الأمن السوداني يصادر صحيفة طالبت بالتحقيق في اختطاف الناشطة ساندرا
الخرطوم 18 أبريل 2015 ـ صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، فجر السبت، صحيفة “اليوم التالي” من المطبعة من دون إبداء أسباب، لكن رئيس تحرير الصحيفة وناشرها مزمل أبوقاسم، أفاد في أحدى “قروبات الواتساب” أنه يرجح أن يكون السبب مقال خطه يوم الجمعة، حول اختفاء النشاطة ساندرا فاروق كدودة.
وكتب أبوالقاسم في زوايته “للعطر افتضاح” الراتبة في أخيرة “اليوم التالي” عمودا بعنوان “من خطف ساندرا ؟”، وعاب رئيس تحرير الصحيفة على السلطات أن تتم عملية اختطاف ساندرا واعادتها على النحو الذي تم وسط الخرطوم.
وطالب الشرطة والأجهزة الأمنية بكشف تفاصيل ما أسماه “الجريمة المنكرة”، وزاد “من خطف ساندر ؟… سوؤال لا يحتمل الصمت الرهيب”.
وإنتهت مساء الأربعاء الماضي، محنة الناشطة الحقوقية، ساندرا كدودة، بعد اختفائها عن الانظار منذ يوم 12 أبريل الحالي، واتهمت أسرة ساندرا وهي كريمة القيادي الشيوعي الراحل، فاروق كدودة، جهاز الأمن السوداني، بالضلوع في إختطاف الناشطة رغم انكار مسؤوليه صلتهم بالحادثة.
وفتحت أسرة ساندرا بلاغا لدى الشرطة حول ملابسات اختفائها بعد إثبات تعرضها للضرب عبر أورنيك “8” الطبي.
وكانت ساندرا فاروق كدودة غادرت منزلها الأحد الماضي، للمشاركة في فعالية مناهضة للانتخابات أقامتها أحزاب المعارضة في مقر حزب الأمة في أم درمان.
لكن عددا من الرجال بلباس مدني أوقفوا سيارتها، وانتزعوا منها هاتفها الخليوي عنوةً بينما كانت تتحدث إلى إحدى الصديقات، التي سمعت صراخاً عندما طلبت ساندرا من أحد أولئك الرجال إبراز بطاقة هويته، وسرعان ما أُغلق هاتفها بعد ذلك”.
وعُثر بعدها على سيارة ساندرا مهجورة في الشارع، وكان مفتاحها لا يزال داخلها.
وحسب مزمل أبوالقاسم، فإن عناصر تتبع لجهاز الأمن وصلت المطبعة بعيد طبع نسخ الصحيفة وصادروا كل المطبوع منها من دون إبداء أي أسباب.
وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف.
وصادر جهاز الأمن، في فبراير الماضي، 14 صحيفة من دون إبداء أسباب، حيث تشكو الصحافة في البلاد من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والايقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا.
ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز “الخطوط الحمراء” بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.