Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

مدير الأمن السوداني: جوبا قبلت التضحية بحركات دارفور ورفضت إبعاد (الشعبية)

الخرطوم 22 ديسمبر 2015 ـ كشف مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، أن حكومة جنوب السودان وافقت في وقت سابق على التضحية بطرد حركات دارفور من الجنوب، لكنها رفضت إبعاد الحركة الشعبية ـ شمال، وعرضت التوسط بشأنها وهو ما تم رفضه.

الفريق عطا يخاطب طابور
الفريق عطا يخاطب طابور
وقال الفريق أول محمد عطا في حوار مع صحيفة “السوداني”، الثلاثاء، إن السودان رفض مقترح التوسط لأن جنوب السودان غير محايد، وزاد “موقف حكومة جنوب السودان حينما جلسنا إليهم، يتمثل بطرد حركات دارفور الموجودة في أراضيهم إلى داخل السودان، لكن بالنسبة للحركة الشعبية رأوا أن يتوسطوا”.

وتابع “هذا يعني أن بإمكانهم التضحية بحركات دارفور لكنهم لا يريدون التضحية بالحركة الشعبية قطاع شمال، وهناك رغبة من حكومة الجنوب لمساعدة قطاع الشمال وتقديم الدعم له”.

وحول حركات دارفور قال عطا إن الخرطوم أبلغت جوبا إنه حال طرد حركات دارفور إلى داخل السودان ستتم مقاتلتها وتعود إلى الجنوب مجدداً، و”سيكون الأمر مجرد لعب”.

وأضاف “اقترحنا عليهم الالتزام بالاتفاقية وتجريد الحركات من السلاح والعربات، وكان ردهم ليس باستطاعتهم فعل ذلك، ونحن أكدنا لهم أن بمقدورهم ذلك لأن قوات الحركات ضعيفة”.

وأفاد أنهم أوضحوا لحكومة الجنوب انه من الأفضل أن تجرد جوبا الحركات من السلاح حال أرادت فتح صفحة جديدة، خاصة أن الظروف التي يمكن أن يعيد فيها زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم قواته من جديد بعد معركة “قوز دنقو” غير متاحة الآن.

وقال مدير جهاز الأمن “على العموم، وعلى أحسن تقدير سيطرد من الجنوب أو سيجرد من السلاح.. ليس لديه خيارات عديدة.. يمكن أن يذهب لأفريقيا الوسطى وبذلك ستكون القوات بعدت عن مسرح نشاطها، لأنها أدغال منسية، ولن يستطيع أن يحتفظ بجنوده لفترة طويلة”.

ورأى أن وجود قوات حركة جبريل في جنوب السودان يمكنها من دخول السودان والهروب مرة أخرى، وقال “إن جاء بصفة محارب سيواجه صعوبة لأن دارفور اختلفت عن السابق وهو أضعف كثيراً مما كان عليه في قوز دنقو، وإن جاء هارباً ليذهب شمالاً إلى ليبيا، فهذا صعب، لأن لدينا قوات خفيفة الحركة وسريعة يمكن أن تطارده وتتعقبه”.

وأكد محمد عطا أن لديه خيار آخر يتمثل في أن يصطحب معه قيادات الحركة الأساسية ويتجه إلى ليبيا بطائرة أو أية وسيلة نقل ويفكر هناك في ليبيا بأن يبني حركته من جديد و”هو أمر غير مستحيل لكنه صعب”.

وقطع بأن كل المساندين للتمرد في السودان من منظمات وجهات غربية ومجتمع دولي والذين كانوا يعتقدون أن حركات دارفور قادرة على الضغط على الحكومة، وقفوا جميعهم مع الحركة الشعبية، ولم يدعموا حق رئاسة قيادات دارفور.

وعصفت خلافات حول رئاسة الجبهة الثورية بالكيان الذي يضم حركات مسلحة تقاتل الحكومة السودانية بإقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفشل اجتماع لفصائل الكيان عقد بباريس خلال 13 ـ 17 أكتوبر الماضي في التوصل لاتفاق حول آلية انتقال الرئاسة.

وتسأل: “ألا يقيّم جبريل هذا الموقف؟ يجب عليه أن لا يكون متأخراً في تقييمه دائماً..”، وأكد أن أفضل طريق لجبريل الحوار والسلام والاتفاق مع الحكومة، لأن كل الخيارات والبدائل الأخرى “مأساوية”.

