الانتخابات في السودان تجذب هواة الشهرة وتغذي المجالس بالطرفة
الخرطوم 20 مارس 2015 ـ تحولت رموز المرشحين الغريبة وتصريحاتهم الساخرة إلى مادة دسمة في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال موسم الانتخابات الفاتر بالسودان، وهو ما يعكس التعامل غير الجاد من المرشحين أنفسهم مع معركة محسومة سلفا، لكنهم ربما اختاروا مجرد العبث أو اكتساب الشهرة.
وترفض المعارضة إجراء الانتخابات في أبريل القادم وتطالب بإرجائها إلى حين تشكيل حكومة قومية تشرف على تعديل الدستور والقوانين، واطلقت قوى سياسية حملات لمقاطعة الانتخابات.
وحوت برامج بعض مرشحي الرئاسة بنودا مضحكة، مثل مرشح الرئاسة المستقل حمدي حسن أحمد، الذي وعد بمعالجة أزمة السكن عبر توطين كل سكان السودان بمدن الخرطوم وبحري وأمدرمان، قبل أن يقترح لضمان نزاهة الانتخابات استبدال الحبر بقص أظافر اليد اليسرى عبر مراقبي مراكز الإقتراع.
ولم ينسى المرشح أن يطلق على نفسه لقب “الطفل المعجزة” من واقع أنه أصغر مرشحي الرئاسة سنا، قائلا إنه ولد في العام 1972.
واختار مرشح الرئاسة محمد الحسن الصوفي أن يمضي في عالم الغيبيات ولم يتورع لدى استضافته بقناة أمدرمان الفضائية من أن يقول إنه ادعى المهدية إبان دراسته بالمرحلة الثانوية في مدرسة الكوة بولاية النيل الأبيض.
وقال الصوفي إن الأمل ما زال يحدوه في أن يملأ الأرض عدلا في السودان وأميركا، كما أنه سيمد “يده بيضاء لكل الدول بما في ذلك إسرائيل لأنه لا عداء لها مع السودان”، بينما وعد المرشح السلفي عبد المحمود عبد الجبار بإلغاء كافة الضرائب والاكتفاء بالزكاة لتحقيق العدالة الاجتماعية في حال انتخابه رئيسا.
معركة الرموز
وفي عطبرة بولاية نهر النيل وتحديدا في الدائرة “8” عطبرة الجنوبية اختار المرشح المستقل عمر عبد الرحيم علي مدني الملقب بـ “دقيق” رمز “أنبوبة الغاز”.
وقال عمر دقيق لـ”سودان تربيون” إنه اختار “أنبوبة الغاز” رمزا نسبة للأزمة التي يعاني منها المواطنين جراء شح غاز الطهي، وزاد “هي رمزية لعدم توفير الحكومة للسلع الضرورية للناس”.
وعانت معظم مدن السودان الشهور الماضية من أزمة خانقة في غاز الطبخ، ارتفعت معها سعر اسطوانة الغاز إلى أرقام فلكية.
ويقول عمر دقيق إنه عمل مع النظام الحاكم منذ العام 1989 عبر غرف العمليات، وكان عضوا بمجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم بالولاية ورئيسا سابقا لمجلس تشريعي محلية عطبرة، قبل انسلاخه من الحزب الحاكم، احتجاجا على انسحاب الحزب من الدائرة “8” التي تضم أحياء عطبرة العريقة ومنحها للقوى المشاركة في الانتخابات.
ويتمتع “دقيق” بشعبية كبيرة وسط الرياضيين والمثقفين بمدينة عطبرة، من واقع نشاطه في العمل العام عبر الرياضة والمنتديات الثقافية وجمعية حماية المستهلك.
ووجه المرشح المستقل انتقادات حادة لحزبه السابق، قائلا إن قيادة المؤتمر الوطني بالولاية تفتقد الحكمة والحنكة وتضرب بالمؤسسية والشورى عرض الحائط ـ حسب تعبيره ـ.
وعلى ذات الدائرة تنافس “إقبال البابور” برمز “الفراشة” عدة مرشحين للظفر بالدائرة “8” عطبرة الجنوبية، ويقول أهالي عطبرة إن اسم “البابور” عائد إلى أن منزل أسرتها المكونة من البنات كان يقع في حي الطليح بجوار “بابور المياه”، لذا اشتهرت هي وأخواتها بـ “بنات البابور”.
وفي كسلا اختار أحد المرشحين “التفاحة” رمزا لحملته الانتخابية تحت شعار “التفاحة من أجل الراحة”، بينما تداولت وساط الاتصال الاجتماعي صورة للمرشح “عكاشة” رمز “المقشاشة” بشرق النيل في ولاية الخرطوم.
“تقليعات” طريفة
على مستوى العامة اتخذ البعض من موسم الانتخابات فرصة لترويج تقليعات ومواقف تتسم بالطرافة، متخذين من مواقع الـ “فيس بوك” والـ “واتس آب” وسائل لنشر صور اخذت حظها من الانتشار الواسع.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نحو واسع صورة “عربجي” طبع صورة الرئيس عمر البشير في لافتة قماش ورفعها على عربته “الكارو”، كاتبا عليها مطلع أغنية: “انت المهم والناس جميع ما تهمني…”.
كما عمد أحد الصبية على امتطاء حمار ألصق عليه ملصقا لأحد المرشحين، وحصدت الصورة الكثير من التعليقات على “فيس بوك”.
وعند مدخل قرية “الدقاق” ريفي شرق الدندر بولاية سنار، نصب شباب لافتة حديدية عند المدخل الخلوي لقريتهم وكتبوا عليه “عزيزي المرشح، نحن لانقبل بأي وعود انتخابية، فلا داعي للإحراج”.
وانتشرت صورة الشباب وهم يقفون بجوار اللافتة على الهواتف الذكية بشكل واسع ما يعكس وعي الناس في الأرياف البعيدة عن المركز بوعود المرشحين التي غالبا ما يبتلعونها بعد الظفر بمقاعد البرلمان أو المجلس التشريعية للولايات.