بيان من أحد معتقلي حركة “الاصلاح الآن”
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ” هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ، ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ،ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظلمين،وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكفرين،ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين امنوا منكم ويعلم الصابرين”
بداية احمد الله ان فك اسرنا واشكر الجميع على تعاطفهم معنا وهي عادة السودانيون الاصلاء .. ادركت اخيرا تلك العليقة القوية بين السودان والقيم السمحة .ادركت لماذانشعرجميعا بالحنين لهذا البلد .. انه التعاطف الطبيعي بين اهله والمروءة الاصيله في نفوسهم .
اشكر اسرتي لتحملهم تصرفاتي رغم اعتبارهم لها حماقات ويحترمونها فقط لانها قناعاتي .
اشكر اصدقائي وجيراني ومعارفي
اشكر حركة الإصلاح الآن … وقيادتها .
اشكر اخواني في الحركة الإسلامية .. ذلك المد الجارف من الحب والاخاء ذلك البحر الممتد من الوفاء .. اشكر كل من ساندني بتعليق او منشور او رساله او كلمة .. اشكر كل من اتصل وسأل وحاول الاطمئنان .
تعرضت للضرب والسحل و التنكيل والاساءه والاهانة وسب الاهل والعقيدة ومحاولة النيل من عزيمتي وروحي وهم لايعلمون ان النفس الكريمة ارقى من ان ينال منها الوضعاء.. فكرت في الانتقام من الذين فعلوا ذلك ولكنني لمت نفسي وتراجعت فالانتقام ليس سمة الرساليين …
لم اكن مؤمنا بشئ افعله كما انا مؤمن بما افعل الان وراض بكل الذي حدث معي فهو امر الله وقضاؤه.
حبي الاخلص لاخواني المجاهدين هؤلاء الاطهار صحابة القرن العشرين ممتن لكم كما المديون لم اطالب باسقاط النظام ولم انادي بالتدخل الاجنبي ولم انشد الفوضى انما حدثت الناس عن الفساد ونشرت قدرا من الوعي وحدثتهم عن حقوقهم .. ولكن ارباب الفساد اغاظهم الامر واستخدموا صلاحياتهم محاولين ارهابنا وكبتنا وقمعنا .
اقولها مدويه ليس الجميع فاسد وليس كلهم مرتزق بل ان غالبهم طاهر ولكنه مغلوب على امره .
متأكد انني ان دعوت لاسقاط النظام ما كان قد حدث معي ربع الذي حدث ولكني هاجمت وكر الدبابير ولا اقوى ولا اكثر نفوذا في بلادنا من المفسدين فقد امسكوا بمقاليد الامور .
ادعو جميع المجاهدين والخلص من ابناء الحركة الاسلامية الى نفض يدهم من الفساد والوقوف بعيدا من ذلك المستنقع النتن .
اتركوا المفسدين لوحدهم ليتمرغوا في وحل الضلال مع مدمني السلطة .
ادعو الاجهزة الامنية والشرطية والجيش ان يعيدوا التفكير الف مرة قبل ان يساندوا الباطل فالتاريخ سيذكركم ويوم الحساب ينتظركم،واقول لهم اننا امل هذا البلد ومستقبله اقول لهم اننا ابناؤكم واخوانكم وان الفساد والظلم هو عدونا المشترم فلا تعينوه علينا .. اننا لانريد اسقاط نظام او اثارة فوضى او نسف استقرار بل اننا نريد اسقاط الظلم والفساد والاستبداد وكل الادواء التي استفحلت وان كان الطريق الي ذلك اسقاطه وادعو جميع الشباب لتوعية الناس فالوعي هو الشيفرة الاجدى التي ستفتح كل مغاليق التغيير فنحن الشباب امامنا الفرصة الاكبر لتجاوز مشكلات الماضي ومراراته اكثر من الاجيال السابقة لاننا لم نكن جزءا من تلك الادواء بل اكتوينا بنارها، ولو اردنا ان نرتقي بامتنا وننشد رفاهها لايكفي ان نسقط نظاما او نثور علي سلطة سياسية فاسدة مستبدة انما وجب علينا ان نثور علي ادواء مجتمعنا وكل مقعدات النهوض. وايانا والياس رغم الالم فان نالم لحالنا ونستحي من مكانتنا بين الامم هو العتبة الاولى في سلم النهوض..وقريبا ساقدم اطروحة لمشروع نهضوي فكري ارجو ان تخضع لنقاشاتنا مع بعضنا البعض حتى نساهم جميعا في الخروج من حال والوهن والضعف الذي نحن فيه .اما الحكومة فاقول لها ان السلوك المراهق الذي تنتهجه لن يحل مشكلاتها ولن يرفعها من سقطاتها ولن ينتشل الوطن من وهدته.ونحن لن نسكت عن الفساد وسوء الادارة وتبديد الاموال وتخريب صورتنا عند العلمين.
شكري وامتناني لزملاءالدراسة بالانفال والنموذجية وجامعة السودان،شكري لاخواني المجاهدين في البرق الخاطف وكل الكتائب الخاصة شكري لاخواني في السائحون شكري للاخوان المسلمين وحزب المؤتمر السوداني وتقديري للبيانات التي اصدروها والمؤتمر الشعبي وكل الاحزاب التي ادانت وشجبت وحاولت الاطمئنان،شكري لمنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان،شكري لكل وسائل الاعلام التي اولت الامر اهتماما في الداخل اشكر الوكالة الفرنسية والسويدية والسويسرية ولبنان الان ولايف ذا نيوز ويارزا والشرق الاوسط والعربية والحرة والمدائن واليوم السابع المصرية والجزيرة نت وسودان تريبيون والجزيرة الاخبارية وكل من سقطوا مني سهوا،شكري لكل المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن قضيتي واخوتي.
الى امي : اماه لاتشعريهم انهم غلبوا .. اماه لاتسمعيهم منك اواه انا شمخنا على الطاغوت في شمم .. نحن الرجال وهم يا ام اشباه. وختاما فاني ماض في قضيتي ولن احيد.
م.سامي عبد الوهاب الامين