وأشار إلى أن جبريل لن يتمكن من بناء حركته عسكرياً، ويعاني من مشاكل في الجبهة الداخلية لأنه متهم بالقبلية، كما أن الداعمين له، لم يعودوا يؤيدونه كالسابق، “كل ما في الأمر أنهم ضدنا فقط، لذا يهيأ إليه أنهم يقفون معه.. حقيقة إن كانوا يدعمونه لنصروه في موقف الرئاسة”.

نص الحوار في حلقته الثالثة مع مدير جهاز الأمن السوداني

ونحن في ردهات فندق شيراتون بأديس أبابا، متجهين إلى مقر إقامة مدير جهاز الأمن، طاف بخاطري أننا سنطرح أسئلة على رجل بحكم مهنته ووظيفته إلى أن تدرج على قمة الجهاز، طرح مئات الأسئلة واستجوب عشرات الأفراد..

اتفق معي من رتب لي الحوار، أن لا أطيل عن الساعة.. والساعة كافية جداً للجلوس مع هذه الشخصية الصامتة والخروج بالكثير المثير..

استقبلنا الفريق أول محمد عطا، بابتسامة قلما تظهر له في الصور وشاشات التلفاز.. تحدث قليلاً في مواضيع لا تتعلق الحوار وترك لي مجال الحديث.. أسرعت بوضع التسجيل فالأسئلة مازالت مبعثرة وغير مرتبة إثر إبلاغي قبل ساعة من الموعد المحدد..

بدأ الحوار، وزادت الساعة إلى اثنتين، والأسئلة بدأت تترتب رويداً رويداً، والمدير مازال سخياً.. انتهت الساعتين واتجهنا نحو الدقيقة (40) وأسئلة عديدة لم تطرح بعد.

قلت للمدير “مازالت لدي أسئلة”، فرد سريعاً “لا مانع من الإكمال”.. إلا أن المستشار قرشي صالح، طالب بإنهاء الحوار قائلاً “الاتفاق كان لساعة واحدة، وللمدير اجتماعات أخرى في الصباح الباكر”..

وكما كان سخياً في أديس أبابا، لم يمانع بأن يمنحنا عشر دقائق أخرى بمكتبه في الخرطوم..

الكثير المتعلق بجهاز الأمن وبنائه دولة داخل دولة، قوات الدعم السريع والاتهامات التي طالتها، مصادرة الصحف ومدى قانونية قرارات الجهاز، مصادر تمويله، وإنجازاته وأشياء أخرى عديدة، كانت محاورَ هامة في هذا الحوار، فإلى ما أدلى به:

حوار: لينا يعقوب

*تقييمك للحوار الوطني المنعقد حالياً مع هذه الأحزاب السياسية والشخصيات القومية، هل تعتقد أن بإمكانه تحقيق نتائج يمكن أن تسهم في حل مشكلات السودان، خاصة وأنه أوشك على النهايات؟

نعم، يمكن أن يحقق الكثير.. ليس بالضرورة أن يأتي الحوار بشيء خارق، أو أن تكون نتائجه عظيمة تسهم في حل كل المشكلات. نحن لاحظنا بدايات الحوار والتوتر الذي صاحبه، والأسئلة التي كانت تدور في أذهان الناس: من الذي سيحضر ومن سيقاطع، وهل هو حوار حكومة أم لا؟.. كنا نراقب كيف كانت العملية عسيرة، وكيف كانت المواقف متشنجة ومتباعدة وأخذت طابعاً شخصياً أو ذاتياً نتيجة مرارات أكثر من كونها مواقف تبحث عن طريق جديد للبلاد للخروج مما تعانيه، الآن بعد انقضاء هذه الفترة رأيت النفوس قد هدأت والعقول مالت إلى العمل في أجواء هادئة دون مؤثرات وحديث حكيم بدأ يعلو، فضلاً عن تقارب بدأ يظهر بين وجهات النظر المختلفة، لذا أرى عدم الاستعجال بإنهاء الحوار.

*لماذا؟ الحوار طال كثيراً لذا حددت له فترة زمنية؟

لسببين، الأول، أننا نقتل أفكارنا العظيمة بطريقتنا التقليدية بالاستعجال وعدم إتقان الأمور، لذا أرى إعطاء فرصة ومزيد من الوقت للتجويد، ولكي نخرج بنتائج عميقة متفق حولها حتى إن لم تكن بشكل كامل لكن بأكبر قدر ممكن، السبب الثاني، أنه كلما أعطينا فرصة للآخرين الذين هم خارج الحوار لينضموا إليه سيكون الأمر جيداً.. لا أعلم بالضبط ما الذي سيحدث لكن أرى أنه طالما انضمت جهات للحوار فهذا يعني أنه سائر إلى الأمام أكثر؛ انضم إليه آخرون وسيحقق الكثير من أهدافه، وليس من المناسب الاستعجال لإنهائه خاصة أن مسيرة المنضمين الجدد للحوار الوطني لم تتوقف بعد.

