازحين بشمال دارفور والمملكة المتحدة تدفع بمساعدات
الخرطوم 17 فبراير 2016- قالت بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور(يوناميد)، إن فريقها الميداني رصد تزايدا مضطردا لعدد النازحين، الذين لجأوا للمنطقة المحيطة بموقع البعثة بسرتوني، في ولاية شمال دارفور، بينما قالت الامم المتحدة ايضا أن الارقام تتوالى في الارتفاع، بشكل مستمر في وقت اعلن برنامج الإغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تلقيه دعما من المملكة المتحدة لمساعدة اهالي دارفور.
وأفاد تعميم صحفي مقتضب لبعثة (يوناميد) تلقته “سودان تربيون” الأربعاء، أن فريق الموقع الميداني، أكد وصول عددُ النازحين عقب القتال المستمر بين القوات الحكومية والحركات المسلحة بوسط دارفور ، الى 57.648 (8.576 أسرة ) وذلك حتى 15 فبراير.
وأضاف التعميم “العدد زاد بنسبة 146 % خلال الأسبوع الماضي ولم تُعرف بعدُ الأسباب وراء هذه الزيادة “.
وفي مدينةِ طويلة بشمال دارفور، وبحسب فريق الموقع الميداني، وصلَ عددُ النازحين الى18,000 (5,300 أسرة) وتزايد العدد بنسبة 15 % خلال الأسبوع الماضي ، وأنه لم يتم التحقق بعدٌ من أسباب الزيادة.
وكان معتمد محلية طويلة بشمال دارفور أبلغ “سودان تربيون” الثلاثاء، أن 7 آلاف نازح وصلوا “طويلة” من 13 قرية تتبع لمحلية كبكابية، و7 قرى من محلية (روكرو) بولاية وسط دارفور، وأفاد ان غالب النازحين غادروا مناطقهم بسبب الذعر ، وأنهم لم يتأثروا بالاحداث العسكرية باستثناء قريتين فقط.
وأجبر، القتال في منطقة جبل مرة الذي تصاعدت وتيرته منذ منتصف شهر يناير آلاف المدنيين على الفرار من المنطقة الجبلية التي تتمدد في ثلاث من ولايات دارفور.
بدورها أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، وفقا لأحدث تقديراتها، ارتفاع عدد النازحين الفارين من النزاع الأخير في منطقة جبل مرة الى 73 ألف نازح.
وارجعت المنظمة الدولية، في بيان لها، الزيادة الأخيرة في اعداد الفارين، الى تدفق مجموعات اضافية تقدر بنحو 30 الف شخص من المدنيين إلى سورتوني، بدأوا بالتجمع بالقرب من مقر بعثة اليوناميد هناك. بجانب وصول نحو 18 ألف من الأفراد إلى معسكر النازحين في طويلة منذ منتصف شهر يناير.
وقالت المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، مارتا رويداس، “لا يزال الوضع يتميز بالهشاشة، ولدى الأمم المتحدة والشركاء حالياً فرق ميدانية تعمل على تقييم احتياجات أولئك الذين قد وصلوا إلى سورتوني وطويلة”.
وأضافت “التعرف على احتياجات جميع الأشخاص المعرضين للمخاطر هو عملية مضنية جداً، ولكنها ضرورية من أجل تقديم مساعدات موجهة بدقة وفي الوقت المناسب”.
وطبقا للبيان، فقد جرى في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع تقديم المساعدات الغذائية ومواد الإغاثة الأخرى لحالات الطوارئ، بما في ذلك الماء، والمآوي، والإمدادات الطبية، والمكملات الغذائية للنازحين الجدد. واضاف ان الامم المتحدة وشركاؤها تعكف حالياً على تقديم مساعدات إنسانية إضافية.
المملكة المتحدة تدفع بمساعدات للمتضررين في دارفور
وفي غضون ذلك رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ،بمساهمة المملكة المتحدة البالغة 2.2 مليون جنيه إسترليني (3.2 مليون دولار) لتدشين برنامج المساعدات النقدية في دارفور
.وأفاد البرنامج في تعميم صحفي، أن المساعدة التي قدمتها إدارة التنمية الدولية في بريطانيا، ستمكنه من تقديم مساعدات نقدية لمدة تسعة أشهر لـ 25,000 نازح في أنحاء مختارة من دارفور.
وأشار الى أنه سيستخدم آليات توزيع النقد المتوفرة في دارفور، بتحويل مبلغ 52 جنيه سوداني للشخص الواحد. بما يمكن المستفيدون من شراء الغذاء من متاجر محددة تشارك في برنامج القسائم النقدية الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي.
وقال مدير إدارة التنمية الدولية بالسودان كريس بيكروفت، ” تظل المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين لتقديم المساعدة إلى بعض من سكان السودان الأكثر ضعفا”.
ولفت الى أن الشراكة مع برنامج الأغذية العالمي لا تقدم فقط المساعدات الضرورية ولكنها تضاعف أيضا الخيار المتاح للأشخاص المستهدفين من خلال البرنامج.
وأبدى كريس أملا في أن تكون هذه ” الخطوة الأولى نحو زيادة استخدام المساعدات المعتمدة على النقد في السودان، وهي آلية يمكنها زيادة كفاءة التكلفة كما تدعم أيضا كرامة السكان المستهدفين.”
وبالإضافة الى تقديم المساعدة النقدية، ستمول أيضا المساهمة المقدمة من إدارة التنمية الدولية دراسة لتحديد مدى فعالية وكفاءة برنامج المساعدات النقدية في تحسين الأمن الغذائي والوضع التغذوي للأشخاص المستفيدين منه.
وقال عدنان خان ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في السودان “نقوم باستمرار بتطوير طرق مبتكرة وذات كفاءة وفعالية نستطيع من خلالها تحسين حياة أولئك الذين نقدم لهم المساعدة في السودان”.
وأضاف”وبفضل هذه المساهمة المقدمة من شعب بريطانيا نستطيع الاستمرار…نحن وشركاؤنا جمعينا متحمسون جدا لتنفيذ هذا البرنامج وتشغيله ورؤية أثاره الايجابية على الأسر التي ندعمها.”
وتعتبر ادارة التنمية الدولية المانح الرئيسي لبرنامج مساعدات القسائم الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي في السودان.وساهمت منذ 2013 بمبلغ 50.6 مليون جنيه استرليني لبرنامج القسائم الذي ينفذه الأغذية العالمي.
في يوليو 2015، دشن برنامج الأغذية العالمي خطة تمتد سنتين في السودان لمساعدة 5.2 ملايين شخص بحلول منتصف 2017 بتقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة والدعم التغذوي اضافة الى أنشطة الانعاش وبناء القدرة على الصمود لمساعدة المجتمعات لتصبح معتمدة على ذاتها. وهذا يشمل 1.3 ملايين نازح في دارفور في عام 2016، منهم 446,537 سيتلقون مساعدات من خلال برنامج القسائم النقدية.