جبريل ابراهيم: اجتماع قريب لقوى “نداء السودان” لوضع استراتيجية مشتركة
باريس في 26 مايو 2015 – أعلن زعيم حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم عن عزم قوى “نداء السودان” المعارضة عقد اجتماع في الاسابيع المقبلة لوضع إستراتيجية عمل مشترك مشددا على أن عدم جدية الحكومة في الحوار تشكل العقبة الأساسية أمام الحل السلمي.
وقطع القيادي في الجبهة السودانية الثورية بأن فرص السلام تعطلت بعد رفض الخرطوم المشاركة في الاجتماع التحضيري للحوار الوطني الذي دعت له الآلية الافريقية الرفيعة في نهاية مارس الماضي وان هذا الرفض عزز الشعور بعدم جدية الحكومة نحو الحل السلمي.
وقال جبريل لـ “سودان تربيون” إن “قوى (نداء السودان) ستعقد اجتماع في غضون الأسبوعين القادمين وموضوعه الأساسي سيكون تحديد الخطوة القادمة” وشدد على هذا اللقاء سيحدد “الطريقة الجديدة للتعامل مع الحوار وكيفية شكلها، بجانب وحدة المعارضة وهيكلتها بطريقة مرتبة وبرنامج محدد وآليات محددة”.
وأضاف “نحن نأمل ان يتم الاجتماع في خلال الأسبوعين القادمين، وقد يعقد في 11 – 12 يونيو المقبل في أحد العواصم الأوروبية”.
وكان كل من زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، ورئيس الجبهة الثورية مالك عقار، قد بعثا رسالة مشتركة لمجلس السلم والأمن الافريقي في 3 ابريل الماض عقب فشل المؤتمر التحضيري للحوار الوطني طالبا فيها بطرح مبادرة جديدة تحت اشراف الآلية الرفيعة.
واقترحا قيام مسار واحد بدلا عن المسارين اللذان تبناهما في سبتمبر الماضي على ان تؤخذ فيه بعين الاعتبار الخصوصيات الاقليمية بهدف انهاء النزاعات المسلحة القائمة ومعالجة جذورها.
وكانت الحكومة قد اعتذرت عن المشاركة في المؤتمر التحضيري الذي دعت له الوساطة الافريقية وأعربت عن استعداها لحضوره بعد الانتخابات، كما طالبت بدعوة لجنة الحوار الوطني المعروفة بـ “7+7” وعابت على الوساطة تجاهلها.
وينظم البرلمان الأوروبي في يوم 9 يونيو القادم استماعا لقوى “نداء السودان” للتعرف على مواقفها ورؤيتها تجاه السلام في البلاد، في وقت اتسمت فيه الاوضاع في دول الجوار بعدم الاستقرار وانتشار النزاعات المسلحة.
إلى ذلك يشارك عدد من القيادات المعارضة في منتدى سنوى ينظم في مدينة هيرمانسبورغ بألمانيا لمناقشة قضايا السلام في السودان خلال شهر يونيو المقبل.
وأفاد جبريل بضرورة اتفاق القوى المعارضة على موقف موحد تجاه النظام مذكرا بان ذلك سيعين الوساطة الافريقية على الحوار مع الحكومة السودانية وعلى طرح هذه الرؤية على الشركاء الدوليين والإقليميين.
وقال “وقد طلب منا في الواقع تقديم موقف واضح من قبل المعارضة وهذا ما نسعى تقديمه إلى الوسيط الأفريقي والاتحاد الاوروبي والترويكا وبقية الاطراف المعنية”.
جدية النظام شرط اساسي لحوار ناجح
ودعا جبريل الحكومة إلى ان تأخذ بعين الاعتبار “المقاطعة الشعبية الكبيرة للانتخابات وان تسعى هذه المرة لقيام حوار جاد” وأضاف ان مثل هذا النهج سيجد تجاوبا وتفاعلا معه من قبل المعارضة.
وحذر من أن “الحوار لن يكون مثمرا اذا لم يقود لتغيير بنيوي لطريقة الحكم في البلاد او(اذا استمر النظام في التمسك بالدعوة) لقبول سياسية الامر الواقع والمشاركة في الحكم بشكله الحالي”.
“لكن ان كانت هناك جدية في الوصول إلى حلول حقيقية تنفذ البلاد فأنا متأكد بأنه لن يكون هناك صد من المعارضة السودانية”.
وفي رده على سؤال حول مدى تماسك ووحدة المعارضة في المواقف تجاه النظام اقر جبريل بأن هناك بعض الخلافات بينها حول نهج التعامل مع النظام.
وقال “نحن لا ندعي وجود تجانس كامل في بين قوى المعارضة خاصة ان هناك من يرفض الحوار مع الخرطوم، والواقع ان الاخيرة تساعد (الرافضين على التمسك بموقفهم) لأنها في كل مرة تثبت عدم جديتها وعدم استعدادها للسلام”.
وشدد على “ان قضايا الوطن أكبر من الرفض ويجب دوما العمل على تغيير النظام والتهيؤ للحوار معه اذا كانت هناك جدية منه وإذا انعدمت الجدية تظل الخيارات الاخرى مفتوحة”.
والمعروف ان حركة تحرير السودان – عبد الواحد النور ترفض التفاوض مع الحكومة ما لم تتحقق عدد من الشروط الخاصة بنزع سلاح المليشيات وتوفير الامن للمدنيين.
كما ان قوى الاجماع الوطني تضع توفير المناخ الملائم للحوار وإطلاق الحريات الديمقراطية في البلاد شرط اساسي للحوار إلا أنها مع ذلك وافقت في فبراير الماضي على المشاركة في الحوار الوطني وفوضت القوى الثورية وحزب الأمة بالمشتركة باسمها في المؤتمر التحضيري للحوار الوطني الذي دعت له الوساطة في 30 ـ 31 مارس الماضي.