*عدد من الناس والمراقبين لهذا الملف، وأيضاً الدول الخارجية ومنظمات المجتمع الدولي، تشكك في قيمة الحوار الوطني طالما أن المعارضة الحقيقية التي تعارض النظام القائم، والحركات التي تحمل السلاح غير مشاركة فيه.. ألا ينقص ذلك من قيمة الحوار؟

الحوار باعتباره محاولة للتوافق الوطني يمكن أن يقول أحدهم أن الذي لم يجذب البعيدين وأصحاب المواقف المتطرفة، ربما تكون نتائجه ضعيفة، لكني أعتقد أن المستويات الأخرى نفسها تحتاج لهذا التوافق، وهذه المشاركة تُقَرِّب الطريق للتوافق مع الذي يحمل السلاح، لا يرغب أحد بأن يكون شاذاً أو معزولاً عن الجميع. أعتقد أيضاً أن الكثير من الذين يحملون السلاح يفكرون بصورة جادة في اللحاق بركب الحوار، ليس جميعهم لكن عدد كبير منهم.. قبل أيام كانت هناك مجموعة بقيادة منصور أرباب قررت الانضمام للحوار، وأرباب كان من أوائل المؤسسين لحركة العدل والمساواة وشغل مناصب مهمة للحركة منذ فترة خليل إبراهيم..

*ألم يعد جبريل إبراهيم ومناوي وعبد الواحد، أساسيين؟ يبدو أن سياسة الدولة تعتمد على سحب القيادات تدريجياً من الحركات المسلحة الرئيسية لإضعافها سياسياً؟

لا أبداً.. نحن نرغب بأن ينضم جبريل وعبد الواحد ومناوي إلى السلام، ولدينا محاولات معهم وجهود ستستمر عبر أبواب كثيرة، لكن ليس بسببهم أيضاً يمكن أن نحرم الآخرين من المشاركة في سلام البلاد..

*الحركات المسلحة ترفض الدخول إلى سلام.. ألا يدل ذلك على ثقلهم في أرض الميدان؟

لا يُوفَق السودانيون في أحيان كثيرة بقراءة وتقييم ما حولهم.. الشخصية السودانية عاطفية والشخصية العاطفية لا ترى كل جوانب الموضوع أو المسألة، ثم إن هناك من يضخم ذاته وبالتالي حزبه أو حركته مما يحرمه أيضاً من النظر والتقييم الموضوعي للمواقف، وللحركات هذا العيب.. وأنا هنا لا أَشْتُم لكنها وللأمانة تحتاج لوقتٍ حتى تقتنع بالواقع. في عام 2008م حينما دخل خليل أمدرمان، كان تقييمي أن هذه الحركة تحتاج إلى عام آخر كي تستأنف نشاطها العسكري، بينما كانوا يرون أنهم سيدخلون أمدرمان مجدداً بعد شهر..

*وماذا عن الآن؟

العدل والمساواة بعد المعارك الأخيرة في قوز دنقو فقدت الكثير من قواتها البشرية والمادية وما تملك من سلاح وعتاد، فهل هناك فرصة كي تبقى سنة أو اثنتين لتستعيد قوتها؟ يمكن أن نقول أنه من الممكن في الأجواء الطبيعية لكن الظروف لم تعد هي الظروف.. في السابق، قيادات الحركة كانت تقيم في تشاد بجوار دارفور ولها معسكرات نازحين، لكن الظروف الآن اختلفت؛ جبريل بعيد في جنوب السودان، وفي جنوب السودان يحولونه كل فترة إلى مكان، آخر مرة نقلوه إلى راجا، فأصبح بعيداً عن شمال دارفور المنطقة التي يجنِّد منها، وبعيداً عن تشاد ومعسكرات النازحين، السبب الآخر أن جنوب السودان الآن، لم يعد جنوب السودان الذي كان قائماً قبل عامين، بعد أن اشتعلت فيه الحرب؛ فالحركة ورطت نفسها في خلافات جنوب السودان الأمر الذي جعل أحد أطراف الاتفاقية يصر على ضرورة طرد هذه الحركات خارج الجنوب، وبات بنداً منصوصاً عليه في الاتفاقية.

