البشير يؤدي القسم رئيسا ويعلن اكتشاف احتياطيات ضخمة للذهب وهيئة لمحاربة الفساد
الخرطوم 2 يونيو 2015 ـ أدى الرئيس السوداني عمر البشير، الثلاثاء، اليمين الدستورية، أمام الهيئة التشريعية، رئيسا لخمس سنوات أخرى تحيل عهده إلى ثلاثة عقود كاملة، وبشر باكتشاف 8 ألاف طن من احتياطيات الذهب بقيمة 330 مليار دولار وأعلن تشكيل هيئة للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحيات واسعة تتبع لرئيس الجمهورية مباشرة.
وجرت مراسم تنصيب البشير في مقر البرلمان السوداني بأمدرمان وسط أجواء احتفالية شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس التشادي إدريس ديبي، رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ميريام ديسالين، رئيس زيمبابوي، رئيس الاتحاد الأفريقي روبرت موقابي، رئيس كينيا أوهورو كينياتا، رئيس جيبوتي إسماعيل قيلي، رئيس الصومال حسن شيخ محمود.
وأكد البشير في خطاب عقب أدائه القسم أن الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي سينطلق قريبا بعد أن اكتملت ترتيباته وحددت آلياته، وجدد العفو عن حملة السلاح الراغبين بصدق في العودة والمشاركة في الحوار، مشيرا إلى أن الأبواب لن تكون موصدة أمام القوى المعارضة والحركات المسلحة.
ووعد بفتح صفحة جديدة من الوفاق الوطني والسلام والحفاظ على وحدة البلاد شعبا وأرضا ونبذ الجهويات والحروب، وألا يألو جهدا في حقن الدماء وإحلال السلام في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وتعهد الرئيس بأن تشهد السنوات الخمس القادمة اتصال مسيرة الإصلاح والحكم الرشيد واقرار العدالة الاجتماعية وإعلاء قيم الشفافية والمحاسبة، ومراعاة الكفأة في كل تكليف وتبني إجراءات حاسمة ضد الفساد، معلنا عن تشكيل هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحات واسعة وتتبع له بشكل مباشر.
وقال البشير إن السنوات المقبلة ستكون للهناء والرخاء والأمن والسلام، وأفاد أن المكتشف من معدن الذهب وفقا للتخريط الجيولوجي حتى الآن بلغ 8 ألاف طن بقية 330 مليار دولار، ستسخر للرخاء الإقتصادي.
وقطع بأن معاش الناس سيكون أولى أولويات حكمه في المرحلة القادمة، ممتدحا صبر السودانيين على الضوائق المعيشية، وزاد “نؤكد عزمنا على الاستقرار الاقتصادي وتحقيق الطفرة الإقتصادية لتسهيل معاش الناس وتوفير فرص العمل”.
وأشار إلى أن الزراعة ستكون قاطرة الإقتصاد السوداني عبر الشراكات مع الدول العربية تحقيقا للأمن الغذائي العربي ومحاربة للفقر والبطالة في البلاد.
وأوضح أن علاقات الخرطوم الخارجية شهدت الفترة الأخيرة انفتاحا لافتا، والتزم بالسعي لإكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات معها إلى سابق عهدها.
ووعد البشير بأن يكون رئيسا لكل السودانيين، قائلا: “لا فرق بين من صوت لنا ومن لم يصوت، وبين من شارك في الانتخابات ومن قاطع، فهذا حق مكفول للجميع”، وأوضح أن العملية الانتخابية التي أسفرت عن فوزه جرت في أجواء من النزاهة بشهادة المراقبين متعهدا بالوفاء بمستحقات الثقة الغالية التي منحها له السودانيون.
وعاهد الرئيس أعضاء الهيئة التشريعية بتعزيز تطبيق الشريعة الإسلامية، “لأنها إرضاء لرب العالمين وتحقيق لرغبة شعبنا ووفاء لشهداء الأمة الذي ضحوا بدمائهم”، وطالب النواب بأن يعينوه في معالجة أوجه القصور والعجز ومكافحة الفساد ودعم مسيرة الإصلاح.
وأكد أن الأيام القادمة ستشهد تشكيل الحكومة الجديدة، ودعا لمؤتمر جامع لولايات السودان لتقييم تجربة الحكم الفيدرالي.
وفي إحتفال جماهيري مساء الثلاثاء، جدد البشير التعهد بالعمل على توفير الامن والسلام خلال فترة حكمه الجديدة الممتدة لخمس سنوات، ووعد بأن يكون “خادما للشعب” مجتهدا لتحقيق العيش الكريم.
وقال أن ما طرحه في برنامجه الانتخابيلم يكن وعوداً لجمع الأصوات وإنما برامج لوضع السودان في المكان اللائق به ،مؤكدا العزم على تطبيقها في الواقع، وشدد على ان المرحلة المقبلة ستجعل القوي ضعيفاً لاخذ الحقوق، وأعتبر الرئاسة مسؤولية وامانة.
وأضاف “سأجتهد لأكون عند حسن ظنكم وسأكون خادمكم المطيع بإذن الله و سأكون رئيساً لكل أهل السودان من صوّت منهم في الانتخابات ومن لم يصوّت”.
وكرر الرئيس السوداني دعوته للقوى السياسي والحركات المسلحة للانضمام الى مسيرة السلام، وقال أنه سيعمل لجمع أهل السودان وتوحيد كلمتهم “الا من ابى.”
وتابع “نريد تجاوز خلافات الماضي والعصبيات والجهويات”
ولفت الى إن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة ، تركز على خدمة المواطن وتحقيق العيش الكريم له ، وقال ان الحكومة الأول همها الاول هو تحقيق السلام والأمن والاستقرار ،مشيرا الي العمل لمعالجة الاقتصاد والخروج به من حاله الراهن .