Tuesday , 16 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اكتشافات أثرية بشمال السودان تنبش مدنا مغمورة تحت الرمال

الخرطوم 21 مارس 2015 ـ أعلنت هيئة الآثار والمتاحف عن اكتشاف 126 موقعا أثريا بشمال السودان أبرزها أعمدة جرانيت ضخمة ببلدة “قنتي” بدأت السلطات إعادة تركيبها وترميمها، إلى جانب البدء في ترميم قلعة مزودة بأبراج قرب “حسينارتي” ونبش مدينة “حوش مار” المغمورة تحت الرمال في “فقيرنكتي”.

تمتد الآثار من شمال الخرطوم إلى جنوب أسوان في مصر
تمتد الآثار من شمال الخرطوم إلى جنوب أسوان في مصر
وتأتي الاكتشافات الأثرية ضمن ضمن مشروع المسح الآثاري بين سد مروي والدبة بتمويل من مشروع الآثار بين السودان وقطر، وتم إجراء حفريات في 4 مواقع: موقع “مقابر منصوركتي، كنيسة قنتي، قلعة الحتانة، وحوش مار”.

وانطلق المشروع السوداني القطري لترميم الآثار مطلع 2013 بعد تحديد 28 بعثة للعمل في ترميم الآثار بولايتي الشمالية ونهر النيل، ويتولى فريق سوداني قطري ترميم 100 هرم بمنطقة البجراوية.

وقال المدير الحقلي للمشروع فوزي حسن بخيت إنه تم إجراء مسوحات وحفريات ضمن مشروع المسح الآثاري بين الدبة وحتى سد مروي حيث تضم هذه المنطقة جزءا كبيرا من مملكة كوش الثانية ومملكة المقرة المسيحية، ومن اهم المواقع موقع جبانة “نوري” الذي يضم هرم الملك النوبي المشهور “تهراقا”.

واضاف بخيت أنه في مجال المسح الأثري والفلكلوري اسفرت النتائج عن اكتشاف 126 موقعا تعود لفترات ما قبل التاريخ وحتى الفترة الإسلامية، بالإضافة لجمع الروايات الشفاهية ومعرفة مدلول الأسماء والقرى ومن ثم تسجيل تاريخ استيطان الانسان بالمنطقة.

وابان أنه تم حفر وتوثيق 35 مقبرة في هذين الموسمين ما يساهم في التعريف بتراث المنطقة الآثاري لافتا الى أن موقع مقابر منصوركتي يعتبر من أهم المواقع الأثرية، ويقع إلى الشرق من قرية “منصوركتي” وهو عبارة عن 110 كوم دائري مرتفع من سطح الأرض من الحصى والحجارة ويبلغ قطرها من 6- 20 مترا، وأخرى بيضاوية وتم توريخ جزء منها لفترة مروي المتأخرة وما بعد مروي.

ويمثل الموقع امتدادا لفترات العصر الحجري الحديث ـ حيث وجد على سطح الموقع أدوات حجرية صغيرة ـ وحتى الفترة الإسلامية حيث يوجد به آثار مسيحية وقباب ومقابر إسلامية ما زالت قيد الاستخدام.

وأضاف المدير الحقلي للمشروع أن الحفريات داخل موقع كنيسة “قنتي”، بالقرب من مسجد البلدة العتيق على بعد 5 كلم من الملتقى، أسفرت عن العثور على 7 أعمدة كبيرة مصنوعة من الجرانيت وبالقرب منها القواعد والتيجان الجرانيتية.

وتشير “سودان تربيون” إلى أن الأهالي في البلدة التي تبعد نحو 310 كلم شمال الخرطوم، درجوا على تسمية الأعمدة التي يقولون إنها وجدت مع قريتهم باسم “الطرابيل”.

وأوضح أنه تمت دراسة وتوثيق الموقع والتمهيد لإعادة تركيب الأعمدة في أبريل المقبل واعداد الموقع واستثماره سياحيا بحيث يدر عائدا اقتصاديا للمنطقة، إلى جانب خطة لتصوير فيلم وثائقي للتعريف بالمنطقة إثناء إعادة التركيب أعمدة الجرانيت.

وأشار بخيت الى تسجيل موقع قلعة الحتانة هذا العام، حيث يمثل حصناً استراتيجياً نسبة للموقع الجغرافي المميز الذي بنيت عليه القلعة بالضفة اليسرى للنيل بالقرب من قرية “حسينارتي”.

وحسب بخيت لوكالة السودان للأنباء فإن موقع القلعة يمكن من مراقبة كل الاتجاهات في آن واحد وتمثل حقبتين من تاريخ المنطقة هما الفترة المسيحية والإسلامية، وبها أربعة أبراج للمراقبة، الرئيسي فيها على الناحية الجنوبية الغربية، وتم توثيق القلعة والبدء في ترميم البرج الرئيسي حيث اكتمل الترميم بنسبة 50%.

وحول “حوش مار” قال بخيت إن الموقع عبارة عن اساسات مباني من الطوب اللبن والجالوص لمدينة إسلامية تشبه مدينة الخندق، وتمثل المساكن والسوق بالإضافة الي مباني إدارية.

وأشار إلى أن جل المدينة غمر بالرمال، وتم في هذه المرحلة رسم خريطة للموقع ونظافة للسطح في مختلف أرجائه التي تمتد من الشرق للغرب على الضفة اليسرى للنيل عند قرية “فقيرنكتي” في مساحة 350 150متر مربع.

Leave a Reply

Your email address will not be published.