*وهل نفذت حكومة الجنوب هذا البند وطردت الحركات من أرضها؟

موقف حكومة جنوب السودان حينما جلسنا إليهم، يتمثل بطرد حركات دارفور الموجودة في أراضيهم إلى داخل السودان، لكن بالنسبة للحركة الشعبية (مالك عقار وعبد العزيز الحلو) رأوا أن يتوسطوا بيننا وهي وساطة مرفوضة، ماذا يعني هذا؟ يعني أن بإمكانهم التضحية بحركات دارفور لكنهم لا يريدون التضحية بالحركة الشعبية قطاع شمال، وهناك رغبة من حكومة الجنوب لمساعدة قطاع الشمال وتقديم الدعم له.

*لماذا رفضتم وساطة جنوب السودان رغم أن علاقتهم جيدة مع الحركة الشعبية شمال؟

رفضنا فكرة التوسط لأن جنوب السودان غير محايد.. أما بالنسبة لحركات دارفور، قلنا لهم، إن قمتم بطرد الحركات إلى داخل السودان سنقاتلها وستعود إلى الجنوب مجدداً، وسيكون الأمر مجرد لعب، اقترحنا عليهم الالتزام بالاتفاقية وتجريد الحركات من السلاح والعربات، وكان ردهم أن ليس باستطاعتهم فعل ذلك، نحن أكدنا لهم أن بمقدورهم ذلك لأن قوات الحركات ضعيفة، وذكرنا لهم تجربة عام 2010م حينما ذهبت القيادة السياسية السودانية إلى تشاد وأبرمت اتفاقاً هناك، في ذلك الوقت كانت المعارضة التشادية مقيمة في السودان والمعارضة السودانية مقيمة في تشاد، الاتفاق نص بأن يجرد السودان المعارضة التشادية من السلاح، ويتم طرد قادتها من السودان وعلى الجانب التشادي فقط إدخال قوات العدل والمساواة وبقية حركات دارفور إلى داخل السودان، ونحن من سنقوم بتجريدهم من السلاح..

*وهل كان الاتفاق مقبولاً؟

حينما كانوا يتفاوضون حول الأمر، رأينا أن المعادلة غير متوازنة، فما هو متوازن أن تجرد تشاد المعارضة السودانية من السلاح ونحن نفعل ذات الشيء، وإن دفعت لنا المعارضة السودانية إلى داخل السودان ندفع لها المعارضة التشادية إلى داخل تشاد، لكن الناس في ذلك الوقت كانوا ينظرون إلى قدرات السودان وما يمكن أن يفعله وقدرات تشاد وما يمكن أن تفعله، خاصةً أننا سعينا إلى سلام معها..

2010م كان موعداً لانتخابات ويتوجب علينا تجريد 500 عربة مسلحة، وأكثر من (6) آلاف عنصر يحمل السلاح بعد توقيع الاتفاق، الأمر أصبح التزاماً سياسياً من الحكومة وكان لابد لنا من إنفاذه.. جميعهم جردناهم، ولم تفلت منا سوى 13 عربة ذهبت إلى مثلث إفريقيا الوسطى.. قلنا لحكومة الجنوب من الأفضل أن تجردوهم أنتم من السلاح حال أردنا فتح صفحة جديدة، خاصة أن الظروف التي يمكن أن يعيد فيها جبريل قواته ويبنى حركته من جديد بعد معركة قوز دنقو غير متاحة الآن، على العموم، وعلى أحسن تقدير سيطرد من الجنوب أو سيجرد من السلاح..

*إن طُرد من الجنوب، أين سيذهب؟

ليس لديه خيارات عديدة.. يمكن أن يذهب لإفريقيا الوسطى وبذلك ستكون القوات بعدت عن مسرح نشاطها، لأنها أدغال منسية، ولن يستطيع أن يحتفظ بجنوده لفترة طويلة، لأنهم في جنوب السودان يشردون ويأتون إلينا، يمكن أيضاً أن يأتي إلى داخل السودان وهو أمر غير سهل، فإن جاء بصفة محارب سيواجه صعوبة لأن دارفور اختلفت عن السابق وهو أضعف كثيراً مما كان عليه في قوز دنقو.. أو أنه سيأتي هارباً ويذهب شمالاً إلى ليبيا، ويمكن أن يفكّر هذا التفكير، لكن الخطوة أيضاً غير سهلة لأن لدينا قوات خفيفة الحركة وسريعة يمكن أن تطارده وتتعقبه، ولديه خيار أخرى أن يصطحب معه قيادات الحركة الأساسية ويتجه إلى ليبيا بطائرة أو أية وسيلة نقل ويفكر هناك في ليبيا بأن يبني حركته من جديد وهو أمر غير مستحيل لكنه صعب.

