إنهيار مفاوضات المنطقتين بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية (شمال)
الخرطوم 23 نوفمبر 2015 ـ علقت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى، مفاوضات المنطقتين بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، بعد خمسة أيام من المناقشات، المتعثرة، ولم تبلغ الطرفين بموعد جديد للتفاوض.
وأفاد مصدر موثوق في وفد التفاوض الحكومي (سودان تربيون) أن الخلافات إنصبت على كيفية ايصال المساعدات للمتضررين في المنطقتين، بجانب ما اسماه المصدر الفهم الخاطئ من الحركة الشعبية للحوار الوطني، وتصريحها رسميا بعدم الاعتراف به كانت من ابرز القضايا التي عرقلت التفاهم.
وكان وفد الحكومة السودانية لمفاوضات المنطقتين، اتهم الحركة الشعبية ـ شمال، بممارسة المزايدة والابتزاز السياسي باعلانها عدم الاعتراف بالحوار الوطني، المنعقد حاليا في السودان، ودمغها أيضا بتخييب آمال أهالي المنطقتين التي كانت معقودة على وضع الجولة العاشرة للتفاوض حدا للحرب المتطاولة.
وأثار البيان الذي صدرمن الخرطوم باسم وفد الحكومة المفاوض إرتباكا وسط المفاوضين، الذين تفاجأوا على ما يبدو بصدور البيان حيث كان الاتفاق أن يتم تعميمه عقب الإعلان رسميا عن فشل الجولة وهو ماحدث بعد صدور البيان بساعات.
وكان مساعد الرئيس السوداني، ابراهيم محمود حامد الذي رأس وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، عاد الى الخرطوم يوم الأحد، بعد تعذر الوصول الى تفاهمات مشتركة مع الحركة الشعبية، فيما واصل الجولة بقية الوفد تقدمهم الفريق عماد عدوي ود. حسين حمدي وآخرين، حيث لا زالت الاجتماعات المشتركة متصلة بوجود الوساطة.
وقال البيان الذي اطلعت عليه (سودان تربيون) الإثنين، إن وفد الحكومة جاء إلى هذه الجولة لمناقشة وقف عدائيات، يفضي مباشرةً إلى إقرار وقف إطلاق نار شامل، والتوافق على بقية الترتيبات الإنسانية والأمنية والسياسية وفقاً لما كان تم الاتفاق عليه في الاتفاقية الإطارية التي أقترحتها الوساطة الأفريقية في الجولة السابقة.
وأورد البيان “لكن أبى وفد قطاع الشمال إلا أن يعود مرةً أخرى لممارسة نهجه القديم في التسويف والمماطلة والتنصل عما أتفق عليه من قبل حول ذات البند”.
وأشار الى أن مفاوضي الحركة عمدوا الى ممارسة المزايدة والإبتزاز السياسي، باعلانهم عدم الإلتزام بمنبر الحوار الوطني المنعقد الآن داخل السودان، بينما رحبت به الوساطة وسائر المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة بما في ذلك الأمم المتحدة واعتبرتها عاملاً سياسياً إيجابياً يساعد على تسوية جميع القضايا بما في ذلك الوضع في المنطقتين.
وأفاد البيان “أن قيادة وفد قطاع الشمال، أبت إلا أن تخيب آمال أهالي المنطقتين المعولة على وضع المفاوضات الحالية حدا للحرب”، ووصم الوفد الحركة بالتعنت، وممارسة التسويف بغرض إطالة الصراع خدمةً لأهداف ومصالح شخصية.
ونبه البيان الى أن وقف العدائيات للأغراض الإنسانية الذي يطالب به قطاع الشمال، تم إقراره وتطبيقه بصورة عملية من خلال وقف إطلاق النار الشامل لمدة شهرين الذي أعلنه رئيس الجمهورية وقابل للتجديد.
كما تمثل أيضاً في المبادرة التي أطلقتها حكومة السودان لتحصين الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها الحركة بمشاركة ومباركة وكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمجتمع الدولي، بدون أن يتجاوب الطرف الآخر مع المبادرتين.
وتابع البيان “بل واصل الإعتداء على المواطنين وترويعهم وإنتهاك حقوقهم كما حدث مؤخراً بقصفه لمنطقة دامبا”.
وأوضح أن وفد قطاع الشمال تنصّلَّ عن التزامه بتطبيق الاتفاقية الثلاثية لتوصيل الإغاثة للمدنيين المحتاجين في المنطقتين التي سبق أن وقّع عليها أسوة بحكومة السودان، والتي اعتمدها قرار مجلس المن الدولي رقم 2046 الصادر في مايو 2012.
وأضاف” لذلك، فإنّ الحركة الشعبية ـ شمال هي التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وهذا معلوم لدى جميع الشركاء المعنيين بهذه الاتفاقية”.
وناشد وفد الحكومة المفاوض الوساطة الأفريقية، بإلزام قطاع الشمال بما تم الاتفاق عليه بموجب مسودة الاتفاق الإطاري، وعدم السماح له بالتمادي في المناورات والمزايدات، والتنصل عما إلتزم به بموجب مسودة الاتفاق الإطاري الذي اتفق الطرفان على قرابة الـ90% من بنوده.