عذراً يا صديقي .. ربما طاش سهمنا
بقام :د. غازي صلاح الدين العتباني
بذل الرئيس البشير وعودا ضخمة أثناء مخاطبته للأمة في يناير 2014 . عُرف خطابه ذاك بخطاب “الوثبة”. لقد إستخدم الكلمة المستحدثة “وثبة” ليعني بها الإصلاح, التغيير أو التحول.
وعلى الرغم من الغموض الذي شاب الخطاب, وجعله مفتوحاً على تفسيرات عديدة, فقد رحبنا برسالته وقلنا أنها بناءة وتأتي في الوقت المناسب, ولكن ما حدث في العشرين شهراً التالية كان عبارة عن “خيبة أمل”.
لقد سنحت فرصة فريدة في 5 سبتمبر 2014 عندما وقع ممثلون عن أحزاب الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة إتفاقاً في أديس أبابا برعاية الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى, وكانت الكرة في نقطة ضربة الجزاء بإنتظار ركلة المهاجم , ولكن الأخير كانت لديه مآرب أخرى.
بعد مرور عشرون شهراً على الخطاب الملغز, إزداد الوضع سوءاً , ظلت المشاكل الأربعة المحيقة بالوطن : الحرب والإقتصاد والعلاقات الخارجية والإصلاح الدستوري, تراوح مكانها, قررت الحكومة أن تركل حزبها ..
قررت الحكومة المواصلة في أسلوبها المعروف عنها بتبني حوار وطني خاص بها, وكان هدفها هو الإبقاء على ذات القواعد الفكرية والسيطرة على الإجراءات المتعلقة بعملية الحوار.
البلد الآن تتحدث عن “كنانة 2″…في “كنانة 1” إجتمع ما لا يقل عن 600 شخص من مختلف المشارب في منتجع شركة سكر كنانة الفاخر لمناقشة قضية دارفور, لم يهتم احد بإرسال دعوة للحركات المسلحة لحضور المؤتمر, وكانت النتيجة : تجمع مثير للإعجاب وتقرير ختامي شامل, ولكن بعد مرور أيام بسيطة لم يكن هناك شخص يتذكر مخرجات مؤتمر كنانة, دعك من الحركات المسلحة التي كانت حاضرة بغيابها. لقد مثل مؤتمر كنانة نموذجاً تقليدياً للسير في الطريق الخطأ.