*ولم الصعوبة؟ ليبيا قبل ذلك دعمت حركة العدل والمساواة؟

ليبيا كانت تدعم التمرد أيام الرئيس الراحل معمر القذافي، وحتى إن افترضنا وجود طرف في ليبيا يدعم الحركة فهناك أطرافاً أخرى ترفض وبشدة تقديم الدعم، لأن الحركات ورطت نفسها في الشأن الليبي ومارست ممارسات لن ينساها الشعب الليبي، وأنا هنا لا أقصد ما يمكن أن يمارس في أي أجواء حرب مثل ما حدث في بانتيو مثلاً، إنما هناك فظائع حدثت.. لذا المسرح الليبي لن يكون مهيأ بالنسبة له.. مني مناوي لديه قوات في ليبيا وكانت تتمنى أن تتوسع هناك وتجد دعماً وأموالاً لكن ما حدث أنهم ضُربوا حينما حاولوا أن يهجموا على الكُفرة، هذا يعني أن تقييم مناوي لم يكن صحيحاً، ستدفن الحركات في ليبيا إن تبنت هذا الخيار (خيار أن تذهب إلى ليبيا).

*ألا تعتقد أن تعاون الحركات المسلحة مع الحركة الشعبية شمال وتكوينهم الجبهة الثورية زاد من قوتهم؟

حاولوا تكوين الجبهة الثورية، ليكون فيها مجهوداً مشتركاً موحداً، النظرية من حيث المبدأ صحيحة إن استطاعوا إعطاءها زخماً والسير بها إلى الأمام.. مثلاً حينما تعاونوا مع بعضهم عسكرياً تمكنوا من الوصول إلى أبو كرشولا لكن بعد ثلاث سنوات من تكوين الجبهة الثورية، ما الذي حدث؟ بدلاً من أن يعزز العمل المشترك الثقة بين حركات دارفور والحركة الشعبية شمال، حدث العكس، وتضعضعت الثقة فيما بينهم.. وجود جبريل إبراهيم في جنوب كردفان، أوجد حساسية مع جماعة عبد العزيز الحلو الذين اعتبروا أن حركات دارفور ترغب بتجنيد أبنائها.. ومن ثم جاءت نقطة الخلاف على الرئاسة، والمعلوم أن هناك اتفاقاً منذ تأسيس الجبهة الثورية أن تكون الرئاسة دورية، بدءاً ترأسها مالك عقار وحينما جاء ليختار رئيساً بعده، لم تتفق قيادات حركات دارفور، وأي منهم (جبريل، مناوي وعبد الواحد)، كان يرغب بالرئاسة.. عقار استفاد من الخلاف واستمر على رئاسة الجبهة الثورية، بعد ذلك جاءت مرحلة اتفقت فيها قيادات حركات دارفور على تولي جبريل إبراهيم الجبهة الثورية، لكن قطاع الشمال رفض رغم أن دستورهم واضح بدورية الرئاسة.. وفي خطوة فيها كثير من التحايل والمكر رأوا تغيير الدستور مما دل أنهم لا يرغبون بإعطاء جبريل حقه في الرئاسة.. كل المساندين والداعمين للتمرد في السودان من منظمات وجهات غربية ومجتمع دولي والذين كانوا يعتقدون أن حركات دارفور قادرة بأن تضغط على حكومة الخرطوم، جميع هؤلاء وقفوا مع الحركة الشعبية شمال، ولم يقفوا مع حق أن الرئاسة يجب أن تؤول إلى قيادات دارفور.. لذا أنا أتساءل، ألا يقيّم جبريل هذا الموقف؟ يجب عليه أن لا يكون متأخراً في تقييمه دائماً..

*من وجهة نظرك، ما هو أفضل طريق له؟

أفضل طريق له الحوار والسلام والاتفاق مع الحكومة، لأن كل الخيارات والبدائل الأخرى مأساوية، فهو لن يتمكن من بناء حركته عسكرياً، ويعاني من مشاكل في الجبهة الداخلية، كما أن الداعمين له، لم يعودوا يؤيدونه كالسابق، كل ما في الأمر، أنهم ضدنا فقط، لذا يهيأ إليه أنهم يقفون معه.. حقيقة إن كانوا يدعمونه لنصروه في موقف الرئاسة.. جبريل يواجه أيضاً مشاكل سياسية كثيرة داخل الحركة فهو متهم بالقبلية والعرقية فضلاً عن كثرة الانشقاقات التي تحدث.. هذا تقييمي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *