تقرير لجنة الاتحاد الافريقي استبعد إمكانية إجراء انتخابات حرة ونزيهة بالسودان
أديس أبابا 14 أبريل 2015 – كشف تقرير خلصت إليه لجنة تقييم أفريقية حول الانتخابات في السودان، عن توصيتها بتأجيل الإنتخابات السودانية بالنظر الى أن الظروف المحيطة بالعملية ليست مواتية، إلا إن الاتحاد الإفريقي تجاهل ذاك التقرير وقرر مباركة العملية الانتخابية في السودان وابتعث فريقا لمراقبتها برئاسة الرئيس النيجيري السابق اوليشجون اوبسانجو الذي وصل الخرطوم الاثنين.
وطبقا للتقرير الذي أميط عنه اللثام، الثلاثاء، فإن اللجنة أوردت في تقريرها أنه “بناءا على تقييمها والنتائج فإن لجنة تقييم ما قبل الانتخابات تخلص الى ان الظروف الضرورية والبيئة لعقد انتخابات شفافة وتنافسية وحرة ونزيهة ومتوافقة مع مبادئ الاتحاد الافريقي التي تحكم الانتخابات الديمقراطية لم يتم استيفاءها”.
وأضاف التقرير “الاجراءات الحكومية الأمنية الحالية، وضعت قيودا جوهرية على حرية التعبير والتجمع والانتماء، ولا توفر بيئة لمشاركة حرة في العملية الانتخابية”.
وأشارت اللجنة الى أنه “في ضوء الوضع الحالي في البلاد والاثر السلبي لعقد هذه الانتخابات على عملية الحوار الوطني واحتمالية ارتفاع العنف فان راي اللجنة ان ارسال بعثة مراقبة تحت هذه الظروف لن يكون فعالا او ذو صلاحية ولن يساهم في بناء الديمقراطية في السودان”.
واكد التقرير صعوبة الحركة في مناطق النزاع في دارفور والنيل الازرق ودارفور.
واوصت اللجنة الافريقية، بتأجيل الانتخابات واعطاء الأولوية للحوار الوطني بما يفسح المجال لتحسين مناخ الانتخابات اتساقا مع بيان الاتحاد الافريقي في الاجتماع 456 حول تقرير امبيكي.
وقالت اللجنة إنه باستثناء الحكومة وبعض السفراء الافارقة وممثل الجامعة العربية في الخرطوم فإن كل الاطراف ترى أن ينأى الاتحاد الافريقي بنفسه عن هذه الانتخابات.
ورأت اللجنة ان اتخاذ هكذا قرار من شأنه ان يحسن من سمعة ومصداقية الاتحاد الافريقي باعتباره محافظا على المبادئ التي تحكم العملية الديمقراطية في افريقيا.
وقالت اللجنة ان ذلك قد يدفع الخرطوم لاعادة النظر والتفاعل بجدية مع الاطراف الاخرى في عملية الحوار.
وبدأت في السودان فعليا يوم الاثنين العملية الانتخابية، لاختيار رئيس جديد، وانتخاب أعضاء المجالس التشريعية القومية والولائية، وسط إقبال وصف بالمتواضع من قبل السودانيين، بينما تقاطع أحزاب المعارضة الجولة.
ووصلت بعثات رقابة من الصين وروسيا والجامعة العربية، الى جانب البعثة الافريقية برئاسة اوليشون اوبسانجو.
وقال أوباسانجو، إن العملية الانتخابية في السودان تعد نواة لديمقراطية حقيقية في البلاد. وأضاف، خلال لقاء مع رئيس المفوضية القومية للانتخابات مختار الأصم، أن العمل في المفوضية يسير بصورة حسنة.
وعقد أوباسانجو، لقاءات بالمسؤولين بالمفوضية القومية للانتخابات والمسؤولين بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان التي تراقب الانتخابات.
وقال رئيس المفوضية القومية للانتخابات مختار الأصم، عقب لقائه رئيس البعثة الأفريقية للمراقبة، إن أوباسانجو أبدى ملاحظات جيدة تساعد على تجويد العمل.
وأضاف، بحسب وكالة السودان للأنباء، أن أوباسانجو الذي يعد أحد حكماء أفريقيا، قال إن العمل في المفوضية يسير سيراً حسناً، وإنه أعرب عن سعادته بما رأى، حيث وصف هذه الانتخابات بأنها تعد نواة لديمقراطية حقيقية في السودان.
في ذات السياق، قال أوباسانجو خلال زيارته لمقر المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالخرطوم، إن مفوضية الانتخاب تحتاج في كل مراحل العملية إلى وجود شركاء لمساعدتها في إنجاح العملية الانتخابية.
وأضاف أن لمفوضية حقوق الإنسان دور كبير تلعبه في الرقابة وتلقي الشكاوى والتحقق منها، ورصدها، وكتابة التقارير التي تملك الحقائق للمواطنين.
من جهته، قال مسؤول الإعلام والعلاقات الخارجية بمفوضية حقوق الإنسان، إن التقارير الواردة لهم من كل ولايات البلاد أكدت أن عمليات الاقتراع تسير بصورة جيدة، مؤكداً الاستمرار في عمليات المراقبة.
مراقبون روس يهاجمون الموقف الامريكي الاوروبي
الى ذلك وجه الوفد الروسي لمراقبة الانتخابات انتقادات لموقف دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لعدم مشاركتهما في مراقبة العملية الانتخابية ، ووصف مقاطعة بعض الجهات الداخلية للانتخابات بانها “امر مؤسف” .
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا (النرويج، وأميركا، وبريطانيا)، الخميس الماضي، على أن الانتخابات السودانية تجرى في بيئة غير مواتية، وعبرت الدول عن خيبة أملها لعدم بداية حوار وطني حقيقي ووصفت فشله بأنه انتكاسة لرفاهية السودانيين.
وقال رئيس الوفد الروسي باري سيوف ايقور ممثل الهيئة الروسية العليا للانتخابات، ومراقب الانتخابات في البلاد ان ما يجده الناخب السوداني من حرية في الادلاء بصوته افضل مما يوجد في “بريطانيا”.
وأضاف “ان الولايات المتحدة والغرب الان في حياء وخجل برغم انهم يعلمون ان الانتخابات الجارية تتم وفقاً لماهو متفق عليه عالمياً”، وتابع “لكنهم يعلمون ان لاسبيل آمامهم إلا الاستمرار في مسلكهم المعادي للسودان”.
وقال انهم في روسيا على ثقة ان الولايات المتحدة والغرب يحجبون الكثير من الاخبار الطيبة والمعلومات الايجابية عن السودان.
واشار الى ان الولايات المتحدة تمنع خلال انتخاباتها التواجد بمراكز الاقتراع “وهو خلاف ما وجدناه في السودان”.
وقال ان الانتخابات التي تجرى في اميركا واوروبا لا تتوافق كثيراً مع المعايير الدولية التي ينادون بها وانها – تشكل واحد من تسعة – من المعايير المتفق عليها عالمياً.
واستدل بالانتخابات التي جرت في اسكتلندا، وقال ان انتخابات 2015 تجرى وفقاً لقناعات الشعبين السوداني والروسي.
وأكد ان وفد المراقبة الروسي طاف على (20) مركزاً انتخابياً خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وقال “رأينا كيف يدلي الناخبون باصواتهم في حرية تامة”.