الأحزاب الاتحـــــادية المعـــارضة وقيــم الوطنيــة لاسقــاط النظـــام
الوليد بكري خرسهن
جاءت مبادرة وميلاد منظومة عمل الأحزاب الاتحاية المعارضة من شباب اتحادي دفعوا بها للفصائل والأحزاب الاتحادية .. طبقاً لاشتراط واحد موقف واضح ومعلن، العمل من أجل اسقاط النظام … واتفق الجميع لاسيما شباب وقطاعات الأحزاب الاتحادية على العمل بجد وعزم والتزاماً قاطعاً لا لبس فيه ولا جدال … كما تعاهدوا بأن يجعلوا مرحلة الفرقة والمعارك التنظيمية خلف ظهورهم … وارتفعت وتيرة القناعات بأن أمل البلاد مرتبط بقوة الخارطة والعمل السياسي للاتحاديين … وبعد اجماع واتفاق وترتيب الخيارات شرعت الأحزاب الاتحادية المعارضة بقيادة الشباب بالخروج للميادين، وكانت ندوة الجريف شرق وشمبات والتي حضرها وشارك فيها عشرات الآلاف .. وتم التأكيد بأننا نحن الاتحاديين مع خيار الشارع السوداني وثورته المنتظرة … كما تم وضع حد للصورة الذهنية للحال والمآل الذي ساد فيه عدم الرضى والقبول من قبل الجماهير الاتحادية الصامدة .. والتي كانت تصدح بالحق بأن المسار السياسي دون الطموح وبه تفريط في المبادئ والفكر والتاريخ الناصع والمستقبل المنتظر .. ما أدى إلى احباط البعض وهم يرون البلاد وحياة المواطن السوداني على حافة الهاوية … بينما الإسلام السياسي يتصدر المشهد حكماً ومعارضاً ( الإصلاح الآن المؤتمر الشعبي ومنبر السلام …) عبر سيناريو مفضوح لاستمرار حكم الإنقاذ والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين … بالإضافة أن الاتحاديين يدركون جيداً أن المؤتمر الوطني يعمل على عدم توفر العدة والعتاد للثورة الشعبية عبر خطط تجزئة الحلول واستراتيجية الحوار وتوقيع الاتفاقيات، ومن ثم الدفع بها إلى مقصلة نقض العهود والمواثيق وهذا نهج أصبح ثابتاً فهو يقتات منه لإطالة أمده في الحكم … كما يدفع ببعض القيادات السياسية إلى سوق البيع والشراء، ومما سهل عليه الأمر في هذا الجانب أولئك الذين لهم سجل فاسد وآخرون يمتهنون البزنس السياسي …
لهذا نحن في الأحزاب الاتحادية المعارضة والتي جوهر ومرتكز عملها الشباب وقبلهم الجماهير والقواعد الاتحادية، لن يكون مسموحاً أو متاحاً بأن يصبح لديهم المسار والموقف في منزلة المقاول السياسي أو المحلل الشرعي لرغبات وأهداف النظام أو باباً لمصالح الدول والوسطاء أو طريقاً للمنافع الشخصية .
لذلك الخط المبدئي من الحوار ثابت وقاطع، ولن يكون مقبولاً بأن يجرب المجرب .. فالحصاد مر وسراب خداع لكل حوار طرفه المؤتمر الوطني، ودوننا كل حوار قبل به أو دعى إليه، ودوننا كل اتفاق وقَّع عليه … لهذا أبوابنا مغلقة، ولن يتزحزح هذا الموقف … فحوارنا مع الشارع السوداني واتفاقنا على ثورته …
وحتى لا نطيل …وطالما الحديث المتنطع والممعن في الغباء السياسي بأن هنالك وسطاء ودعم إقليمي وعالمي .. علينا وبميزان يتتطابق مع قيم الوطنية، مطالعة وبدقة ما قاله وكشف عنه الأستاذ محمد حسنين هيكل إبان حكم الأخوان المسلمين لمصر ومصدره وثائق بين يدية ( … عقد مؤتمر ستراسبورج قبل سنوات وفيه حدد حلف الناتو مهامه على أن يكون الإسلام السياسي حويةً للخطر … وتم تكوين لجنة العقلاء الـ12 وكان القرار بأن أفضل طريق لتحقيق الأهداف يكون باستغلال الإسلام السياسي المنظم … وتم الاتفاق على انفاذ ثلاث خطط أطلق عليها ( الباب المفتوح .. بيع الحرب .. طي البساط ) ويجري التنفيذ عبر آليات الحلف الذي تعد تركيا أحد دوله وإسرائيل شريك صامت …) انتهى حديث الوثايق لهيكل …وبالتالي علينا أن نستدعى ما حدث لبلادنا …ويحدث الآن .. هذا بجانب ما يجري في الصومال أفغانستان، العراق، سوريا، ليبيا ،مصر وبعض الدول الأفريقية … القاسم المشترك نجده الإسلام السياسي المنظم .
ووقفاً لهذا موقفنا لن يتغيَّر بأن لا حوار مع النظام ولا قبول بما يقبل به الآخرون… فالأحزاب الاتحادية المعارضة تعمل وتتخذ المواقف طبقاً لقيم الوطنية ومصالح بلادنا وشعبنا، وإن كان ومن آخر لهذا المقال .. أن تركيبة وخارطة الأحزاب الاتحادية المعارضة تتطابق مع تطاعات جماهير شعبنا … وبالتالي يصبح الخروج عن وحدة الجهد والعمل المعارض من أي شخص كان … يسقط ورقة التوت عن مرسال الأعداء … كما أن المساس بالموقف الرافض للحوار مع النظام هو شروعاً في الاعتداء على مستقبل بلادنا وهذا ما سوف يتصدى له كل الأشقاء بقوة أكبر وتضحيات متعاظمة.