الضعين تضم مؤتمرا للصلح بين بطون المسيرية بغرب كردفان
الخرطوم 12 فبراير 2016 ـ شددت قيادات قبلية بغرب السودان على أهمية إعمال الصلح وطي “الصفحة السوداء” بين بطني “أولاد عمران” و”الزيود” من قبيلة المسيرية بغرب كردفان، وبدأ في الضعين حاضرة الرزيقات بولاية شرق دارفور مؤتمر صلح بين الطرفين المتناحرين.
وقتل نحو 133 شخصاً وأصيب المئات في مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين “أولاد عمران” و”الزيود” بسبب نزاع حول ملكية أراضٍ بولاية غرب كردفان في نوفمبر 2014، وقبلها في يوليو من ذات العام سقط 150 قتيلا من البطنين.
ووقع أمراء “الزيود” و”أولاد عمران”، في مؤتمر الصلح على اتفاق صلح بعد معارك استمرت عدة أشهر، لكن سرعان ما انهار الاتفاق الذي شهد عليه نائب الرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن بمدينة النهود.
وقال رئيس آلية التصالحات والتعايش السلمي بولاية غرب كردفان آدم عقيدات حمودي، إن ملتقى الصلح النهائي بين الطرفين الذي انطلقت جلساته بالسماع للطرفين، نجاحه سيؤسس لسلام مستدام وتعايش سلمي بين كافة المكونات، فضلا عن طي صفحة الخلافات وإنهاء التوترات الأمنية.
وأشار عقيدات إلى أن الصراع بين بطني المسيرية اثر سلباً على العلاقات الاجتماعية اضافة إلى إعاقة حركة الرحل ومواشيهم في البادية بعد انفصال جنوب السودان، ما أدى لتضييق المراعي.
واضطرت الحكومة الاتحادية إلى إرسال تعزيزات عسكرية من الجيش والشرطة لاحتواء الموقف بين “أولاد عمران والزيود” في ظل انتشار السلاح في أيدي بطون القبيلة.
ودعا الطرفين لتسهيل المهمة على “الأجاويد”، وطالب حكومة الولاية بتشكيل آلية قوية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الصلح.
من جانبه قال رئيس آلية المصالحات والتعايش السلمي بولاية غرب كردفان الناظر محمود موسى مادبو، إن الرزيقات والمسيرية قبيلتان تتشابهان في العادات والتقاليد والأعراف الأمر الذي يسهل من عمل لجنة الأجاويد، وأكد العمل بدقة ومقدرات عالية للحكم بالعدل والوصول الى سلام، وشكر الطرفين لتلبية الدعوة والحضور للتصالح في الضعين.
وقال أمير إمارة “الزيود” الأمير النذير جبريل القوني إنهم جاؤا للمشاركة في ملتقى الصلح بثقة تامة وقلب مفتوح وتفويض كامل لحل الصراع مع “أولاد عمران”، متعهدا بعدم وضع المتاريس أمام الحل.
وأكد أمير إمارة “أولاد عمران” الأمير إسماعيل حامدين، أنهم عازمون على حل المشكلة برغبة أكيدة للتعايش مع “الزيود” في سلام وتناسي الجراحات مشيراً الى ان ولاية غرب كردفان مستهدفة في مواردها ومكوناتها.
وتزايدت حدة المواجهات القبلية في إقليمي دارفور وكردفان ـ غرب السودان ـ خلال العامين الماضيين ما أدى إلى سقوط الألاف من القتلى والجرحى وتشريد عشرات الألاف.