مسؤولة ألمانية تبحث بالخرطوم عملية الحوار الوطني وإعلان استئنافه بعد شهر
الخرطوم 16 يونيو 2015 ـ اتفقت مسؤولة رفيعة في الخارجية الألمانية مع قادة الحكومة السودانية بالخرطوم، الثلاثاء، على بحث عملية الحوار الوطني، عبر جلسات ونقاشات تفصيلية بين الأجهزة المختصة بالبلدين، وأبلغت قيادات الحكومة المسؤولة باستئناف الحوار بعد أكثر من شهر.
ودخلت ألمانيا على خط الحوار الوطني في أواخر فبراير الماضي، عندما كلفت الحكومة الألمانية منظمتي “بيرقهوف فاونديشن” و”استفتنق وزنشافت أوند بوليتيك”، بدعوة قوى المعارضة لورشة لدعم وساطة السلام بالسودان، ووُقع خلالها “إعلان برلين” من قبل الجبهة الثورية، وحزب الأمة القومي، وتحالف قوى الإجماع الوطني، ومنظمات مجتمع مدني.
ووصلت الخرطوم، ليل الإثنين، رئيسة قسم شعبة أفريقيا والقرن الأفريقي بالخارجية الألمانية، السفيرة ماريانا شوغراف، حيث دخلت مباشرة، الثلاثاء، في اجتماعات مع النائب الأول للرئيس الفريق أول بكري حسن صالح ووزير الخارجية إبراهيم غندور.
وتستمر زيارة المسؤولة الألمانية لمدة ثلاثة أيام تبحث خلالها مع عدد من المسؤولين السودانيين مجالات التعاون بين السودان وألمانيا وقضايا الحوار الوطني وموضوع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
ونقلت ماريانا في مستهل لقائها غندور تهنئة وزير الخارجية الألماني لنظيره السوداني لتوليه منصب وزير الخارجية.
وأكّد غندور لماريانا أن الحوار سيُستأنف بعد انقضاء شهر رمضان، بجميع الأطراف الملتزمة بالحوار كحل للقضايا الخلافية، وقال إن الحكومة على استعداد لتقديم الضمانات الكافية لحضور المعارضين والذين يرغبون في الانضمام لركب السلام.
وكان وفدا رفيعا من وزارة الخارجية الألمانية ابتدر بالخرطوم، في الثاني من مارس الماضي، مشاورات مع مسؤولي الحكومة السودانية حول “إعلان برلين”.
ونقل الوزير للمسؤولة الألمانية كيف أنه التقى في جوهانسبيرج، الأحد الماضي، الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق ثابيو أمبيكي، وتحدث معه عن الأوضاع في جنوب السودان ودور الخرطوم في استقرار البلد الوليد وتسوية مشاكله.
وبشأن الهجرة غير الشرعية، ذكرت ماريانا أنها ستفتح هذا الموضوع مع الجهات المختصة في الحكومة السودانية انطلاقاً من استضافة السودان لمؤتمر مهم عن الهجرة غير الشرعية يمكن البناء عليه مستقبلاً.
وتطرق اللقاء بين الوزير والمسؤولة الألمانية للتطورات في الإقليم، خاصة في ليبيا وما يمكن فعله لإعادة الأمن والاستقرار هناك.
من جهته أكد النائب الأول للرئيس الفريق أول بكري حسن صالح ترحيب السودان برغبة ألمانيا في دعم مسيرة الحوار الوطني عبر سعيها لإقناع المعارضة والحركات المسلحة بالانضمام للحوار الوطني الجاري.
واتفق السودان وألمانيا خلال لقاء صالح بمكتبه بالقصر الجمهوري، الثلاثاء، ماريان شوغراف، على مواصلة بحث الموضوعات المتصلة بالحوار الوطني عبر جلسات ونقاشات تفصيلية بين الأجهزة المختصة في البلدين.
وأطلقت الرئيس عمر البشير مبادرة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن العملية تعرضت لإنتكاسة بإنسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة الحركات المسلحة وقوى اليسار إبتداءا، فضلا عن إنسحاب 16 حزبا على رأسها حركة “الإصلاح الآن”، ومنبر السلام العادل، لاحقا.
وتناول اللقاء الذي يأتي في إطار الحوار بين السودان وألمانيا، العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها خاصة في مجال الاستثمار والاستفادة من موارد السودان لمصلحة البلدين والشعبين، وحث الشركات الألمانية على الاستثمار في السودان المرحلة المقبلة.
لجان سودانية ألمانية لمكافحة الهجرة غير الشرعية
وأوصى لقاء جمع وزير الداخلية السوداني، الفريق عصمت عبد الرحمن، بمسؤولة الهجرة بالقرن الأفريقي بالسفارة الألمانية، ماريانا شوغراف، بتشكيل لجان مشتركة لوضع استراتيجية موحدة لتنظيم إدارة الهجرة غير الشرعية، ومراقبة الحدود وإدارة معسكرات اللجوء.
والتقى الوزير، الثلاثاء، ماريانا بحضور مدير الإدارة الأوروبية بالخارجية، يوسف الكردفاني، ومعتمد اللاجئين، حمد الجزولي.
وقال رئيس هيئة الجوازات والسجل المدني، عوض النيل ضحية، إن اللقاء جاء في إطار بحث التعاون القائم بين السودان وألمانيا، فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وجوانبها التنظيمية.
وأكد أن اللقاء كان مثمراً وأوصى بتشكيل لجان مشتركة تباشر أعمالها واجتماعاتها، لوضع استراتيجية موحدة لتنظيم إدارة الهجرة غير الشرعية ومراقبة الحدود وإدارة معسكرات اللجوء، للقضاء على هذه الظواهر والحد منها.
وأشار ضحية أن لقاء وزير الداخلية بماريانا اطلع على مخرجات مؤتمر الاتجار بالبشر، الذي انعقد بالخرطوم في أكتوبر الماضي وأعقبه مؤتمر روما بإيطاليا، الذي عمل على تأسيس مبادئ الشراكة الأوروبية الأفريقية في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية وظاهرة الاتجار بالبشر.