البشير يعلن استعداده لوقف إطلاق نار دائم ويوجه بإتاحة الحريات السياسية والإعلامية
الخرطوم 10 أكتوبر 2015 – أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير استعداده، لتطوير المرسوم الجمهوري الأخير بوقف العدائيات لشهرين، إلى وقف إطلاق نار دائم شريطة إبداء الأطراف الأخرى رغبة في السلام، ووجه باتاحة الانشطة السياسية أمام الأحزاب وفتح الباب أمام العمل الإعلامي الحر لخدمة أجندة الحوار الوطني، وكرر دعوته لمعارضيه للانضمام الى طاولة الحوار الوطني، قائلا إن الباب لن يوصد أمام أحد.
وبدأت بالخرطوم السبت، جلسات مؤتمر الحوار الوطني وسط مقاطعة واسعة من الحركات المسلحة الرئيسية في دارفور والحركة الشعبية التي تقاتل الحكومة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلا عن مقاطعة قوى المعارضة بالداخل.
وشهد الملتقى حضور الرئيس التشادي إدريس دبي أتنو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فيما تغيب رئيس آلية الوساطة رفيعة المستوى ثابو مبيكي، كما لم يشهد انطلاق الحوار أي ممثل للإتحاد الأفريقي، كم نادت منصة الاجتماع على رئيس اتحاد البرلمانات العربية لكن تبين أنه غير موجود في القاعة ولم يلبي الدعوة من الأساس.
وتعهد البشير مخاطبا الجلسة الافتتاحية، بأن كل مايتوافق عليه في الحوارسيكون بمثابة الأمر المقضي وأكدأن الحكومة لن تغلق الباب أمام الذين امتنعوا عن المشاركة في الحوار الحالي.
وقال “أولئك الذين لم يأتوا،بعد، فنحن لم ولن نغلق الباب من دونهم، فمهما تباعدت الشقة، واختلفت الآراء، فأبوابنا مفتوحة، وأيدينا مبسوطة،فهم لايزالون من أبناء السودان، الذين نرجو أن لا يسبق عليهم كتاب الانعزال عن الوطن، وإيثار الاقتتال على الحوار والجدال”.
وقال إنه يغتنم السانحة لتكرار رغبته الجادة في العمل على توفير المناخ الملائم لإنجاح الحوار، لافتا الى أنه أصدر مرسومين جمهوريين بوقف إطلاق النار وإيقاف العدائيات، وجرى تنفيذهما على أرض الواقع.
وتابع “ونحن نعلن رغبتنا إذا أظهر الطرف الآخر التزاما صادقا بوقف العدائيات أن نعمل على تمديد هذا الوقف للعدائيات بل أن نمضى به ليكون وقفا دائما لإطلاق النار إن جنح الآخرون للسلم وآبوا إلى ساحة الوطن محاورين وشركاء في صنع المستقبل الأفضل للسودان وأهله”.
وجدد البشير توجيهه لسلطات المختصة في الولايات والمحليات في مختلف أرجاء السودان بتمكين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني من ممارسة نشاطها السياسي السلمي الذي يرفد الحوار ولا ينقضه وذلك بلا تدخل ولا قيد لذلكم النشاط.
ووجه أيضا الأجهزة الإعلامية والمنابر الصحفية بالعمل على تعزيز حرية التعبير بما يمكن المواطنين من المساهمة في إنجاح الحوار الوطني بلا قيد سوى ما يجب ان تلتزم به تلكم الأجهزة والمنابر من أعراف المهنة وآدابها ونصوص القانون وكريم أخلاق السودانيين النبيلة ـ وفق تعبيره ـ.
ونوه الرئيس السوداني الى أنه وجه بإطلاق سراح أي موقوف سياسي لم تثبت عليه بعد التحقيق تهمة جناية في الحق العام أو الخاص، قائلا “إلا من أرتكب جرما يحاسب عليه القانون ففي هذه الحال سيواجه القضاء ومؤسسات العدالة التي يتوجب عليها ان تعلو بسلطان القانون فوق رؤوس الجميع”.
وجدد البشير التأكيد على الاستعداد والالتزام بتمكين الحركات المتمردة حاملة السلاح من المشاركة في الحوار الجامع متى ما قررت المجيء إليه ونتعهد بإعطائها الضمانات المناسبة والكافية للحضور والمشاركة، والعودة متى رأت ذلك.
وأرسل الرئيس السوداني شكره للاتحاد الأفريقي الذي قال أنه ناصر فكرة الحوار، ورحب بها، وعمل على إنجاحها عبر الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو مبيكي.
وأضاف “ومثلما نشكر من حضر من أبناء السودان ونرتقب من لم يحضر فإننا نشكر أشقاءنا في الاتحاد الأفريقي الذين ناصروا فكرة الحوار التي دعونا إليها فرحبوا بها وعملوا على إنجاحها وأخص من بينهم الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي يرأسها فخامة الرئيس ثابو أمبكى ونشكره على جهده وحسن نيته تجاه السودان”.
يشار إلى الاتحاد الأفريقي،اقترح على الحكومة عقد مؤتمر تحضيري، في أديس أبابا بمشاركة قادة الحركات المسلحة وقوى “نداء السودان”، لكن الحكومة رفضت كليا قبول المقترح، برغم تمسك معارضيها بالخطوة، لكن معلومات متطابقة أشارت إلى أن الاستعدادات تجرى حاليا عقد المؤتمر التحضيري وإلحاق الحركات بالحوار الداخلي.
وجدد الرئيس السوداني الدعوة لمن أسماهم المتشككين “والذين قصرت بهم الخطى عن الاستجابة لدعوة الحوار أن يلحقوا بنا”.
وأفاد أن الهدف من الاجتماع هو محاولة صوغ الرؤية المستقبلية للسودان من خلال التداول في موضوعات الحوار الستة، ذات الصلة بالسلام والاقتصاد والهوية والعلاقات الخارجية والحكم والحريات.
ديبي: الرجاء معقود على مؤتمر الحوار السوداني
من جهته أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي ثقته الكاملة في حرص المشاركين بمؤتمر الحوار السوداني، على الاستجابة لنداء الشعب السوداني المتمثل في ضرورة تحقيق السلام والاستقرار والمصالحة الوطنية بين فرقاء الوطن.
ودعا لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني الممانعين الى العدول عن مواقفهم، مشيرا إلى المعاناة التي ظل يواجهها السودانيين جراء الاحتراب والنزاعات.
وأشار الرئيس التشادي الى أن بلاده ظلت تستقبل الكثير من اللاجئين السودانيين بسبب الصراع في دارفور داعيا الى ضرورة وضع حد لهذه المعاناة وقال إنه واثق من أن المؤتمر سيستجيب لطموحات وآمال الشعب السوداني.
وأوضح ديبي أن انعقاد المؤتمر يعد حدثا تاريخيا لأنه جمع بين كافة الفرقاء الوطنيين بمختلف انتماءاتهم السياسية فضلا عن أنه ينعقد داخل السودان وليس خارجه وهو ما يستوجب من الجميع وفق قوله العمل بإخلاص من أجل تحقيق طموحات أهل السودان.
وقال الرئيس التشادي إن المصالحة الوطنية تتطلب التحلي بالصبر والحكمة والمثابرة مبينا أن المجتمع الدولي ينظر الى هذا المؤتمر بعين الرجاء من أجل الوصول الى تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف بمختلف انتماءاتهم.