“فيديو” يزعم تورط نافذين في تزوير الانتخابات بشمال دارفور أمام القضاء
الخرطوم 9 مايو 2015 ـ قدم مرشح مستقل للبرلمان بولاية شمال دارفور، طعنا ستنظر فيه محكمة طعون الانتخابات بالخرطوم، اعتمادا على “فيديو” متداول يزعم تورط موظفي مفوضية الانتخابات وقيادات محلية بالمؤتمر الوطني تمارس التزوير لصالح مرشح الحزب الحاكم.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أشخاصا يملأون بطاقات اقتراع لصالح مرشحي المؤتمر الوطني في احدى البلدات بولاية شمال دارفور.
وبحسب المرشح المستقل لـ”سودان تربيون” فإن موظفا في لجنة الانتخابات بادر إلى تسليم الفيديو لمنافسي مرشح المؤتمر الوطني إبراءا للذمة.
وروى محمد علي حسب الرسول المرشح المستقل في الدائرة القومية “21” شمال غرب محلية سرف عمرة، أنه إلى جانب مرشحين لأحزاب الاتحادي الديمقراطي المسجل، والحركة الشعبية ـ جناح السلام، والتحرير والعدالة، نافسوا مرشح المؤتمر الوطني الحاكم آدم عبد الله أبشر.
وأضاف أن مرشحي الأحزاب أعلنوا انسحابهم من أمام مرشح الحزب الحاكم منذ اليوم الأول للإقتراع احتجاجا على ممارسات تقدح في سلامة العملية الانتخابية، ليبقى هو المنافس الوحيد لمرشح المؤتمر الوطني.
واوضح حسب الرسول أنه بعد انتهاء عملية الإقتراع تم تجميع كل صناديق المراكز في مركز مدرسة الخنساء بمدينة سرف عمرة لظروف أمنية، بعد أن عمد مسلحون إلى اختطاف بعض صناديق الإقتراع، موضحا أنه تم استبعاد المئات من بطاقات التصويت التي كانت لصالحه بمزاعم تباين الأختام.
ومضى المرشح المستقل ليقول إنه وفقا لإحصاءات وكلائه فإنه أحرز نحو 8 ألاف صوت، بينما كسب مرشح المؤتمر الوطني 5.200 صوت، لكن اللجنة بالرغم من ذلك أعلنت فوز الأخير بحوالي 10 ألف صوت مقابل 5.645 صوت له.
وأفاد أن عملية التزوير اتضحت وتم إثباتها بعد أن سرب أحد موظفي لجنة الانتخابات لبقية المرشحين “فيديو” يؤكد حدوث تلاعب في التصويت، مشيرا إلى أن الموظف أبلغهم بأنه فعل ذلك إبراءا لذمته وإرضاءا لضميره.
وقال حسب الرسول إنه حمل “الفيديو” إلى الأجهزة الأمنية ومعتمد سرف عمرة ومسؤول لجنة الانتخابات بالمحلية، الذين استدعوا الأشخاص الظاهرين في الفيديو وتم التحقيق معهم حيث اعترفوا بممارسة التزوير وأرشدوا إلى قيادات دفعتهم لذلك بينهم نائب المعتمد ورئيس الوحدة الإدارية وقيادات بالمؤتمر الوطني، وصل عددهم إلى 10 أشخاص أدلوا جميعا باعترافات موثقة.
وعلى إثر ذلك تم رفع تقرير إلى لجنة الانتخابات بولاية شمال دارفور في الفاشر وتم تسليمها طعنا من المرشح المستقل ومرفق معه مقطع الفيديو.
وذكر أن رئيس اللجنة وجهه بفتح بلاغ في الفاشر، وبناءا عليه طلبت الشرطة من المعتمد وبقية المسؤولين في المحلية الإدلاء بإفاداتهم وهو ما لم يحدث بسبب تعلل المعتمد بأنه لن يمنح إفادته إلا عبر أمانة حكومة الولاية، وأوضح أن الملف تسلمته النيابة لكن بلا أي نتائج، حتى تم إعلان نتائج الفرز في 28 أبريل الماضي بفوز مرشح المؤتمر الوطني في الدائرة “21” شمال غرب سرف عمرة.
وتابع “الآن وصلت الخرطوم وقدمت الطعن وانتظر المحكمة تحريا للعدالة وعودة حقي المسلوب”، قبل أن يبدي يأسه من واقع التماطل وتعمد إخفاء الحقائق الذي تلمسه على مستوى المحلية والولاية.