Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

مــا هــانت َزلَابيَة الإتحـــاديين ….. !!!

بقلم : محمد عصمت يحي المبشر

بريد إلكتروني: [email protected]

دائما ً ما نَتَباهَي نحن الإتحاديون بأننا أبناء وحَفَدَة لمؤسسةٍ وطنيةٍ ديموقراطية نشأت فى أحضان مؤتمر الخريجين تستلهم تاريخ ونضالات الأمة السودانية، كما نجتر عادةً وبإصرار سِيًر قيادتنا لمعارك التحرر الوطنى ضد الإستعمار والأنظمة الإستبدادية بغرض تأكيد بُنُوَتِنا وإنتمائِنا وإرتباطنا العضوى الكامل بالوطن وطموحاته، لا يقف أمرنا عند هذا الحد، بل يتمدد كيما يُعبر ولوحده عن الشخصية السودانية التى تبلورت عبرالسنين والأحداث وكممثل أصيل لوسطيتها وإعتدالها تاركاً النيابة والوكالة لغيره من الأحزاب والقوي السياسية والإجتماعية الأخري دون أن نتَحسًب لعوامل وعناصر التغيير الحتمية ومُترَتبَاتها اللازمة من آثار التَغُير التي تطال بالضرورة المجتمعات.

ما تقدم في صدر هذا المقال من مُتَشًدقَات لنا كإتحاديين ربما لا ينتطح فيه عَنْزان إذا نَظَر إليه البعض من نَفَاج التاريخ ولكن يظل الحاضر الماثل أمامنا هو إحدي قِطعتي (بيكيني) لِبَاس البحر لفتيات السواحل دعك من المستقبل ومآلاته والذي لا نعلم إن كنا سنخوض بحره بالقطعة الأخري أو بدونها وهذا هو المُخِيف إن لم نتدارك أمره دونما قداسة لإسم الكيان أو لرموزه أو للفكرة التي تَبًناها لأكثر من سبع عقود من الزمان، تعملق في بعضها الأول حينما كان مؤسسة ٍ حزبية ٍ إتحاديةِ الهوى، ديموقراطية البنيان قاعدةً وقمة، وسطية الملامح والقسمات، مُبًرأة من أى تأثيرات طائفية أو قبلية، جهوية كانت أم آيديولوجية.. ثم تَقًزم في بعضها الثاني الذي شاءت إرادة المولي جلا وعلا أن نكون جميعاً من شُركَائِها وشُهدَائِها ونحن نَقضِي علي أجمل وأنضر سنوات العمر، جابهنا في أعوامها ما جابهنا من أهوال ومؤامرات العُتاة الكبار من اليُونيويين وحتي من الإتحاديين وأشباههم في هذا الزمان الأغبر حتي لا نشق الـُطرق ونُعبٍد المسالك، ليس لمناهضة مشروع جماعة الإسلام السياسي فقط بل لخلق فكرة ومشروع يمكن أن يتحلق حوله الإتحاديون،، شهدنا خلالها ما شهدنا من تَنصُل القيادات الحالية وتَحلُلِها من إلتزامات تاريخية موروثة لأي سياسات وممارسات تتناقض ومبدأ الحرية الذي يمثل العَضد الفقري للفكرة الإتحادية، ورأينا ما رأينا من روابط مُريبة بين مصالح البعض منا ومصالح مشروع النظام الشمولي أدت لإرتهان إرادة حزبنا لصالح خصومه والدوران في فَلكِه والعَيْش في ظله السياسي، فغاب الكيان بغياب أدعياء قيادته ممن يعلم الجميع مقادير عطائهم المحدود في كل الساحات السياسية والإجتماعية والإعلامية رغم جسامة الأحداث التي شهدتها بلادنا والتَغيُرات التي طالت المنطقة من حولنا، فتعثر العطاء الحزبي تبعاً لتصدع البنيان إلا قليل من تجليات هنا وإشراقات هناك ضاعت بين رُكام المصالح وزِحام الإنكسار الذي ضرب الكيان.

لقد تسامع كثير من الإتحاديين بمُبررات ومُسوغات أولئك المُرْتَمين في أحضان مشروع جماعة الإسلام السياسي من شاكلة أن هنالك مُهدِدات ومخاطر آخذة بتلابيب الوطن أو عن وجوبية تقديم الخدمات الضرورية للمواطن، بل هنالك من الإتحاديين من يتجرأ علي الباطل بوجه منزوع الحياء فيحدثك عن أهمية خلخلة النظام من الداخل وخطل أشقائهم من المعارضين وجهلهم بحقائق الواقع الذي يتمنون إستدامته ما دام يَنفُخ أوداجهم بهواء السلطة المَسلوبة ويملأ أكراشهم بعوائد ثروتنا المنهوبة..

إذا ما عدنا في صدر هذه المَقالة لمحطة التبَاهِي بالدور التاريخي الذي إضطلع به حزبنا في قيادة الحركة الوطنية السودانية عبر مراحل تَخَلُقها وحِقَب تَطوِرها حتى تُوجت نضالاتها بالإنعتاق والتحرر من رِبقة المستعمر وإعلان الإستقلال الأكرم لبلادنا والسيادة المطلقة لشعبنا على كامل ترابه فى منتصف القرن الماضى ثم أخضعناه لظرفي الزمان والمكان سنجد أمامنا وبكل أسيً حُطاما ً وواقعاً مأساوياً يجعل من هذه اليقينيات التاريخية موضُوعاً للرِيًب والشُكوك ليس من غُرمائِها وخُصمائِها السياسيين فقط بل حتي من أبنائها وبناتها الذي تَربُوا ونَشأوا في أحضانها الفكرية والبرامجية .

وأخيرا ً يبقي السؤال الواجب إجابته من باب الوفاء للفكرة والكيان والمشروع عن مدي إستطاعتنا في إستعادة ملامح وقسمات حزبنا المشهودة عنه وفق رواية التاريخ أولاً، وأخيرا ً كيما نجابه بها قضايا الحاضر بكل تعقيداتها وفي ذات الوقت نصارع بها تحديات المستقبل بكل إحتمالاته، قد لا نختلف علي ضرورة قيام مؤسسة حزبية إتحادية الهوى كما ذكرنا آنفاً، ديموقراطية البنيان قاعدة وقمة، وسطية الملامح والقسمات، مبرأة من أى تأثيرات أسرية أو طائفية أو قبلية، جهوية كانت أم آيديولوجية، ولكن كل هذا قد لا يكفي إن لم يمتليء ماعون مؤسستنا هذه برؤية واضحة الملامح ورسالة مُحددة المعالم، وقِيًم جوهرية نحقق بها رؤيتنا ورسالتنا وتعيننا علي النهوض بمسؤولياتنا الوطنية والحزبية،، بالله التوفيق وبالوطن نحيا وعلي الفكرة والكيان نموت …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *