Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

رحيل الشاعر السوداني الفيتوري بعد عقود من الترحال في شمال أفريقيا

الخرطوم 24 أبريل 2015 ـ توفي الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري، الجمعة، في المملكة المغربية عن عمر ناهز الـ 85 عاماً، وتنقل الفيتوري بين السودان ومصر وليبيا والمغرب بوثائق سفر لعدة دول، كانت تمنح له أو تسحب طبقا لرضا أو استياء أنظمة عربية من مواقفه.

الفيتوري ولد في الجنينة بدارفور في 1936 ـ صورة من شبكة الشروق
الفيتوري ولد في الجنينة بدارفور في 1936 ـ صورة من شبكة الشروق
وأكد سفير السودان بالرباط، أن الفيتوري سيوارى الثرى بالمغرب، ونعى ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي الشاعر وطالبوا بطباعة دواوينه.

ونعت الرئاسة السودانية ووزيري الثقافة والإعلام الشاعر محمد مفتاح الفيتوري، وقالوا في تصريح إنه كان صوتا شعريا قويا اضاف للقصيدة العربية مجدا، أهله للحصول على عدد من الجوائز الوطنية واﻻقليمية والقارية.

وولد الفيتوري في مدينة الجنينة بدارفور في 24 نوفمبر 1936، ونشأ في مدينة الأسكندرية في مصر، ويعد الراحل من رواد الشعر الحر الحديث ويلقب بشاعر أفريقيا والعروبة، حيث احتفت مسيرته بالبعد الأفريقي في شخصيته وشعره.

وأسقطت حكومة المشير جعفر نميري عن الفيتوري الجنسية والجواز السوداني في العام 1974 لمعارضته النظام آنذاك، وتبنته الجماهيرية الليبية ومنحته وثيقة سفر ليرتبط بعلاقة مميزة مع بالعقيد معمر القذافي.

لكن بعد سقوط القذافي سحبت منه السلطات الليبية جواز السفر الليبي، فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية في ضاحية “سيدي العابد” جنوبي العاصمة الرباط، وفي العام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.

ونعى سفير السودان بالمملكة المغربية الشاعر محمد مفتاح الفيتوري الذي توفي بمستشفى الشيخ زايد بالرباط بعد معاناة طويلة مع المرض.

وقال السفير سليمان عبد التواب إن زوجة الراحل المغربية راجات أرماز أبلغته في اتصال هاتفي بوفاة الفيتوري، مؤكدا أن طاقم السفارة والمستشار حمزة عثمان هرعوا للمستشفى ويقومون بالإجراءات اللازمة لموارة الشاعر الثرى بالمغرب.

وطبقا لوكالة السودان للأنباء فإن السفير أبلغ رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي بأن “السفارة حاضرة بكل طاقمها لأداء الواجب تجاه هذا الفقد الكبير والقامة الشعرية وسفير الأدب العربي”.

وأبان أن الفيتوري لم ينقطع حنينه للسودان باتصاله الدائم بالسفارة وتواصل السفارة معه للاطمئنان على صحته، وتقدم بتعازيه للأمة السودانية ولأسرته بالمغرب والسودان.

ودرس الفيتوري بكلية دار العلوم وعمل بصحف سودانية ومصرية، كما عمل خبيراً إعلامياً بجامعة الدول العربية في ستينيات القرن الماضي.

ويعد الشاعر – الذي فارق الحياة بعد معاناة طويلة مع المرض – من أوائل من تغنوا في العربية للقارة السمراء.
وأصدر الفيتوري دواوينه: أغاني أفريقيا؛ 1956 وعاشق من أفريقيا؛ 1964، وكذلك أذكريني يا أفريقيا؛ 1965، كما كتب مسرحية “أحزان أفريقيا”.

وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان وحصل على الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب بالسودان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *