Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

استئناف مباحثات خروج “يوناميد” والسودان يرفض إنتقادات أممية لأوضاع دارفور

الخرطوم 17 مارس 2015 – يتوجه فريق العمل الثلاثي الذي يضم ممثلين للحكومة السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، الأربعاء، الى إقليم دارفور في زيارة، تستغرق اسبوعا، لإعداد تقرير بشأن إستراتيجية مغادرة بعثة حفظ السلام، “يوناميد”، بينما انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، التقرير الذي عرضه الأمين العام، بان كي مون، الثلاثاء، علي أعضاء مجلس الأمن، بشأن مهام (يوناميد)، ووجه فيه انتقادات لاذعة للخرطوم بشأن الأوضاع في الاقليم المضطرب.

جنود نيجيريين من بعثة يوناميد - وكالة رويترز
جنود نيجيريين من بعثة يوناميد – وكالة رويترز
ونقلت وكالة السودان للأنباء، أن الفريق الثلاثي عقد اجتماعاً، الثلاثاء، بوزارة الخارجية السودانية قبيل مغادرته الى دارفور، لبحث عمل الفريق وبرنامج زيارته إلى دارفور، وإعداد التقرير الخاص باستراتيجية خروج البعثة من السودان، ومن ثم الشروع في تنفيذ المغادرة، حسب ما يتم الاتفاق عليه بين الأطراف الثلاثة – الحكومة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بعد أن استضافة الخرطوم في فبراير الماضي، اجتماع شبيه بين حكومة السودان وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لبحث استراتيجية المغادرة .

وتجيء اجتماعات المجموعة تماشياً مع نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2173 الصادر بتاريخ 27 أغسطس 2014، الذي طالب الأمين العام بـ “التنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والسعي للتعرف على وجهة نظر جميع الأطراف ذات الصلة لإعداد توصيات بشأن ولاية اليوناميد وتكوينها في المستقبل واستراتيجية خروجها، فضلا عن علاقتها مع الجهات الفاعلة الأخرى للأمم المتحدة في السودان”.

وطبقا لبيان أصدرته بعثة “يوناميد” مساء الثلاثاء، فأن مجموعة العمل المشتركة ينتظر ان تضع استراتيجية خروج للبعثة تُفضِي إلى تسليم تدريجي ومرحلي سلس لبعض المهام المنوطة بالبعثة لحكومة السودان وفريق الأمم المتحدة القُطْرِيّ، فضلا عن تقديم دراسة تحليلية لتأثير وقف هذه الأنشطة من قبل البعثة على وضعية حماية المدنيين في دارفور.

وأوضح البيان أن الهدف من الاستراتيجية هو إعداد خارطة طريق لخروج اليوناميد بشكل يسير مع تجنب حدوث أي فراغ في الأوضاع الإنسانية أو الأمنية نتيجة لخروجها.

وستقوم مجموعة العمل المشتركة بعد الانتهاء من صياغة استراتيجية الخروج برفعها لكل من حكومة السودان والاتحاد الأفريقي واللأمم المتحدة للمصادقة عليها.

وقال البيان “في هذه الاثناء، تواصل اليوناميد تنفيذ ولايتها وفقاً للفصل السابع بالتركيز على أولوياتها الاستراتيجية الثلاث المتمثلة في حماية المدنيين والوساطة بين الحكومة والحركات المسلحة غير الموقعة وتقديم الدعم للوساطة في النزاعات المحلية”.

ونشرت قوات حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مطلع العام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش السوداني والمتمردين منذ عام 2003 ما خلف 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية.

وتعتبر يوناميد ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم (بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية)، ويتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2013.

انتقادات سودانية لكي مون

في غضون ذلك انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، حسن حامد حسن، التقرير الذي عرضه الأمين العام، بان كي مون، الثلاثاء علي أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن مهام بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في إقليم دارفور.

وقال السفير السوداني إن بلاده “ترفض بشدة إشارات الأمين العام الواردة في التقرير حول توقف الأعمال التحضيرية للحوار (مع المعارضة)، وما أطلق عليها بان كي مون جهود العملية السياسية في الفترة الماضية”.

واتهم مندوب السودان الدائم، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، كي مون بأنه “يحاول في تقريره الإيحاء بعدم الاستقرار الأمني في دارفور بسبب المواجهات القبلية وأعمال الإجرام واللصوصية، ولكن ذات التقرير، يؤكد في نفس الوقت حدوث تطورات إيجابية في عملية المصالحة القبلية”.

وأضاف “تقرير كي مون ووفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2173 الصادر العام الماضي كان ينبغي أن يجري استعراضا شاملا لبعثة يوناميد، وما حققته علي صعيد تنفيذ أولوياتها الاستراتيجية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والأطراف الآخرى، كما طالب القرار كي مون بأن يقدم توصيات حول استراتيجية خروج البعثة الأممية (يوناميد) من الإقليم”.

وبحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي، فقد وجه بان كي مون انتقادات حادة إلي الحكومة السودانية فيما يتعلق بتعاملها مع تطورات الوضع الأمني والإنساني في دارفور.

وقال كي مون، إنه “خلال الأشهر الإثني عشر الماضية، استمر تدهور الحالة الأمنية والسياسية دون إجراء تقدم ملموس نحو إيجاد حل شامل للنزاع في الإقليم”.

من جهته، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إيرفيه لادسوس، مجلس الأمن إلى زيادة الضغوط علي الحكومة السودانية وأطراف الصراع في دارفور من أجل الإسراع بالتوصل إلي حل شامل للصراع في الإقليم.

وقال لادسوس، في إفادته لأعضاء مجلس الأمن، إن أحد أكبر التحديات التي تواجه بعثة يوناميد في دافور هو إنكار الحكومة السودانية لحق موظفي البعثة في الوصول إلي المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع.

وأضاف المسؤول الأممي أن الوضع الأمني والإنساني في دارفور شهد تدهورا خطيرا في الشهور الماضية، وهو ما يستدعي من مجلس الأمن الدولي زيادة الضغوط علي أطراف الصراع للتوصل الى حل شامل للصراع.

وفقدت البعثة التي تعرف اختصارا باسم (يوناميد) منذ انتشارها 61 من جنودها في هجمات نسب أغلبها لمجهولين.

Leave a Reply

Your email address will not be published.