تأجيل محاكمة أبوعيسى ومدني والدفاع يحث الإتهام على سحب القضية
الخرطوم 5 مارس 2015 – حال غياب القاضي عن محكمة الإرهاب التي تنظر في قضية اثنين من زعماء المعارضة السودانية دون التأم الجلسة المقررة الخميس لترجأ الى، الاثنين المقبل، فيما طالبت هيئة الدفاع الاتهام بالإسراع في سحب القضية من أمام المحكمة وقالت انها تأكدت من ضعف الحيثيات وتلفيق التهم بشكل واضح.
وأعتقل جهاز الأمن والمخابرات في ديسمبر الماضي رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى ورئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني والقيادي السابق بالحزب الحاكم فرح عقار، ومدير مكتبه، فور وصولهم من أديس أبابا، حيث وقعوا هناك اتفاق “نداء السودان”، مع الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي.
وقالت هيئة الدفاع عن المتهمين أن القاضي تغيب عن الجلسة لإصابته بوعكة صحية.فيما تحدثت مصادر لـ”سودان تربيون” في وقت سابق من ليل الأربعاء عن وساطات حثيثة تبذلها شخصيات قومية لإقناع الرئيس عمر البشير بالإفراج عن الرجلين لتهيئة الأجواء للانتخابات والحوار الوطني.
وقال عضو هيئة الدفاع عن المتهمين محمد الحافظ أن الهيئة عقدت اجتماعا الاربعاء،استعدادا لجلسة، الخميس، التي كانت مقررة لمناقشة المتحري بواسطة الدفاع وأشار الى ان الاجتماع بحث تلك الاستراتيجية،وأجمعت الاراء على ضعف القضية وفبركتها.
وأضاف في تصريح صحفي الخميس “عندما بحثنا في أقوال المتحري، وجدناها محاولة واضحة لتلفيق الاتهام، بدليل التفكيك الذي لازم أقواله، ومحاولته الذهاب هنا وهناك لتوريط المتهمين، لكن خاب مسعاه”.
وبدأت محاكمة المعتقلين على ذمة اتفاق “نداء السودان”، الأسبوع قبل الماضي، بمحكمة الخرطوم شمال حيث تحولت محاكمتهم إلى تظاهرة سياسية، ودفعت هيئة الإتهام بتسعة مستندات، لتأكيد تورط أبوعيسى ومدني، في السعي لتقويض النظام الحاكم بالقوة عبر الاتفاق مع حركات مسلحة تحمل السلاح، والتحريض والمعاونة وتقويض النظام الدستوري والتجسس وإثارة الحرب ضد الدولة والدعوة لمعارضة السلطة وإثارة الكراهية ومنظمات اجرامية ونشر الاخبار الكاذبة.
ووصف الحافظ المستندات التي دفع بها الاتهام بأنها “غير منتجة” ولا تتعلق بالدعوة وأضاف “تكاد تكون مجلبة للسخرية والضحك”، واسترسل قائلا “اليوم كان سيكون مشهودا، لقضية الاتهام، وكان سينكشف ضعف وفبركة الدعوة بصورة جلية”.
وحث عضو هيئة الدفاع الاتهام على المسارعة الى سحب قضيته خلال المرحلة الحالية، حتى لا تظهر الدولة بشكل غير لائق ـ وفق قوله ـ.
الى ذلك أحتج عضو هيئة الدفاع المتحدث باسمها معز حضرة على تصريحات مصادر حكومية لـ”سودان تربيون” طالبت فيها الهيئة بالكف عن اطلاق التصريحات السالبة لتسهيل الوساطات الجارية للإفراج عن المعتقلين.
وقال حضرة لـ”سودان تربيون” إن محامو الدفاع لم يدلوا بأي تصريحات سالبة، لكن الهيئة ردت على ما أطلقه مصطفى عثمان اسماعيل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حين قال إن ابوعيسى ومدني اعتقلوا، لتورطهم في تشكيل خلايا لتخريب الانتخابات، وهو ما لم يكن صحيحا بالمرة، نافيا صدور اي تصريحات مسيئة او سالبة في هذه القضية، وتابع “بالعكس التصريحات السالبة تصدر من الحكومة في قضية أمام المحكمة”.
ورهن الرئيس في 25 فبراير الماضي، الإفراج عن ابوعيسى ومدني، بتقديمهما اعتذارا رسميا لمخالفتهما القانون الجنائي السوداني.
وأكدت المصادر أن الوسطاء طلبوا من هيئة الدفاع عن أبوعيسى ومدني، الكف عن التصريحات السالبة لإتاحة الفرصة أمام الجهود الرامية لاستصدار عفو رئاسي عن المعتقلين مراعاة لحالتهم الصحية.