لجنة تقصي حكومية تغادر دون التحقيق مع كافة اطراف نزاع المعاليا والرزيقات

الضعين 2 يونيو 2015- غادرت لجنة التحقيق التي شكلها وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة للتقصي حول المواجهات العنيفة التي وقعت بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا منتصف شهر مايو الماضي بعد التحقيق مع بعض مسؤولي الأجهزة الرسمية والأمنية بمحلية الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، لكن شباب الرزيقات منعوها من التقصي مع قياداتهم الأهلية.

وأجرت اللجنة تحقيقات مكثفة بمحلية “ابو كارنكا” مع رموز الادارة الأهلية التابعة لقبيلة المعاليا بعد رفض منسوبو الرزيقات التعاون معها ومنعها من التحقيق مع قياداتهم الأهلية.

وقال رئيس هيئة الشوري قبيلة المعاليا الشيخ مُردس جمعة لـ”سودان تربيون” ان لجنة التحقيق أجرت تحقيقات واسعة مع عدد من عمد وأعيان المعاليا بالاضافة الى مسؤولي الاجهزة الامنية بمحلية ابوكارنكا موضحا ان الادارة الأهلية لقبيلته سمحت للجنة التحقيق بكافة الإجراءات التي تمكنها من مباشرة مهامها بهدف الوصول الي النتائج التي شكلت من أجلها.

في المقابل أكد عمدة الرزيقات محمد الحاج مرانو لـ”سودان تربيون” ان اللجنة لم تتحقق مع زعماء الادارة الأهلية لقبيلة الرزيقات بسبب الاحتجاجات التي نفذها شباب قبيلة الرزيقات بعد وصول لجنة التحقيق مدينة الضعين لمباشرة التحقيق مع مسؤولي الإدارة الأهلية للرزيقات.

وأوضح ان اللجنة أجرت فقط تحقيقات مع الأجهزة الرسمية والأمنية بالضعين مشيرا الى ان الرزيقات لن تعترف بأي نتيجة تتمخض عن اللجنة الحكومية ما لم تشكل لجنة للتحقيق في كل المواجهات السابقة.

وقال مرانو “من الضرورة بمكان ان تعود العلاقات الأزلية بين الرزيقات والمعاليا كما سبق والحوار هو الوسيلة الأجدى في الوصول الى حل يرضي الطرفين”.

وشدد على ان البندقية لم تعد وسيلة للوصول الى حل سلمي بين الأطراف داعيا الى أهمية وقف التراشق الإعلامي وحث على أهمية الدفع بتعزيزات عسكرية في كافة محليات الولاية التسع لوضع حد لأي إنفلات أمني يؤدي الى تجدد الصدام القبلي.

وكانت لجنة التحقيق التي كونتها وزارة العدل وصلت الي مدينة الضعين الاسبوع الماضي لفتح محضر التحقيقات حول الأحداث القبلية بين الرزيقات والمعاليا إلا ان شباب من قبيلة الرزيقات قابلوا اللجنة بتظاهرة ترفض التحقيق مع القيادات الأهلية وطالبوا اللجنة بمغادرة مدينة الضعين خلال 24 ساعة مهددين باتخاذ خيارات أخرى.

وتعيش قبيلتا الرزيقات والمعاليا في احتراب مستمر دائماً ما يخلف فظائع إنسانية بين الأطراف منذ اكثر من اربعة عقود.

وفشلت مؤتمرات الصلح بين طرفي الصراع لعدة مرات كان آخرها في مارس الماضي حيث عقد مؤتمر “مروي” للصلح بين القبيلتين برعاية مباشرة من النائب الاول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح.