السودان يرفض دخول لجنة تقصي دولية إلى دارفور ويطلب سحب 15 ألف جندي ليوناميد بنهاية 2015
نيويورك 22 أبريل 2015 ـ قالت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة إن الخرطوم ترفض منذ يناير الماضي منح تأشيرات لدبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين للقيام بمهمة لتقصي الحقائق في دارفور، وكشفت أن السودان يطالب في المفاوضات حول استراتيجية خروج بعثة “يوناميد” بسحب 15 ألف جندي بنهاية 2015، لكن واشنطن ترفض الطلب.
وقالت المصادر لرويترز، الثلاثاء، إن رفض السودان منح تأشيرات لنواب سفراء القوى الغربية الثلاث التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) بالأمم المتحدة علامة أخرى على نهج الخرطوم التصادمي على نحو متزايد تجاه الأمم المتحدة والغرب بخصوص بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور “يوناميد” التي تريد الخرطوم إنهاء أعمالها.
وعقدت مجموعة العمل المكونة من حكومة السودان ومسؤولين كبار من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في الفترة من 16 الى 19 أبريل الحالي سلسلة اجتماعات بالخرطوم لمواصلة عملها بشأن استراتيجية خروج بعثة “يوناميد”.
وأضافت المصادر أن الدبلوماسيين أرادوا زيارة دارفور في يناير الماضي وأن بيتر ويلسون نائب السفير البريطاني كان يعتزم قيادة المهمة، حيث كانت “يوناميد” تتعرض لانتقادات في ذلك الوقت بسبب أدائها السيء وحجب المعلومات عن العنف ضد المدنيين وقوات حفظ السلام في دارفور.
وتعرقل الخرطوم تحقيقا تجريه الأمم المتحدة في عمليات اغتصاب جماعي مشتبه بها في بلدة “تابات” بولاية شمال دارفور وطردت عددا من مسؤولي الأمم المتحدة الكبار من السودان.
والدبلوماسيان الكبيران الآخران اللذان كانا يتطلعان إلى الذهاب إلى السودان هما ديفيد برسمان من الولايات المتحدة والفرنسي ألكسي لاميك.
وقال مصدر دبلوماسي تحدث شريطة عدم الكشف عن شخصيته “عدم السماح لسفراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالذهاب إلى دارفور يظهر إلى أي مدى أصبحت حكومة السودان غير متعاونة”.
وتابع “الخرطوم تريد خروج بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور من السودان”.
ويقول الدبلوماسيون إن المبعوثين الثلاثة يأملون أن تتم الزيارة بينما يتزايد العنف في دارفور وتطالب الخرطوم بانسحاب بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ولم ترد بعثة السودان في الأمم المتحدة على طلبات للتعليق.
وأكد دبلوماسي بريطاني أن ويلسون كان يعتزم أن يقود المهمة وقال إن بريطانيا كان لديها اهتمام قوي بتحسين بعثة “يوناميد” وقياس أوضاع قوات حفظ السلام التي يبلغ قوامها 19 ألف جندي، كثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم (بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية).
وقال دبلوماسيون إن في المفاوضات مع الأمم المتحدة حول استراتيجية لخروج البعثة المشتركة تطالب الخرطوم بسحب 15 ألف جندي من أفراد قوة حفظ السلام بنهاية عام 2015، وترفض واشنطن ذلك الطلب.
وقال ماكس جليشمان وهو متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إنه لا يزال لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور دور مهم في حماية المدنيين.
وتابع “نعارض بشدة أي محاولة لخفض البعثة أو إنهاء عملها قبل الآوان… رأينا في العام الماضي نزوحا في دارفور أكبر من أي نزوح في تاريخ الصراع الممتد لعشر سنوات”.
وأضاف أن الخرطوم مستمرة في عرقلة عمل بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور بشكل يومي.
وتوجه فريق العمل الثلاثي الذي يضم ممثلين للحكومة السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، في مارس الماضي، الى إقليم دارفور، لإعداد تقرير بشأن إستراتيجية مغادرة بعثة، “يوناميد”.