السلطات السودانية تطلق سراح فوجٍ ثانٍ من قادة التيار الجهادي المؤيد لداعش
الخرطوم 28 يناير 2016 ـ أفرجت السلطات السودانية، مساء الخميس، عن فوج ثانٍ من قادة التيار السلفي الجهادي ورموز جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة المؤيدين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وشمل الفوج الذي تم اطلاق سراحه كل من مساعد السديرة، عمر عبد الخالق، العبيد إبراهيم، أيمن المصباح، محمد جمال الدين الأثيوبي وصلاح الدين إبراهيم.
واعتقلت سلطات الأمن في أغسطس الفائت، كل من الشيخ مساعد السديرة، وعمر عبد الخالق، والأمين السياسي لجماعة الاعتصام العبيد إبراهيم، علاوة على صلاح الدين إبراهيم، إمام وخطيب مسجد الاعتصام بضاحية الدروشاب في الخرطوم بحري، كما يشغل منصب مدير معهد الإمام البخاري الذي يشتبه في كونه الحاضن والمفرخ للطلاب المبتعثين للحاق بداعش.
وبحسب مصادر موثوقة تحدثت لـ “سودان تربيون” فإن اطلاق سراح القيادات إكتمل بعد تعهدات والتزامات من جانبهم بعدم العودة للتبشير بأفكار تنظيم الدولة أو تحريض الشباب وطلاب الجامعات وتحميسهم للسفر للالتحاق بداعش في العراق وسوريا وليبيا.
وأكد التيار السلفي الجهادي وصول كافة المفرج عنهم ومطلقي السراح لمنازلهم بالحاج يوسف بشرق النيل وضاحية الدروشاب شمالي الخرطوم بحري.
وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول محمد عطا أفاد في مقابلة صحفية في ديسمبر الماضي، بأن الجهاز ألقى القبض على كل من روج لأفكار داعش وجند الطلاب للتنظيم المتطرف.
وتعد خطوة اطلاق سراح الفوج الثاني من رموز التيار السلفي بمثابة قرار بإخلاء السجون من معتقلي السلفية الجهادية بعد إجراءات سابقة قضت باطلاق الفوج الاول المكون من: محمد أبا يزيد، عباس عادل عباس، صالح كمال الدين المجذوب وعبد الله المبارك.
كما تم أخيرا اطلاق سراح المنسق العام لـ “تيار الأمة الواحدة” محمد علي الجزولي المتهم بتأييد “داعش”.
وبحسب الصحفي الخبير في شؤون الجماعات الجهادية الهادي محمد الأمين، فإن الحكومة لأول مرة تعتقل رموز جماعة الاعتصام رغم إنها تكفر السلطة القائمة وتعارض سياساتها، حيث لم يحدث اطلاقا توقيف أو حبس أي من قياداتهم.
وقال الأمين لـ(سودان تربيون): “لكن تكررت عملية اعتقال شيخ السديرة حوالي 4 مرات في فترات زمنية متفاوتة منذ نهاية العام 2012 وحتى منتصف العام 2015”.
وعزا الاعتقالات لتصاعد الضغط المجتمعي والأسري على الحكومة بعد تزايد إختفاء طلاب ثانويات وجامعات من منازل ذويهم بصورة غامضة واتضح لاحقا أنهم سافروا، للانضمام لداعش خلال العام الماضي.
كما أشار الأمين إلى اتساع دائرة التجنيد لصالح داعش بالخرطوم بصورة بدت منظمة ومرتبة للغاية ما يعني وجود شبكات وجهات تعمل وفق خطط مدروسة لاصطياد المستهدفين خاصة طلاب جامعة العلوم الطبية المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة، إلى جانب ظهور العنصر النسوي على المشهد الجهادي لأول مرة.
وتابع “من المؤكد أن الأسر السودانية الموجودة بالخارج والتي اختفى ابناؤها من حملة الجوازات الأجنبية وسافروا عبر الخرطوم شكلوا كرتا ضاغطا على الحكومة”.
وأكد الهادي فتح بلاغات اختفاء في عدد من أقسام الشرطة لدرجة أصبحت الظاهرة مزعجة للغاية، ما اضطر السلطات الامنية لدهم مواقع الجماعات الجهادية السلفية بعد عثورها على خيوط تربط بين اختفاء الطلاب وهؤلاء الشيوخ الذين كانوا رهن الاعتقال.
ومنذ العام الماضي التحقت عدة مجموعات من الطلاب بينهم طالبات بتنظيم الدولة الإسلامية بسوريا والعراق، كما سقط عدد من السودانيين في عمليات للتنظيم بالشام وليبيا.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن السديرة يدير معهدا بضاحية شمبات شمالي الخرطوم، لتدريس علوم الحديث، لكن السلطات تعتبر المعهد احدى حواضن التيار السلفي الجهادي، ونقطة لتفويج الراغبين في الانضمام الى التيارات الجهادية، مثل حركة شباب المجاهدين في الصومال وجماعة انصار الدين في مالي، وأخيرا تنظيم “داعش”.
وأيد السديرة أبوبكر البغدادي، علنا لكنه نفى ضلوعه في إرسال الشباب إلى العراق وسوريا.
وناصرت جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة)، التي تدير عملها من مركز عام بالخرطوم بحري، في 26 يوليو 2014، عبر بيان بتوقيع أمير الجماعة السابق سليمان أبونارو، الدولة الإسلامية في العراق والشام وبايعت أبوبكر البغدادي خليفة المسلمين.
كما أيدت الجماعة في عهد أميرها الحالي عمر عبد الخالق التفجيرات التي استهدفت مقر صحيفة “شارل ايبدو” الفرنسية في يناير الماضي وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين، وأباحت حرق تنظيم “داعش” الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في فبراير 2015.