الخرطوم تتأسف لموقف واشنطن بمجلس حقوق الإنسان رغم الحوار بين البلدين
الخرطوم 11 سبتمبر 2015 ـ أبدى وزير الخارجية السوداني أسفه على الضغوط التي تمارسها واشنطن على الخرطوم بمجلس حقوق الإنسان رغم الحوار الجاري بين البلدين، وقال إن مسؤولا في البعثة الأميركية بجنيف أبلغ البعثة السودانية بأن لديه تعليمات من واشنطن لحصار السودان بأقصى ما يستطيع.
وأعلن مندوب واشنطن في مجلس حقوق الإنسان خلال جلسة إجرائية هذا الشهر عزم بلاده تقديم مشروع قرار يعيد السودان إلى البند الرابع، ويقضي بتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان، بينما اتهمت منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، الجيش السوداني ومليشيات الحكومة بارتكاب جرائم حرب في مناطق النزاع المسلح.
وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور “مع الأسف رغم الحوار، فإن الولايات المتحدة تتابعنا في ملف حقوق الإنسان، وفي آخر مذكرة من بعثتنا في جنيف، قال لهم مسؤول حقوق الإنسان في البعثة الأميركية، أن لديه تعليمات من واشنطن لحصار السودان بأقصى ما يستطيع.. هذه صراحة نشكرهم عليها، لكن هذا لا يساعد على علاقات طبيعية مع السودان”.
وأكد غندور في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “السودان تجاوز مرحلة أن يملى عليه ما يفعل، وأميركا دولة كبرى ومهمة في العالم، والسودان دولة مهمة في المنطقة ولها تأثيرها.. التعامل معنا يمر عبر علاقات طبيعية، وليس إملاءات في قضايا بعضها داخلي جداً.. الشعب السوداني أدرى وأعرف بشؤونه”.
وأشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة لم تقل يوما ماذا تريد من السودان، موضحا أن البعض في الإدارة الأميركية يتطلع إلى حكومة تأتمر بأمر واشنطن، والبعض الآخر رهينة لضغوط لوبيات ضغط داخلية، أو رهين أفكار لم تتغير منذ ما قبل انفصال الجنوب من خلال معلومات خاطئة كثيرة عن السودان طبعت في ذاكرتهم ولا يتزحزحون عنها.
وأضاف أن الطريقة لتغيير هذه القناعات هي الحوار، وزاد “نواجه ضغوط الحصار الجائر، ولا نستطيع أن نقول لسنا في عجلة من أمرنا، لكن هذه الأمور لن تعالج بالاستعجال.. نحن سنستمر في الحوار ولكن لن نقبل إلا بعلاقات طبيعية دون تدخل في شئوننا الداخلية”.
وزار المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، الخرطوم، خلال أغسطس الماضي، وبحث مع مسؤولي الحكومة القضايا العالقة لكن المباحثات أحيطت بسياج محكم من السرية.
وأفاد غندور أن “السودان لم يترك الغرب، لكنه اتجه شرقاً، بسبب الحصار الجائر عليه، ووجد في الشرق كل السند والدعم والمؤازرة”.
وأوضح أن الخرطوم ستمضي في علاقاتها مع الشرق بعد المؤازرة التي حظيت بها بصورة أقوى، على ان تظل أبوابها مفتوحة للتعاون مع الغرب، “إن أراد بدون إملاءات وشروط.. نريد صداقة من أجل فوز مشترك وليس هيمنة أو إعادة استعمار”.
وأكد أن علاقة السودان مع الصين متينة، لأنه وجد فيها شريكاً صادقاً، وذكر أنه يتطلع إلى علاقات قوية مع روسيا حيث يجمع بين البلدين مشتركات كثيرة ورؤية مشتركة لمجمل السياسة الدولية.
ونبه إلى أن زيارته إلى موسكو بالتالي، تكتسب أهميتها من أنها زيارة لدولة مهمة جداً في الأجندة الخارجية السودانية، باعتبار أن روسيا واحدة من أهم دول العالم الآن، ذات التأثير السياسي والاقتصادي العالمي.
وتابع “هذه الزيارة تؤدي إلى مزيد من التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، وتمتين العلاقات الاقتصادية بين السودان وروسيا، والاستفادة من امكانيات روسيا في مجالات كثيرة، وأيضاً تبادل المنافع من خلال امكانيات السودان الاستثمارية الكبيرة”.