الرئيس السوداني: “إعلان برلين” فاشل وبالتالي كأنه لم يكن
الخرطوم 14 مارس 2015 ـ قال الرئيس السوداني عمر البشير إن “إعلان برلين” الذي وقعته المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، “كان فاشلا وبالتالي كأنه لم يكن”، وكشف أن الحكومة نصحت الألمان بجمع المعارضة، لكن الشيوعي سيعمل على إفشال الملتقى.
وتأتي تصريحات البشير بعد أيام قلائل من ترحيب المؤتمر الوطني الحاكم رسميا بـ”إعلان برلين” ووعده بإخضاع وثيقته للدراسة العميقة لإتخاذ موقف بشأنها، موضحا أنه كان قريبا من المشاورات التي جرت في ألمانيا.
وأبلغ الرئيس صحيفة “الرأي العام” الصادرة بالخرطوم، السبت، “نعتقد أن لقاء برلين كان لقاءا فاشلاً ولم يحقق الأهداف التي كان يسعى إليها الألمان أنفسهم، وبالتالي كأنه لم يكن”.
وتابع “إن الألمان كانوا مجتهدين ويعتقدون أنه لا بد من دعم السودان والوقوف معه وحل مشاكله، وهدفوا من هذا اللقاء لثلاثة موضوعات: اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة، المشاركة في الحوار، وعدم تأجيل للانتخابات”.
وأطلق الرئيس البشير مبادرة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن العملية تعرضت لإنتكاسة بإنسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة الحركات المسلحة وقوى اليسار إبتداءا، فضلا عن إنسحاب 16 حزبا على رأسها حركة “الإصلاح الآن”، ومنبر السلام العادل، لاحقا.
وأشار البشير إلى أن الحكومة نصحت ألمانيا بأن تجمع المعارضة، وزاد “لكن الشيوعي لن يقبل بأي تفاهمات تعترف بشرعية الحكومة وقطعاً سيعملون على إفشال الملتقى”.
وعقدت اجتماعات برلين، في أواخر فبراير الماضي، برعاية حكومة ألمانيا التي كلفت منظمتي “بيرقهوف فاونديشن” و”استفتنق وزنشافت أوند بوليتيك”، بدعوة قوى المعارضة السودانية لورشة تفاكرية لدعم وساطة السلام في السودان.
وكان وفدا رفيعا من وزارة الخارجية الألمانية زار الخرطوم، وابتدر عقب توقيع المعارضة على الوثيقة في 27 فبراير، مشاورات مع مسؤولي الحكومة السودانية حول “إعلان برلين”.
وأثنى البشير على زعيم الحزب الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نقد، وأشاد بـ “سودانيته ووطنيته وسماحته التي تجعله أقرب للمتصوفة”، وقال إنه “استمتع جدا بشخصية نقد وبالحوارات التي كانت تشير الى أنه شخص مختلف، وزاد “نقد يختلف عن الشيوعيين”، مشيرا إلى أن نقد تنبأ بفوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وذكر الرئيس إن من يقودون حملة “أرحل” يتحدثون عن تغيير النظام منذ العام 1989، مبينا أن الحكومة لا تخافهم لأنها تعرف وزنهم، قائلا: “لو كان عندهم إمكانية كان عملوها زمان عندما كانت لهم قدرات وامكانيات أكبر”.
وأكد أن فشل المعارضة فى تغيير النظام جعل قيمتها تتراجع وسط الجهات التي كانت تدعمها، موضحا أن حكومته بأحداث كانت فرصة للمعارضة، مثل أحداث رفع الدعم عن المحروقات، لكن الحكومة تمكنت من “إطفائها خلال 48 ساعة فقط.
وتعد تظاهرات سبتمبر أعنف احتجاجات يختبرها نظام “الإنقاذ”، وبينما تقر الحكومة بسقوط 84 قتيلا وفقا لمحاضر الشرطة، تفيد منظمات حقوقية أن من سقطوا في الاحتجاجات تجاوز عددهم المائتي قتيل.